Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحمقى والمغفّلون
الخميس, شباط 26, 2015
رباح ال جعفر

من أشهر الحمقى في الأدب العربي جحا واسمه نصر الدين خواجا. يحكى أن هبّت ريح شديدة، فأقبل الناس يدعون الله بالخوف وبالتوبة، فصاح جحا: يا قوم لا تعجّلوا بالتوبة، إنما هي ريح وتسكن! وطلب منه أبوه أن يشتري له رأساً مشوياً، فاشتراه وجلس على قارعة الطريق، فأكل عينيه، وأذنيه، ولسانه، ودماغه، وحمل باقيه إلى أبيه. فقال: ويحك، ما هذا؟ قال جحا: هو الرأس الذي طلبته! قال: فأين عيناه؟ قال: كان أعمى! قال: فأين أذناه؟ قال: كان أصمّ! قال: فأين لسانه؟ قال: كان أخرس! قال: فأين دماغه؟ قال: كان أقرع!
والأحمق طبقاً لتعريف ابن الإعرابي هو من لا نستطيع أن نميّز كلامه من رعونته. أما الحماقة فإنها مشتقة من "حمقت السوق" إذا كسدت، بمعنى أن الأحمق لا عقل له ولا رأي. عن أبي يوسف القاضي قال: ثلاث، صدّق باثنتين ولا تصدّق بواحدة. إن قيل لك إن رجلاً كان معك فتوارى خلف حائط فمات فصدّق، وإن قيل لك إن رجلاً فقيراً خرج إلى بلد فاستفاد مالاً فصدّق، وإن قيل لك إن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلاً فلا تصدّق.  
وفي كتاب (أخبار الحمقى والمغفلين) لعبدالرحمن بن الجوزي، تقرأ الطرائف والفكاهة والنوادر، وحكايات كلها فلسفة ومواعظ وعظات، وتعرف أن للأحمق سبعين اسماً، ومن أسمائه: الرقيع، والأهوج، والأرعن، والمأفون، والخرف، والهبنق، والأهبل. ومن أسماء المرأة الحمقاء: الخرقاء، والهوجاء، والداعكة، والرطيئة!
والعرب تضرب الأمثال بأكثر الناس حماقة، فتقول: أحمق من هبنقة. ومن حماقته أنه جعل في عنقه قلادة من عظام وخزف، وقال: أخشى أن أضلّ نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به، فحوّلت القلادة ذات ليلة من عنقه إلى عنق أخيه، فلمّا أصبح خاطب هبنقة أخاه قائلاً: يا أخي، أنت أنا.. فمن أنا؟!
ويكاد يتفق المحدّثون ورواة الأخبار، أن الحماقة غريزة وطبع، لا شفاء لها، ولا طبيب، ولا دواء. فقد أعيت من يداويها كما قال الشاعر. عن الأوزاعي قال: بلغني أنه قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: يا روح الله انك تحيي الموتى؟ قال: نعم بإذن الله. قيل وتبرئ الأكمه (الأعمى)؟ قال: نعم بإذن الله. قيل: فما دواء الحمق؟ قال: هذا الذي أعياني! 
وجاءنا التحذير تلو التحذير من صحبة الأحمق، وورد في الأثر: لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطئ، وربما يريد أن ينفعك فيضرك، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته!
وتظهر شخصية الأحمق في أدب الشعوب، فهناك مثلاً شخصية دون كيشوت في الأدب الاسباني، كما تظهر شخصية المضحك في مجالس الملوك، والشاعر النديم في صحبة الخليفة. ومن الشعراء الندامى أبو دلامة، وأبو نواس، ومن حسنات الحمقى أن الحياة تصبح من دون مملّة!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45299
Total : 101