Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الكبسلة.. مرض متجدد علاجه ليس مستحيلا
الاثنين, تشرين الأول 26, 2015
فهد شاكر المياح

لي اخ يصغرني بعامين الا انني لم اره منذ قرابة 6 سنوات، فبعد مقتل والدي عام2006 تزوجت امي واخذت أخي معها وبقيت انا بمنزل جدي، وقبل اربع سنوات تقريبا توفي جدي وتكفل خالي برعايتي ومسؤوليتي
*طالبة تعرضت لحالة هستيريا وبعد وصول ولي امرها، شرحت له المشرفة ماجرى بالتفصيل شكرها على حسن التصرف وبعد ايام قليلة علمت المشرفة ان قضيتها أصبحت عشائرية مع حبيبها الذي عودها على الكبسلة

كنت مضطجعا على فراشي، آملا ان أجد في ساعات الليل المتبقية بعض الراحة لجسدي الذي انهكته بالعمل خلال ساعات النهار، مناجيا الكرى ان يزورني فيحملني بعيدا الى عالم ملؤه الطمأنينة. فجأة ودون سابق انذار، تلاشت تلك الامنيات حين سمعت صرخات استغاثة واصوات ضرب مبرح، خيل لي وللوهلة الاولى انها قادمة من منزل جاري، ولم يكن في خلدي غير انه قد تعرض للسطو من قبل عصابة ما، فوثبت من فراشي وسارعت بالخروج، وهنا كانت الطامة الكبرى، حيث اكتشفت ان الصراخ قادم من داخل بيتي. بعد ان الفيت أصغر ابنائي والذي لم يتجاوز عمره 17 عاما، ممسكا بسكين ويتهدد اخته التي تكبره بثلاث سنوات، بالذبح. أنتزعت منه السكين بعد ان طرحته أرضا، وحين حاولت استخلاص اجابات منه عن سبب فعلته هذه، وجدته لايعي مايقول، ويتلعثم في كلامه، وبقي على حالته هذه قرابة 3ايام، الامر الذي حتم علينا نقله لاحدى المستشفيات لنعرف ماهو السبب .فكان جواب الاطباء اثبات لما اعتلاني من شك، فقد تناول أصغر ابنائي جرعة كبيرة من الحبوب المخدرة”الفاليوم”.
.. حاولنا ان نخفف عن “ابو حيدر”الذي التقيناه في مستشفى الشيخ زايد ببغداد. ورحنا نخبره ان ولده سيكون على خير مايرام، وان قرار نقله الى المستشفى قرار صائب. الا اننا احسسنا انه لايكترث لكلامنا، حين اخرج علبة سكائره واشعل سيكارة، وراح ينفث دخانها مع تأوهات تنم عن الحيرة والاسى، وطلب منا ان ننقل الى العالم اجمع ودون أي نقصان ماجرى لابنه، وقال أيضا، “امل ان نجد سبيلا ما يوصلنا الى خلاص من هذا الوباء فأبني لم يكن الوحيد الذي وقع فريسة لافكار ومعتقدات الشباب الخاطئة، فهناك المئات من أترابه في مجتمعنا، ذهبوا ضحايا بسبب الادمان على الحبوب المخدرة” ويضيف، “بعد تشخيص الحالة في المستشفى، عدت الى المنزل لبضع ساعات ورحت ابحث عن اصدقائه من اجل معرفة الكيفية التي وصلت من خلالها هذه الحبوب الى ابني، ومن هو الشخص الذي كان وراءها.؟؟ فأجابني بعضهم بالنكران وعدم معرفتهم بالامر، والبعض الاخر اعزوه الى ثلة من الشباب يكبرونهم سنا. يتجارون بالحبوب المخدرة والمشروبات الكحولية. ويبيعونها سرا الى المراهقين. فطلبت منهم ان يرشدوني الى منازلهم.فامتنعوا عن ذلك لكونهم يجهلون عناوينهم بالتحديد”.
