انتصارات كبيرة وجوهرية حققها الجيش العراقي على الأرض وتحديداً في قواطع ديالى وأجزاء من مناطق كركوك وفي جنوب تكريت وشماله وأهم تلك الانتصارات كانت في جرف الصخر وكبدّوا العدو خسائر فادحة بالأرواح والمعدات ، وأسهمت هذه الانتصارات في خفض الروح المعنوية لديهم وهروب أعداد كبيرة منهم فضلاً عن ضعف تأييد السكان لهم في مناطق الصراع. ضعف التأييد من السكان جاء بعد وضوح الرؤية للمواطنين في تلك المحافظات من أنَّ هولاء ليس أكثر من مجموعات تحمل فكراً تدميرياً تخلفيّاً ليس له مثيلٌ لا في زمننا هذا ولا في زمن الأولين وهو امتداد لفكر الخوارج الذي ظهر في صدر الإسلام. الشيء الذي يفاجئنا هو تراجع الإعلام الحكومي أمام الماكنة الإعلامية لداعش وعدم نجاحها في إبراز معالم النصر وتسويقه بالشَكْل الصحيح على الرَغْم من النجاحات الكبيرة التي تحققت على الأرض وتحديداً بعد تكليف رئيس الوزراء العبادي. لقد شخّص خبراء الإعلام العراقيون خلَلاً واضحاً في طريقة تسويق هذه النجاحات المهمة
ومن أهمها أنَّ المواطن لم يعد يثقّ بما تعرضه الوزارات الأمنيّة من حقائق والكيفية التي يتمّ فيها تسويق المعلومة لوسائل الإعلام العالميّة التي يشوبها خلَلاً ما، ويتذكر المواطنون كيف أنَّ الناطق باسم القائد العام السابق للقوات المسلحة نفى نفياً قاطعاً حدوث مَجْزرة في "سبايكر" وتحايل حين قال لاتوجد خسائر بين طلاب القوة الجوية، والمواطنون يشاهدون أمامهم آلافاً مؤلفة من الشباب وهم يُقادون من إرهابيي الدولة اللا إسلاميّة، ومثله الناطق باسم الداخلية حين قال إنَّها أفلامٌ مفبركة ولاتوجد خسائر لدى قواتنا ولا أعرف السبب الذي دفعهما إلى إنكار واقعة ليس من السهل إنكارها أو من الصحيح تجاهلها. إنَّ إعلام الحكومة أو الإعلام المختص في ترويج انتصارات الجيش العراقي في قواطع المعركة بحاجة إلى إعادة نظر من قبل القائمين عليه وتسويقه بطريقة أخرى يتحقق معها إقناع الشارع بانتصارات جيشنا والحشد الشعبي في قواطع العمليات. إنَّ الأمر الذي يحيرنا ويحير المراقبين عن سِر استمرار الهزائم التي يتعرض لها الإعلام العراقي في هذه المعركة المصيرية والنجاح الذي يحققه داعش في الجهة المقابلة. إننا لاننكر حجم وقوة الإعلام المعادي ولكن هذا لايبرر الهزائم المستمرة لوسائل إعلامنا أمام إعلام داعش الذي بات مصدراً للعديد من وسائل الإعلام العالمية والعربية أكثر من الإعلام الحكومي العراقي.
مقالات اخرى للكاتب