توافد الأبالسة من كل زوايا وأركان التاريخ ، ليركبوا عربة الزمن العراقي في الألفية الثالثة ، شياطين من كل الألوان والأطياف هاجروا لنا في موسم الإطاحة بشجرة الآلهة .
عشر سنوات أحرقت ورق البراءة والفرح والجمال وانطفأ غناء قيثارة عشتار ، كوابيس تجثم على روح البلاد ، توزع البلاء بالتساوي وتغترف من الدماء والأحلام زادها اليومي .
بلاد السبي أوطاني نشيد صرنا ندفع فاتورة استحقاقه المتراكمة منذ استوطن نبوخذنصر في ذاكرة الثأر اليهودي ..! ديون ألفي سنة مطلوب تسديدها في عشرة اعوام ..!؟
كنا صغارا وعلمنا الآباء ان الشياطين لاتدرك الوطن ، لاتطأ أرضه ،لاتصعد نخيله ، ولاتقترب من دجلة والفرات ، فهذه الأرض مقدسة وبعض بقايا الرب من عرشه ... أرض مُأمنة بأجداث آلاف الأنبياء والأئمة والقديسين .
ينابيع الضوء هي واشراقات الوجود ومنتجع الزهور والطيور والأشجار ، هي مستودع أحلام الشعراء .
النشيد الذي أوصله لنا الآباء كان كذبا و خدعة بصرية لدخول جهنم ، وتموز لن يعود منذ تجمعت دموع النساء في أور لتغسل بالرثاء الحزين جثمان الربيع وهزيمة انكيدوؤ..!
تاريخنا عبق مقابر ، وحاضرنا استحضار رماح الماضي بهدف استباحة بعضنا تلك تعاليم الأبالسة الذين جاءوا لنا بالسماء الكابوس ..!
عشر سنوات يلقنونا ترانيم الموت ويطعمونا الدم ويزرعون فينا اشجار الزقوم ، ذلك هو زمن الأبالسة عرفناه منذ اصبح الإله بضاعة يتداولونها في سوق الربح والخسارة ، وفي اصدار قرارات تعطي للشياطين صلاحيات الرب .
عشر سنوات من كابوس يطمر البلاد بأبشع ماترسب من سلوكيات الجريمة والأنحراف في قعر الرذيلة ..!
ذاكرة للسوء والخراب لم يشهد مثيلها الوطن من عصر الحاكم السومري جلجامش الى موعدنا مع قيام الساعة ..!؟
مقالات اخرى للكاتب