أنقذه يوما..واباده عمرا
خرجنا من مستشفى الشيخ الزايد، وقررنا العودة الى المنزل لاخذ قسطا من الراحة بعد صباح ملؤه الفواجع والكوارث، وما ان ركبنا الباص الذي يصل الى منطقة بغداد الجديدة. حتى وجدنا وبمحض الصدفة، احد الاصدقاء ممن تربطنا به علاقة الحي الواحد الذي نقطنه، قد استقل الباص ذاته، وما ان اخذنا نتجاذب اطراف الحديث، طفقنا نقص عليه حكاية “ابن ابو حيدر”، فأمتعض هو الاخر وارشدنا الى مراهق يكنى ب”حسين مصاصة” يعمل في احدى الاسواق الشعبية بمنطقة الامين الثانية، معروف بادمانه على “الحبوب” اضافة الى كونه، كما وصفه لنا “نشال من الطراز الاول”.. حفزنا حديث صديقنا للذهاب ومقابلة “مصاصة”. وفعلا وبعد قرابة الساعة وصلنا الى المكان المنشود، سائلين المتسوقين والبقالين عن ضالتنا. وبعد مجهود شاق عثرنا على صيدنا والتقينا “حسوني”، وكان يعمل بائع “علاكة”في السوق. أبى في بادئ الامر ان يبوح لنا بما نرغب في معرفته، حتى انقدناه حفنة من المال تعيله لثلاثة ايام أخرى دون الحاجة الى العمل، وراح اذ ذاك يجيب على اسئلتنا. طلبنا منه ان يحدثنا عن عائلته، فأطرق رأسه وصمت لبرهة زمن ثم قال،”لي اخ يصغرني بعامين الا انني لم اره منذ قرابة 6 سنوات ، فبعد مقتل والدي عام2006 تزوجت امي واخذت أخي معها وبقيت انا بمنزل جدي، وقبل اربع سنوات تقريبا توفي جدي وتكفل خالي برعايتي ومسؤوليتي”، ويسترسل، “يعمل خالي ميكانيكيا للسيارات، وهو مدمن على الحبوب منذ وقت طويل، وكان بين مدة وأخرى يبعثني الى رجل يبعد منزله عن بيت خالي بمسافة ليست بقصيرة، لابتاع له الحبوب، وفي احدى المرات قمت بفتح الكيس، وتناولت كبسولتين من احد الشرائط، وبعد ان علم خالي بفعلتي، لم يحرك ساكنا، وراح يشجعني على تناولها، ولم انقطع عن تناولها منذ ذلك الوقت، حتى وصل بي الحال الى عدم مقدرتي على النوم الا بعد ان التهم كمية كبيرة منها” رفع رأسه فوجدنا عينيه تترقرقان دمعا..ربتنا على كتفه وطبعنا على جبينه قبلة ، ودعوناه ان يقصدنا لو احتاج شيئا، وفي أي وقت.
التهميش الأسري..سبب اخر
لم تكن عائلة “زويد” موسورة الحال، بل كانت شأنها في ذلك شأن الكثير من العوائل العراقية، تعاني من الفقر والحرمان، اضافة الى عدد افرادها الذين تجاوزا 12 شخصا غالبيتهم من الذكور، وكان اهتمام الابوين ينصب بأكبر ابنائهم دون ان يعيروا بقية اولادهم اي اهتمام تحت ذريعة انهم لايصلحون لشيىء الا “الاكل”، فمضى زياد وبقية اخوانه ومنذ نعومة اظافرهم مشردين ومهمشين، يجوبون الشوارع ليل نهار دون اي حسيب أو رقيب، متخذين من أكداس النفايات و”العتيك”مصدر رزق، يكفيهم لسد رمق الجوع، فكان حصاد مازرعته أسرة “زياد”هو ادمانه على الحبوب المخدرة والمشروبات الكحولية ومادة “الثنر”التي تخلط مع الاصباغ. ويضيف “ابو كرار” الذي قص علينا حكاية شقيق زوجته قائلا، “في احدى ليالي الصيف وقبل عامين طرق باب منزلي بشدة فخرجت مهرولا لاعرف من، فوجدته ابن جاري “ابو مرتضى” وراح يخبرني ان زياد قد احترق من اسفل بطنه حتى أعلى جبهته، وقد سقط ارضا في ساحة كرة القدم التي تبعد عن منزلي بمسافة قليلة بعد ان اغمي عليه اذ حاول ان يطفئ النيران التي التهمته بالتراب، حيث رمى احد المراهقين عقب سيكارته الى داخل قميصه، وكان جلباب زياد مفعما بمادة الثنر، نتيجة احتفاظه بقطعة قماش صغيرة، مترعة بتلك المادة في جيب قميصه، يستخرجها من وقت الى آخر لاستنشاق ماتحتويه، الأمر الذي أدى الى اصابته بحروق من الدرجة الثانية، ومازال حتى وقتنا هذا يعاني من اثار تلك الحادثة”.
