هل تتكلم الانامل؟
هل تهمس الأصابع؟
لست اعلم...إذا كانت للانامل شفتين؟
إم أنها تحوير فاه....
اوتملك لسانا ناطقا تخفيه عن النواظر بلادبلوماسية في الإخفاء.....
ولكني بتلك العيون التي أصبحت دموعها جنودا جاهزة للحرب والصولة... تغادر المقل بإقل من برهة ثواني الزمن
بتلك العيون الغريبة المذاق والنقية الطباع والشرسة الإقتناص من لحظات مرارة الحياة... والتي كحلتها اليوم دميعات ترتدي زي الرحيل...
رأيت ما يؤرق الاجفان بنشيج خفي وتآوهات جذلى بتعاستها.. و بشفاه اتقنت لبوس التيبس والابيضاض.....
كان الموكب امامي... سيارات عديدة متلاحقة تلاحقا لاهندسيا... تتصدرها سيارة مكشوفة..... نسميها بيك آب، يسطع الالم نفسه مرتديا لامة الحرب في فضاء هذه السيارة... كان فيها نعشا يعلوه مجموعة من ذئاب الدمع... شباب ستة يتراصون على جانبيه.... كان النعش مرتديا زي العلم العراقي الباسق الشاهق.... فضجيع هذه الالة الحدباء كان شهيدا عراقيا.... ندي الموت استلمه أهله من مقر قريب لموقع توصيف الالم الذي لم أفلح برسمه بريشتي المعفّرة بالدمع... السرعة تسرق منك هول التفكير وسرعة البديهية تغيب في دراما التأمل! ماذا أقتنصت عدسة العين؟ من كل هول المشهد وحزائنيته؟
كان هناك شابا مرتمي على التابوت يلامس خده العلم العراقي والباقون مذهولين صمتى... ولكن القنص هناك.... عند ذاك الشاب الذي لم يذرف دمعا!!!
كان هذا الشاب يحاور الشهيد بإصابعه... فلاول مرة كانت الاصابع بعتابها تحاور وترسم بريشة أنجلو لوحة كل الحزن العراقي....
لقد كان المنظر كله والاصابع تنوح.... عبارة عن إلم ترسمه ريشة الصدفة والدمعة السكوب!
غابت قافلة السيارات.... وأتجهت لمسار غير مسارنا ولكن هل نسيت حوار الأصابع؟ هل كان الشهيد أبا للرسام الالمي بانامله؟ ام كان أخوه؟
من يعلم؟ فقد كانت صرخة الانامل التلويحية – الاهتزازية- الارتجافية- المعاتبية
أبلغ تعبير عن كل مدارات الفضاء الحزائني في سماء الوطن..ولم يعاتبه؟ وقد كان حوار الانامل ابلغ تعبير عن الحزن الثقيل الذي أضاء لكل عين ، ظلمة طريق الدمع الذي قفز من الاحداق للمغادرة كقفزنة الزانة.. فلم يرتض الدمع أن يسيل على الوجنات... هادئا مسكوبا!
مقالات اخرى للكاتب