مضت ثلاث عشرة سنة على تبدل النظام وسبع سنوات على اعدام صدام حسين، وليس في المتصدين للعمل السياسي من هو من مواليد تلت الحدثين!.
نعم في المتصدين من لم يكن ليحلم ان يمسك مكانا في مفاصل الدولة يوما ما، فان حلم فبصمت مخيف، وفي المتصدين من كان ضمن المنظومتين الحزبية البعثية او الادارية الحكومية وفي متخلف الدرجات، وفي المتصدين قلة التقت به وهي معارضة له، وقلة لم يقبل هو لقاءها وماكان لها ان تلتقيه بالاساس، لكن الامر الاهم من كل ذلك هو من من المتصدين حاول ان يخلق صورة لا تجعل شعوب العراق تقارن بين اداءين، اداء البديل واداء صدام من جوانب تنتهي كلها الى تفاعل قطاعات الشعب مع البديل اكثر منها مع صدام؟
قد يبدو السؤال خطرا، لا ادري ايهما الاخطر الان، التفكير بخلق بديل افضل و اكثر ثقة وصلاحا للعمل، ام ذي حقبة مضى والمقارنة بين زمنين؟
ليس هذا هو السؤال ولايجب ان يطرح مثلما سيحاول الاغبياء ان يفكروا، لأن صدام حسين ذهب تاركا اكثر من خمسة ملايين بعثي، اكثرهم ماتوا او تابوا او تحولوا؟!.
صناعة البديل لا تتم بتحويل النظام من برلماني الى رئاسي، ولا بتسطيح مسلمات ومتطلبات حياة بلد شرق اوسطي مثل العراق، فمثلا ليست الكهرباء وحل ازمتها تشبه مثلا الحصول على سلاح نووي، وصناعة البديل لا تتم بتقليد صدام واكثر من تقليده بتنويع البذلات الدكناء والسيارات ذات اللون الواحد ضمن اسطول طويل ولا بالارتكاز على اللقبين العلمي و العائلي، لا ابدا.
صناعة البديل لا تتم بالكذب على جموع متعبة منهكة بين تعويدات صدام التي شوهت وجعلت بعض اباء في القادسية يقتلون اولادهم الفارين من الخدمة، الا تذكرون كم ابا قتل ابنه واستقبله صدام وقلده نوطا؟ ربما نسيتم!.
صناعة البديل ليست بان تتحول وسيلة الاعلام لراقصة عجوز تضع مكياجا لغواية السياسي وكثرة كلامه وقليل فعله المطلوب للناس واخفاء كثير عمله لنفسه، ابدا ابدا ليس هو المطلوب لصناعة البديل.
كما انه ليس للبديل الناجح ان يتحول فيه العسكري من قامع الى بطل وسط عجز وليس ذكاء القاعدة وداعش في انتقاء هدف التفجير متى رغبا، ثم يتحول العسكري من حرس عند الرئيس السابق الى رتبة ارفع في النظام الحالي من باب عفيت انا عن سالف التاريخ، ثم يتحول العسكري لمحلل سياسي، ودعي السياسة الى حديث في شؤون الحرب يسكت عنها اركان الحرب من العسكريين الاصلاء.
لا ادري كيف يكون البديل السياسي الذي عمل بعضهم معقبي معاملات، واخرون هجروا عملهم السابق للتحول الى الاضواء وطولة اللسان بباطل وبجهل للبقاء تحت القبب ووسط الحصانات؟
الترميم الاجتماعي ان لم يشهد عملا عليه منتج، فأننا سنكون كمن يستخدم بطاريات مستهلكة تعمل لدقائق ثم تخفت!.
ان شعبا، لا يمثله عرق واحد ولا دين واحد ولا عقيدة واحدة، لا يمكن ان يقاد وفق كلام غايته اسكات الاخرين و التفكير بالنيابة عنهم ايا كانت النتائج مستقبلا، عليه فان البديل يمكن ان ينجح بشهادة المحكومين لا بشهادته هو لنفسه.
ان الخدمات مهمة، لكن ان تتحول الى حلم صعب التحقق، ثم تتعمق غايات الحصول عليها لتتحول الى خطاب مكرر يؤدي الى اسقاط سياسي ثم شعار وطني فذاك يعني ان عقدا ونصف العقد لم يكن الا فرصة لتكوين ثروات وصناعة ابطال مكونات يستقوي كل منهم على غريمه ويضربه بمقتل متى شاء واين اراد!.
ملاحظة: قد نكمل حديثنا هذا في كلمات مقبلة.
مقالات اخرى للكاتب