خطر الادمان ..يتهدد المراهقات
منذ عامين تقريبا وانا اقوم بين يوم واخر، بجولة تفقدية لجميع صفوف المدرسة وللمرحلتين الاعدادية والمتوسطة، حرصا من إدارة المدرسة على سلامة الطالبات . والعمل على عدم تكرار ماجرى قبل سنتين لاحدى طالباتنا. هذا ما قالته التربوية “س .م” التي التقيناها في إحدى مدارس الرصافة ببغداد وتحدثت عن تلك الحادثة دون أية مواربة، وزادت على كلامها قائلة، “ بعد مضي شهر واحد تقريبا على بدء العام الدراسي، استدعتني مدرسة اللغة العربية الى الصف الرابع الاعدادي أثناء وقت المحاضرة، كوني المرشدة التربوية. وما ان دخلت الى الصف حتى الفيت إحدى الطالبات، ساندة ظهرها على السبورة وهي تصرخ، وتشتم مدرستها وزميلاتها الطالبات. فطلبت منها الخروج لكنها لم تمتثل لأوامري، فوجهت لها بعض الصفعات، وامسكتها من معصم يدها واقتدتها نحو الادراة، وعلى الرغم من محاولاتنا العديدة لمعرفة سبب حالتها تلك، لم نحصل على أية اجابة سوى كلمة واحدة كانت ترددها باستمرار”حبيبي”. وكاجراء احترازي تحفظنا عليها في غرفة الادارة، وطلبنا من أحد حراس المدرسة الذهاب الى ذويها واخبارهم بالامر، بمساعدة صديقتها المقربة التي اخبرتنا بعنوان منزلها، وتسترسل، ”وبعد وصول ولي امرها، شرحنا له ماجرى بالتفصيل، فشكرنا على حسن تصرفنا، وعاد بابنته الى المنزل، وبعد ايام قليلة اخبرتني صديقتها ان قضية "ف"اصبحت قضية عشائرية، اذ اكتشفوا انها كانت على علاقة عاطفية مع سائق "الخط" الذي كان يقلها جيئا وذهابا من المنزل الى المدرسة، وان سبب الحالة التي كانت عليها في ذلك اليوم، هو لتناولها كمية من الحبوب المخدرة التي وصلت اليها عن طريق ذلك الشاب”.
الثقافات الموجهة غيرت واقعنا
الباحثة الاجتماعية “رسل جبار” شاركتنا الحديث، وبينت ان مجتمعنا العراقي مازال ينقصه الوعي بخطورة الكثير من الظواهر السلبية السائدة، ومن بينها الادمان على الحبوب المخدرة، بسبب الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المزرية التي عصفت بالبلاد طوال العقود الماضية، و أوضحت ان للابوين دور مهم في الحد من انتشار وتفاقم هكذا حالات من خلال الرقابة الصارمة على الابناء ومتابعتهم وحثهم على الابتعاد عنها، واضافت أيضا، “بعد عام 2003 تغير واقع الحياة في مجتمعنا نتيجة الانفتاح على العالم الخارجي، بفضل وسائل الاتصال المختلفة، التي عرفها العراق بوقت متأخر كالانترنت والهواتف المحمولة والمحطات الفضائية التي تملك الباع الاطول في زيادة هكذا ظواهر، وعلى سبيل المثال، فان المسلسلات التركية التي تبثها بعض الفضائيات وجدت جمهورا واسعا لها في العراق، وخصوصا لدى المراهقين والاطفال، و ان قصص القتل والاختطاف والمخدرات والبغاء التي نقلتها تلك المسلسلات اثرت بشكل مباشر على عقلية الفرد، وتسترسل “ النهوض بالمجتمع نحو الافضل، والسير به على سبيل النجاح والاخلاق الحميدة، يتطلب من الجميع التكاتف والتعاضد . بدءاً من المنظمات الحكومية والاهلية والدولية. وتشكيل لجان مختصة لمراقبة الرسائل الموجهة. والعمل على ردعها والحد من انتشارها. وكذلك اقامت دورات توعوية لكل الفئات العمرية. وبالاخص لفئة المراهقين.كونها تعد من اخطر المراحل العمرية”.
