مرة أخرى يقدمها الشيعة شهادة للتأريخ ، شهادة بأنهم هم الشعب الحاضن للعراق ، وهم اهل هذا البلد ، وهم اكثر الناس شعورا بالانتماء الى هذا الوطن ، واكثرهم حرصا على وحدته وكرامته ، تضحيات جديدة تطرز تأريخهم الحافل بالتضحيات ، الشيعي اليوم يقاتل في الموصل لاجل اهل الموصل ، يقاتل في الانبار لاجل اهل الانبار ، يقاتل في تكريت لاجل اهل تكريت ، بينما يختفي الموصلي والانباري والتكريتي ، الشيعي يذهب الى الكرمة وبيجي والعظيم والضلوعية والحويجة وهيت وحديثة ليقاتل عصابات داعش ويستشهد دفاعا عن ارواح واعراض واموال اهل السنة ، مع ان هذا الشيعي المقاتل يعلم أن بعض اهالي تلك المناطق سلموا مدنهم الى عصابات داعش ثم سلموهم زوجاتهم وبناتهم واصبحوا خدما لهم مع انهم غزاة اجانب اراذل من شذاذ الآفاق واشرار العالم ، علماء الشيعة يصدرون فتوى الجهاد لمواجهة الاحتلال الداعشي مع ان الاحتلال الداعشي يستهدف اهل السنة ! اما علماء السنة فلائذون بالصمت ولم يقولوا كلمة تدين داعش ، ولم يدعوا احدا لقتالهم ، بعض ساسة السنة يرون بأم اعينهم الشيعي يقدم حياته لأجلهم فيتهمونه بانه مليشيا طائفية ! لكن الداعشي يقتلهم ويذلهم وينتهك اعراضهم فلا ينطقون بكلمة واحدة ضد داعش في بياناتهم ، وعندما ينفذ الداعشيون مذبحة ماكرة في مسجد سني ويروجون كذبا ان منفذيها شيعة يجدون النخبة السياسية السنية وعلماءهم يستيقظون من نومهم ويروجون لتلك الكذبة ويستخدمونها للابتزاز السياسي من الشيعة الذين يدفعون دماء شبابهم دفاعا عنهم ، هذه مفارقات غريبة ، من هو العراقي حقا ؟ هل هو الذي يدافع عن وطنه وشعبه في كل شبر ام الذي يسلم الارض والعرض لعدوه صاغرا ؟ اي انحطاط هذا ، من هو الشريف حقا ؟ من هو العراقي ؟
