بالامس خرج لنا رئيس وزراء ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم ليقول : ان تسليح المعارضة السورية هو السبيل الوحيد لانهاء الازمة في سورية، تاركاً لغة الحوار والتسامح التي يجب ان تحضر في مثل هذه المواقف.
وفي الحقيقة هذا الرجل بطل في تأجيج الصراعات واتذكر كيف كانت تدخلاته ايام الازمة الليبية وكيف كانت تصريحاته ودعمه للجهات المتطرفة والمتشددة في ليبيا. ها هو يعود مرة اخرى ليخرج بهذه الحلول المدمرة خلال رعاية دولته مؤتمر ما يسمى باصدقاء سورية الذين ذهبوا لانهاء الازمة بتسليح المعارضة وابتعادهم عن الحلول السلمية او اختيار الحوار كحل امثل .
ولو جئنا لتحليل ما ذهب اليه حمد بن جاسم لكتشفنا ان موقفه بتسليح المعارضة ما هو الا خراب لهذا البلد الذي يعاني ما يعانيه من مؤامرات وتخريب من قبل عصابات القاعدة الارهابية. بحجة عدم توافق ميزان القوى بين المعارضة والنظام الحاكم في دمشق.
المهم اظهر حمد بن جاسم عن ما في جعبته وما يحمله لانهاء الازمة السورية، ومن المؤكد ان تسليح المعارضة يعني استمرار المعارك ، وازدياد رقعة الدمار لتمتلئ البيوتات والاحياء السورية بالايتام والارامل والى اخره من الكوارث التي تخلفها الحروب . هذه هو التآمر القطري عفواً ما يسمى ب(الحل القطري)..
ومثلما اثار استغرابي تصريح رئيس الوزراء القطري اضحكني تصريح رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان عندما وصف ما يحدث من تظاهرات واحتجاجات في بلاده هو مجرد مؤامرة خارجية قائلاً: ان ما تتعرض له تركيا من مؤامرة هي ذات المؤامرة التي تتعرض لها البرازيل ايضاً !!!
يا سلام يا سيد اردوغان.. هنا يستحضرني السوأل واتمنى ان اجد له جواب ما هي الاوجه المشتركة بين الدولتين؟ فلو بحثنا في المصادر والكتب لما وجدنا وجه تشابه بينهما لا سياسياً ولا اقتصاديا ولا اجتماعياً ، فتركيا بلد يمثل المسلمون فيه 98% اما الديانة المسيحية هي الغالبة في البرازيل. كما ان تركيا تقع في قارة اوربا في حين ان البرازيل تقع في امريكا الجنوبية اما من ناحية عدد السكان فان تركيا يقطنها اكثر من 72 مليون نسمة، بينما البرازيل يصل عدد سكانها الى 195 مليون نسمة، وهي تتمتع بامكانات اقتصادية هائلة وتُعتبر خامس اكبر دولة في العالم من حيث المساحة.
اذن.. المحصلة ان الدولتين لا تتشابهان لا من ناحية التقسيمات الادارية او التعايش المجتمعي ولا في الوضع السياسي او الاقتصادي، وما كلام اردوغان عن تشابه سيناريوهات المؤامرة (كما وصفها) هي محض افتراء من جانبه للتشويش على التظاهرات والاحتجاجات على سياسته المليئة بالاخطاء وتبرير استخدام العنف المفرط مع الناس العُزل الذين لم يخرجوا إلا للتعبير سلمياً عن رفضهم لهذه السياسة التي دفع بها اردوغان تركيا الى حافة الهاوية بعد تدخلاته السافرة في دول الجوار وزج تركيا في اغلب الصراعات والمشكلات التي تعاني منها دول المنطقة. وهو يريد بهذه التوجهات ان يكون راعياً لمصالح هذه الدول انطلاقاً من حنينه لعودة الفترة الظلامية للهيمنة العثمانية على بلدان المنطقة وسياسته الاقتصادية التي ارجعت تركيا الى الوراء وجعلت هذا البلد مثار جدل، بعد تعثر انضمامه الى الاتحاد الاوربي ونتهاكاته المتكررة لحقوق الانسان.
مقالات اخرى للكاتب