منذ 9/4/2003 وحتى اللحظة فشلت الدولة في تقديم اعلام مهني موثوق يقدم الحقيقة الى المواطن حول ما يجرى خلف الكواليس وفي مجلس الوزراء تحديداً باعتباره أقوى وأعلى سلطة تنفيذية في البلاد..
بل أن الاعلام الرسمي قد تجاهل مرات عديدة الاشارة كناية او تصريحاً عما يجرى في هذا المجلس وما تتخذ فيه من قرارات لصالح الناس..
بل قد يعتبر البعض ذلك سراً من ادق واخطر الاسرار بالبلد.. صحيح ان الامور التي تخص امن البلد واستقراره وخطط التصدي للمتآمرين على مستقبله من دواعش وعفالق وغيرهم يجب التكتم عليها وعدم اليوم بها وجعلها محصورة تماماً في دوائر اتخاذ القرار..
لكن المسائل التي تخص اعمار البلد ورفع مستوى المعيشة عند المواطن والمسائل التي تخص ازدهار التربية والتعليم العالي والصحة والاعمار والاسكان والتعيينات وغيرهم مما لها عميق الصلة بمصالح المواطنين فعلى الحكومة عرضها مباشرة على المواطن العادي من خلال وسائل اعلامها العامة والخاصة ولكل وسيلة أخرى ممكنة ليكون المواطن العادي على بينة مما يجري خلف الابواب المزدوجة..
وعلاوة على ذلك لو كان النقل حياً لمفردات جلسات مجلس الوزراء والنواب..
سوف يكون المواطن في مقدوره الاطلاع على مجريات الامور في البلد على الطبيعة وبدون تجميل أو رتوش بالاضافة الى ذلك وبحسه الفطري تقييم اداء الوزير الفلاني والوزير العلاني ويطلع على مدى اخلاصهم لمصالح الشعب والبلد مما يوفر عليه فرصة منحه الثقة من عدمها في المستقبل لبقائه في المسؤولية أو رحيله عنها..
وهذا ما يحدث في مصر اليوم اذ تعرض الكثير من وقائع جلسات مجلس الوزراء على الشاشة مباشرة الا في المسائل الامنية الدقيقة علاوة على ذلك فأن الفضائيات والمحللين السياسيين بالعشرات يتصدون لتلك القرارات بالنقد والتحليل لاحاطة المواطن بكل ما يجرى فيكون على علم شبه تام بما تخطط له الدولة لضمان أمنه ومصالحه مستقبله..
لكن الذي يحدث الان في عراق مابعد التغيير العظيم في 9/4/2003 هو عكس ما يجري في كل العالم فالقرارات تتخذ بسرية تامة وما يظهر في الاعلام هو اعلان مقتضب لا يتجاوز غالبيته الصفحة الواحدة ولا أقول السطور العشرة عن وقائع جلسات الوزراء واذا عرض هذا الاعلان.
فسيكون مصحوباً بمشاهد لجلسات سابقة تتضمن صور المسؤولين السابقين الذين استقالوا او ابعدوا عن العمل او تركوا العمل..
مما يفقد الاعلام الرسمي مصداقية في عيون المواطنين ونفوسهم..
ولا اريد هنا ذكر اسماء من خرجوا من مجلس الوزراء ومسؤولين كبار اخرين ظهروا في مؤخراً جداً..
في مشاهد مرئية عرض لجلسة مجلس الوزراء الماضية.
والحل.. هو عرض الجلسات غير الامنية في مجلس النواب ومجلس الوزراء على المواطنين مباشرة دون رتوش او منتجة كي يطلع (اولاد الخايبة) وهذا حقهم على ما يجرى وعلى كفاءة اداء من انتخبوهم في دوائر اتخاذ القرار.
مقالات اخرى للكاتب