المرأة في يومها العالمي المناهض للعنف، عنوان عريض لم يقتصر على شريحة او مكوّن معين، وإنما نصف الحياة. او كما يقال نصف المجتمع. هذه الزهرة الجميلة التي ظلمت في بساتين الرجال.
البيئة العربية والعراقية منها، مجتمع ذكوري. وأصبحت المرأة في مجتمعنا، وسيلة التنفيس و التفريغ عن الصراع و الإحباط. و الخبرات الكابتة التي عانى منها ( الذكور ).
لقد اجتمعت الظروف والمؤهلات، والأسباب، لتنتج جريمة بحق المرأة ذاتها. منها نفسية ودينية، وعرقية وأحيانا جنسية الانتماء النوعي. الجهل و عدم معرفة التعامل مع الطرف الأخر (المرأة)، يشكل دعامة قوية لممارسة العنف معها. المجتمع ألذكوري ذاته، لا يفقه لغة الحوار مع شريكه (النساء). وذلك لعدم الاختلاط المتواصل، نتيجة للظروف الاجتماعية، والعادات والتقاليد التي رهنت الطرفين.
الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى، غريزة لن يستطيع حتى الإسلام نزعها من دوامة العقل العربي! رغم ما جاء به، لكن طباعنا الشرقية والقبلية، لم تتقبل ذلك. بل عارض حتى الإيمان الكامن في صدورنا. وتبقى هي مشكلة الإيمان والاعتقاد قائمة.
الأديان، أيضا لعبت دورا مهما في تثقيف العنف ضد المرأة. إذ نجد تعاليم الكنيسة كانت، تعد المرأة بمنزلة الشيطان و صاحبة مفاتن و غرائز تعمل على جلب الرذيلة. و الشعور بالإثم و الذنب، على الرجل الابتعاد عنها و اللجوء إلى تعاليم الله.
للوقوف على هذه الظاهرة، نحتاج في مجتمعنا ثورة نفسية وعقائدية. لم تنجح التشريعات الدستورية ولا ندوات التثقيف، ولا المطالبة بحقوق المرأة. لا حياة لم تنادي، إذ لم تعد هنالك مكامن روحية وسلوكية في الاعتقاد والمعتقد. شهرزاد واحدة لا تكفي أمام أربعين حرامي يطالب بسلب حقوقها في الخفية
مقالات اخرى للكاتب