في ما تنشغل دول اوربا جميعها ومنظمات دوليه بموضوعة ازدياد اعداد اللاجئين العراقيين ومعاناتهم ، اكتفت الحكومة وتحديداًوزارةالهجرة والمهجرين وكذا مجلس النواب ببيانات القلق الشديد من دون اعلان صريح وواضح عن اتخاذ اجراءات تعيد الثقة للمواطن بالعيش حياة كريمة في وطنه والاعتراف بمسؤليتهم عن كل الذي يتعرض له العراقيون من مخاطر بل امتهان للكرامة في رحلة البحث عن مكان آمن . .بل انهم لايملكون احصاءات رسمية عن اعداد اللاجئين غير الشرعيين بحسب تصريح للوكيل الاقدم للوزارة اصغر موسوي الذي قال ( لاتوجد لدينا احصاءات ونحن ننظر الى الموضوع بقلق شديد ونأمل ان نتوصل الى الحل .. ) اما النائبة عن التحالف الوطني ابتسام الهلالي فقد دعت الى ( عدم التغاضي عن هذا الامر مطالبة بحلول سريعة .. ) كما طالبت جركة الوفاق الوطني في بيان لها الى تصحيح الاوضاع الانسانية والاقتصادية مشيرة الى بعض اسباب الهروب الجماعي للعراقيين بـ ( ارتفاع وتيرة العنف الطائفي وتصاعد معدلات البطالة واستمرار سياسات الاقصاء والتهميش والترويع والاعتقالات .. ).الكلمات جميلة لكنها لاتدخل الى صلب المشكلة وتعامل السياسيون معها وكأن الهاربين من الوطن والضائعين والمشردين ليسوا من هذا الوطن المستباح في كل شيء .. بل وكأن استمرار حالة الخراب والدمار وتغييب هوية المواطنة وفقدان هيبة القانون واستمرار حالة الانفلات الامني وسطوة الميليشيات وعصابة داعش الارهابية ومانتج عن كل ذلك من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية تجري على وفق مخطط خبيث لابقاء المواطن يعيش في يأس مستمر وقلق وخوف مزمن وصراع مع النفس وان نكون امام خيارين لاثالث لهما اما الرضى بعبث ساسة الصدفة واستهتارهم او اللجوء الى الخيار الاصعب وهو ما يصطلح عليه الهجرة وطلب اللجوء في حين انه هروب الى المجهول من خلال سماسرة هجرة مهمتهم الابتزاز وفرض مبالغ كبيرة لايصالهم الى اليونان او مقدونيا لتجري عملية بحث اخرى للوصول الى صربيا ومنها الى احدى الدول الاوربية . لسنا مع هذا الهروب برغم ما نعيشه من اوضاع صعبة وكنا نأمل ان نجد بعض امل في انصافنا وايقاف كل هذا الظلم الذي نتعرض له يومياً وباشكال مختلفة من بينهخا حرماننا من ابسط الخدمات وحق شبابنا في التعيين ونهب ثرواتنا المالية والنفطية ، لكن كل هذا لم يحصل بل يزداد الامر سوءً من دون ان نجد بصيص نور في ظلام نفق العملية السياسية. الكفاءات تهرب والشباب يهربون بحثاً عن المستقبل وسياسيونا يتفرجون بل يمعنون غياً وطغياناً من دون ان يسمعوا كل صرخات الشعب الاحتجاجية منذ شباط 2011 في ساحة التحرير حتى الان .. الاخبار والتقارير عن الفساد المالي والاداري كلها تشير الى ان سببه سياسي وسلوكيات منحرفة والكل يتحدث عن العدل لكن لم نجد من يمارسه حتى في الوظائف العامة ما ابقى الاف الخريجين عاطلون .. مقابل ذلك لم يكتف ابناء المسؤولون بالامتيازات والسفرات فاستأثروا بالمناصب والوظائف في السفارات والملحقيات بل ان احدهم عين وكيل وزارة عام 2005 حال تخرجه .. مثل هذه النماذج قد تبدو بسيطة لكنها مؤثرة وتأكل من حصانة الشباب وهو ما يرفض فرسان العملية السياسية الكسيحة الاقرار به .. باختصار ان ما يجري الان عملية هروب جماعي وهي في الوقت الذي تشكل فيه دليل ادانة لسياسي الصدفة تقرع ناقوس خطر حقيقي لمستقبل الوطن .. انه هروب من افعالكم وممارساتكم وظلمكم ولكنه ليس نهاية المطاف فالتظاهرات الشعبية والسلمية في بغداد والمحافظات مستمرة لحين تعديل الميزان لصالح الشعب عندها سيعود كل عراقي مع انه اختار الهروب لكن لكل واحد منهم اسبابه وكلها تدين حيتان الفساد ومظلاتها السياسية .. هجرة ام هروب ياساسة كلها ســـــواء لكنها في كــــل الاحــــوال لن تبرئكمــ فانتم اس المشكلة واسبابها .
مقالات اخرى للكاتب