قبل يومين هاجمت مجاميع من الرعاع الغوغاء المتعطشين للدماء في احدى قرى ونجوع مصر بيت يلوذ به أحد الدعاة ومجموعة من تابعيه ، هو منزل الشيخ / حسن شحاته حيث قاموا بضربه وسحله وقتله هو واربعة ممن معه. عشرات من الجهلة الفوضويين المتسلحين بفتاوي تكفيرية تفنـّن العديد من مشايخ الوهابية على طول الارض العربية في اطلاقها جعلت من المذهب الشيعي والشيعة بوجه العموم أعداءً مـُفترضين لكل أهل السنـّة مما استوجب أن يحصل ما حصل في عملية كان أحد طرفاها هم هذه العشرات من الجهلة الغاضبين المندفعين بالعصي والسكاكين والحبال والطرف الاخر كان رجل دين والبعض من صحبه لم تحميهم دارهم من غضب المهاجمين الذين اشبعوهم ضربا ً وسحلا ً وقتلا ً ، هذه الحادثة التي استفزت الرأي العام في كل مكان لوحشيتها وتخلفها حدثت في مصر ،
في نفس اليوم وفي مدينة كربلاء العراقية وبعد مباراة لكرة القدم بين فريق المدينة واحد فرق العاصمة وبعد انتهاء المباراة ومغادرة الحماهير والفريق الضيف وبعدما بقي فريق اهل الدار وحده حدثت ( معركة ) مـُشابهة بين قوات الداخلية التي كان يفترض من تواجدها في الملعب حماية ارواح الرياضيين والجمهور هذه القوات التي كانت مدججة بكل انواع الاسلحة الخفيفة والبيضاء والتي صرفت عليها الدولة مئات الالاف من الدولارات تسليحا ً وتدريبا ً، أما الطرف الاخر فقد كان مدرب ولاعبي فريق كربلاء الذين لم يكن معهم من ( أسلحتهم ) سوى تراكسوتاتهم وأحذيتهم الرياضية التي لم تسعفهم في الهرب من ( هجوم ) قوات الداخلية الذي أسفرعن ثلاثة عشر كسر في جمجمة السيد / محمد عامر مدرب فريق كربلاء وموته ( دماغيا ً ) وعدد من الكسور البليغة والجروح للاعبي فريق كربلاء ؟؟؟؟
في مقتل السيد / حسن شحاته في مصر( وهي جريمة بشعة ومدانة ) أدانها الازهر ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني في مصر ، بل ومعظم الاحزاب والحركات السياسية العراقية وحتى بعض المسئولين العراقيين ورجال الدين،
أمــا في ( جريمة ) قتل المدرّب العراقي ولاعبيه فلنلاحظ ردود الافعال عندنا ،
ألسيد وزير الشباب والرياضة وهو المسئول الحكومي الاول عن الرياضة والرياضيين العراقيين لم يظهر منه رد فعل واحد وهو في رحلته الترفيهية في تركيــا لحضور مباريات كأس العالم للشباب وليس كأن من قــُتلوا هم رياضيين عراقيين هم مؤتمن على كرامتهم وأرواحهم ، أللجنة الاولمبية المنشغلة بترتيب انتخابات تضمن عودة أقطابها للتسلط على الرياضة العراقية وجدت في هذه ( ألجريمة ) أمرا ً لا يستحق أكثر من عتب ( تلفزيوني ) يوجهه السيد رئيس اللجنة الاولمبية لقوات الداخلية ،
أمـــّـا ألاتحاد العراقي لكرة ألقدم ، فهو يعيش في دنيا ( ألف ليلة وليلة ) التي هيأها الاتحاد لنفسه، فرئيس الاتحاد ونائبه في تركيا في رحلة ترفيهية مصاحبة لمنتخب الشباب الذي يرافقه أحد أعضاء الاتحاد ايضا ً ، أمــا باقي أعضاء الاتحاد فهم يحزمون حقائبهم للحاق برئيسهم ونائبه الى تركيا ويمكن لاية جهة أخرى ( غيرهم طبعا ً ) ألتحقيق في ما حصل في كربلاء ، ولم تنتظر الداخلية كثيرا ً حتى أعلنت نها ستشكـّل لجنة تحقيقية لمحاسبة المقصرين ، يعني الداخلية ستكون هي ألمتهم والقاضي في ان واحد؟؟
لجنة الرياضة والشباب البرلمانية ( والتي عاد رئيسها توا ً من رحلته الى استراليا التي اهداهاا له مشكورا ناجح حمود ً ) أعلنت بعد طول تردد نها ايضا ً ستشكل ( لجنة ) لمعرفة ما حصل ( وطبعا ً لن ترى هذه اللجنة في عمل حمود واتحاده أي تقصير؟؟)
لو كنــّا شعب نحترم حريتنا وادميتنا والانسان فينا لما عاملتنا حكومتنا التي يـُفترض اننا انتخبناها لخدمتنا بمثل هذه القسوة ، لو كنا نحترم الانسان فينا لخرجت منظمات المجتمع المدني في مظاهرات تدعو لمحاسبة القتلة وضمان عدم امتهان ادمية اي عراقي على يد الاجهزة الامنية،
لو كنا نحترم ادميتنا لتضامنت كل الاندية الرياضية العراقية بلاعبيها ومدربيها وهيئاتها الادارية مع لاعبي ومدرب كربلاء وأعلنت انسحابها من الدوري العراقي حتى يتم احالة كل المتسببين بهذه المأساة الى القضاء ومحاسبة المقصرين والمتسببين بهذا التردي الذي حصل في الملاعب الرياضية وعلى رأسهم / ناجح حمود وعصابته،
لو كنا نحترم الانسان ونعرف أبسط حقوقه الادمية لاجتمع برلماننا ( ألموقر ) والمؤتمن على ارواحنا وكرامتنا قبل ثروات أرضنا وقرر أقالة وزير الرياضة والشباب ووكيل وزير الداخلية ومدير شرطة كربلاء ورئيس اللجنة الاولمبية ورئيس اتحاد كرة القدم ( ولا تقولوا اقالة ناجح حمود من صلاحيات الفيفا ، فليذهب الفيفا للجحيم .. هذه دماء رياضيينا )،
لو كنــّا نحترم الانسان فينا لاستجوب البرلمان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وسأله الى متى يبقى العسكر في العراق يمتهنون كرامة الانسان ، الم نقلب صفحة العسكر يوم اخترنا الديمقراطية ، أهذه المباديء الجديدة التي تعلمونها لمنتسبيكم في التعامل مع العراقيين؟ واذا كان هذا هو تعامل الشرطة مع العراقيين في ( ملعب لكرة القدم ) فكيف يتعاملون معهم في غياهب المعتقلات واماكن التحقيق؟
لو كانت احزابنا وساستنا تحترمنا كعراقيين وكبشر لرأيتم ( تايتل ) العراقية الفضائية تملأه برقيات الشجب والاستنكار على مقتل مدرب نادي كربلاء كما امتلأت ببرقيات الشجب والاستنكار على مقتل السيد / حسن شحاته ، فالدم العراقي ليس أقل قدسية أو قيمة من دماء الاخرين...
لو نحن نحترم الانسان ونحترم الادمية فلن نعطي صوتنا لكل جهة أو حزب أو شخصية لم تحترم الانسان فينا ولم تستفزها بشاعة جريمة قتل مدرب كربلاء واثرت السكوت أو السفر للاستجمام من حر الصيف وانقطاع الكهرباء ...
مقالات اخرى للكاتب