اولا : بفكرة (حروب الوكالة ) التي قادها صدام حسين ضد جمهورية ايران الاسلامية خدمةً للولايات المتحدة ، وحماية لبترول الخليح ، وبدعم سعودي طائفي بائن للعيان من جهة، ومن الجهة الاخرى لتغيير بيادق العداء القومي العربي من العداء للصهيونية اليهودية المحتلة لاراضي العرب ، والمسلمين في فلسطين ، واعتباره العدو الاوحد ، الى العداء لايران المجوسية والشيعة الصفوية في العالم !!.
وثانيا : كذالك لم تزل ذاكرة العالم حاضرة لحرب صدام حسين مع الكويت التي جاءت على انقاض حرب صدام مع ايران ، وارتداداتها العكسية عندما شعر صدام بكمية ( الحقارة والوضاعة ) التي انخرط فيها عندما اعتقد انه يمكن من خلال ( تقديمه للخدمات وحروب الوكالة ) للصهيونية او حليفتها الولايات المتحدة او ذيول الولايات المتحدة في المنطقة كالسعودية الوهابية وغيرها اعتقد انه سيكون معادلة مهمة في المنطقة والعالم !!.
ذهب صدام حسين خائبا بكل حروبه ومغامراته الطائشة ولم يبقى منها حتى اليوم الا خراب العراق ودمار عمرانه وتخلف انسانه وفوضى مجتمعه ، و ..الخ باقي العبر والعظات على المستوى القومي العربي والاسلامي وحتى العالمي !!.
لكن يبدو ومع ان العبرة والعظة الصدامية كبيرة جدا بالنسبة للعالم وعقلائه يبدو ان ذاكرة الرئيس التركي(اردوغان) التركية الطورانية ورئيس وزرائه (اوغلو) قصيرة الى حد انها تناست او تحاول ان تتناسى او ربما بالفعل هي ذاكرة خشبية بحيث انها لم تستوعب بعد العبرة الصدامية التي كانت امامها لتتهيئ للقيام بنفس الدور الذي لعبه صدام حسين في حروب النيابة والوكالة عن المصالح الغربية !!.
اردوغان من خلال انخراطه بمشروع الفوضى الخلاقة التي تقوده الولايات المتحدة ، واسرائيل ، وحليفهما الوهابي السعودي ، لضرب استقرار العرب والمسلمين وتفتيت قواهم ، ووجودهم الاجتماعي ، والسياسي من خلال دعم الارهاب وصناعة خلاياه وتياراته (القاعدة/ النصرة /داعش / جيش الاسلام والصحابة و ....الخ )) في المنطقة بدا واضحا ان اردوغان ورئيس وزرائه اوغلوا(وبالمحصلةحكم الاخوان لتركيا) لاسيما بعدتصديهما للحلف الروسي المناهض للارهاب واسقاط طائرة روسية لجس نبض الروس عن قرب بدا واضحا ان اردوغان واوغلوا عزما امرهما ليقوما بدور ووظيفة (( الوكيل والراعي والنائب و... لهذه الحرب المدمرة )) التي تبدأ اولا بتدمير المنطقة العربية والاسلامية وتستنفدكل مواردها وطاقاتها الحيوية قبل ان ترتد لتدمر تركيا ، واردوغان واوغلوا وحزبهما الاخواني الطوراني الرهيب في نهاية المطاف !.
نعم (( اردوغان )) بعد ان وجد نفسه قد افلس فعلا من كل تطلعاته العثمانية الامبراطورية المقبورة التي كان يمني بهانفسه لزعامة العالم الاسلامي ككل وبعد ان وصل الى مرحلة اليقين بان تركيته بقيادة الاخوان الاتراك لايمكن لها ان تاخذ دورا قياديا في المنطقة ، والعالم اكثر مما تعطيه اياه ، او يسمح به حلف الناتو الراعي والحامي لتركيا اردوغان ، وبعد ان حدد الاصطغاف الايراني الروسي المعلن و( الايراني الروسي الصيني ) المضمر مسارات المنطقة ومآلات الارهاب فيها ونهاية مشروع الفوضى الخلاقة و ...... بعد كل ذالك وجد اردوغان نفسه موضوعا في حجمه الطبيعي تماما وهو تقديم خدمات حروب الوكالة للسيد الاستعماري الغربي ، والامريكي والصهيوني لاغير !!.
انها قوانين السياسةعندما يتطلع اي(ذيل) للقوى الغربية والاستعمارية لقيادة هذه الامة او هذه المنطقة وهولا يملك حتى استقلال قراره السياسي السيادي الخارجي والداخلي عندئذ سيجد نفسه(هذاالذيل الحالم بقيادة الامة ) مضطرا للقيام بوظيفة العبد المقدم للخدمات لاغير على امل منه ان يجعله سيده في يوم من الايام سيدا مثله !!.
مقالات اخرى للكاتب