اللاوعي..سبب اخر..
الادمان هو التعود على تناول او شرب او استنشاق مادة معينة بشكل مستمر تسبب في حالة الابتعاد المفاجئ عنها اعراضا جسدية ونفسية واجتماعية قد تصل في أغلب الاحيان الى حد الاصابة بمرض مزمن كالصرع وفقدان البصر، أو الشلل الرباعي، وان لم يحدث شيء مما ذكر، فهناك تأثيرات اخرى تتركها تلك المواد المخدرة على الشخص الذي كان مدمنا عليها، منها أرتعاش اطراف الجسد، قلة النوم، العدائية تجاه الاشخاص الاخرين، وكذلك "العصبية المزاجية" التي نجدها عند اغلب المرضى الوافدين الينا، ويكمل الدكتور أحمد صبيح اخصائي الامراض النفسية ومسؤول ردهة علاج الادمان في مستشفى ابن رشد للطب النفسي، حديثه قائلا، “الاصابة بالادمان سببها "اللاوعي" لدى المواطن والصيدلي بخطورة بعض الادوية التي تباع في الصيدليات، منها على سبيل المثال "ترامادول" و"سومادرين" وشراب السعال وهذه الادوية في الحقيقة هي "مسكنة ومخدرة" في وقت واحد والاضرار التي تتركها على الانسان أخطر من تلك التي تتركها حبوب "الفاليوم" او مادة الثنر. لذلك على الصيدلي الذي يبتاع منه المواطن تلك الادوية ان يقوم بتحذيره قبل استخدامها، وايضا عليه أتلاف الوصفات الطبية” ويضيف، “اما الاسباب الاخرى التي ساعدت على تفشي هذه الظاهرة، اولها عدم وجود رقابة صارمة على عملية بيع الادوية، والامر الثاني هو الانفلات الامني الذي يشهده البلد، اضف الى ذلك دور مهم للاعلام في توعية وتنبيه المجتمع بخطورة هذه الظاهرة، ولكن الاعلام العراقي، وحقيقة اقولها لكم ما انفك يعيد حملات للتوعية ضد مرض شلل الأطفال، ولم اجد البتة اي اعلان او حملة ضد هذه الظاهرة،” ويسترسل،”اما بالنسبة لاساليب العلاج، فهناك طرق عدة، منها، العلاج بدواء"لبريون" الذي يمنح المدمن النشوة ذاتها التي كان يجدها في العقاقير المخدرة. وهذا الدواء يمنحنا امكانية "قطع" المادة التي كان الشخص يدمن عليها عنه، من دون ان يترك اي آثار سلبية، وهناك ايضا جلسات علاجية جماعية " الكلام والتوجيه”.
منافذ متعددة..والحاجة الى دعم استخباري
احد رجال الشرطة بجانب الرصافة من بغداد ”ك.ع.ع” اوضح ان الاماكن التي تباع بها العقاقير المخدرة متعددة ومتغيرة، أو كما وصفها لنا “اهداف متحركة”، وان اقتفاء اثر المتاجرين بها أمر في غاية الصعوبة، وذلك لسرعتهم بالتنقل من مكان الى اخر وكذلك لان عملية البيع والشراء تنفذ بشكل سري، وأضاف،”مازلنا وحتى وقتنا هذا نعتمد بشكل مباشر على المعلومات التي ترد الينا من قبل المواطنين، للكشف عن تجار الممنوعات، وفي اغلب الاحيان تكون غير دقيقة، وحقيقة اقولها لكم اننا بأمس الحاجة الى جهد استخباراتي مكثف من اجل انهاء أعمال هذه الزمر وتقديمهم الى القضاء والنجاة بأبنائنا واخواننا من اعمالهم المشينة”.
ورغم الضيق والكمد الذي يحيق بحياة الانسان العراقي، الا ان امل الخلاص والرقي مازال يلوح في الافق، يتحين الفرصة للانقضاض على اولئك المتشرذمين منتظرا اشارة الانطلاق التي مازالت في غياهب النسيان، فمتى نومئ للأمل؟


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37124
Total : 101