لا تمر مناسبة ما وألا وأكدنا بان مجتمعنا التركماني مجتمع حضاري متمدن يتمتع بصفة ايجابية لا يتمتع بها إلا القليلون من القوميات ومن تلك الصفات هي ايماننا المطلق بلغة الحوار والسلام ونبذنا للظلم ولغة السلاح والوعيد ولم نحقد على احد وحافظنا على تسامحنا ولم ندعو للانتقام ولم يسجل في تاريخنا المشرق بأننا التجاءنا الى لغة السلاح فيما بيننا ولاي سبب او مبرر كان حتى ضد من عادونا او ظلمونا.
وفي الوقت التي نحن بأشد وأمس الحاجة الى الوحدة والتكاثف لنساهم في تحقيق تطلعات شعبنا التركماني المشروعة ونعزز عملنا المشترك في تعاملاتنا السياسية ليدلنا بوضوح على سلامة مواقف ساستنا القومية واضعين جميع اوراقنا على الطاولة لنناقشه بصدق وإخلاص ونسمي الأشياء بمسمياتها وبغية تحقيق ذلك فقد بذلت الكثير من مثقفي التركمان جهودا حثيثة ونحن على ابواب معركة انتخابات برلمانية ومحلية في كركوك .
ولكن ومنذ عدة ايام اندهشنا وانصدمنا ونحن نقرا حالة او عادة غريبة انتشرت كخلايا السرطان بين شبابنا وخاصة في موقع التواصل ألاجتماعي بنشر اخبار وتعليقات خارجة عن المألوف مما اثرت بشكل سلبي ومباشر على شبابنا ونفسيتهم وبشكل مريب.
فمنذ عدة ايام نقرا ونتابع في بعض صفحات الفيسبوك بنشر اخبار مؤسفة وعقيمة بقيام طرفين منتمين الى تشكيلتين تركمانيتين (والمعيب في الامر انهما تنتميان الى الجبهة التركمانية العراقية ) وذلك بقيامهم بشهر اسلحتهم ضد الاخر والقيام بهجوم مسلح على مقرات بعضهم ألبعض والاعتداء على بعضهم البعض مما انتج حالة من الذهول والاستغراب لدى العامة كونها حالة غريبة وشاذة علينا حيث لم نسمع يوما بان يشهر تركماني سلاحه ضد اخوه التركماني .
والمحزن والمخجل في الامر ان الاخبار والتعليقات والاتهامات التي تنشر من الطرفين تعطي انطباعا بانتماء الطرف الاول الى قيادي في الجبهة التركمانية العراقية والطرف الثاني ينتمي الى قيادي اخر في الجبهة التركمانية العراقية ايضا مما اخذت انطباعا وينتشر الادعاء بين الناس بان الصراع هي صراع بين قياديين من اجل المناصب والكراسي ليكون شبابنا هم الضحية.
بالإضافة الى ان الحالة او الحادثة لنا نحن التركمان حالة شاذة وغريبة ومخجلة ومحزنة ألا ان القضية او النقطة التي الزمني واجبرني ان اكتب عن الموضوع في الدرجة الاساسية هو سكوت او عدم تدخل السيد ارشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية العراقية والسيد قاسم قازانجي رئيس الجبهة التركمانية فرع كركوك في القضية رغم كونهما المعنيين المباشرين بالقضية وورود اسمهما في الحادثة مباشرة .
ولرب سائل , كيف تعلم بانهما لم يتدخلا لفض وإنهاء حالات الوعيد والتهديد ؟؟؟
فأقول بأنهما لم يتدخلا ... لأنه وللحظة كتابة مقالي هذه فما زالت التهم والتهديدات والتصريحات الاستفزازية لم تتوقف وان الشريحة الشبابية بدئت بالتأثر والانحياز الى الطرف الذي يهمه ضد الطرف الاخر مما احدث انقسامات بينهم , وإذا كان من يدعي بأنهما تدخلا فان المصيبة والطامة اكبر لان أي طرف من الطرفين لم تصغي لتدخلات مرؤوسيهم وهذه ايضا حالة مزرية ومؤسفة في تاريخ نضالنا.
وعليه وبدون ان انحاز او اي طرف على حساب الطرف الاخر فأنني اناشد وأطالب وبشدة وإصرار السيد ارشد الصالحي والسيد قاسم قزانجي بتحمل مسؤوليتهم القومية والأخلاقية والتحرك بتجرد وإخلاص وفورا من اجل إنهاء حالة التشنج والزام الاطراف فورا عن التوقف باطلاق الوعيد والتهديدات.
وكما انهم ملزمون بتشكيل لجنة تحقيقيهة محايدة لمحاسبة المقصرين لعدم السماح بتكرار مثل هذه الحالات ولمنع خلق جسم جديد في بنياننا ومعاقبة وطرد كل ساهم في خلق الازمة الغريبة على شعبنا لمنع وضع اللبنات السلبية بزرع الفتنة بين شبابنا واستئصال من شارك أو سيشارك واللجوء الى لغة السلاح ضد اخوانهم التركمان وإعلانه شريكا للعدو.
والاهم فعليكم بكشف وتعرية كل من استطاع التوغل إلى عمق دارنا وحذا به ان يغوي شبابنا الاعزاء بحمل السلاح ضد بعضهم البعض وخاصة من تلقفتهم الأهواء والمحسوبين على شعبنا ممن يحرضون الشباب على العدوانية وخاصة ممن تثقفوا على حب الشهرة وتتلمذوا على ثقافة الكراسي واختلطت الموازين عندهم وما زالت أقنعتهم المزيفة تخفي مآربهم ونواياهم الحقيقة امام الرأي العام التركماني.
وبعكسه فلحديثي بقية
مقالات اخرى للكاتب