الحتمية التاريخية التي تؤكد أن لكل بداية نهاية ، وقصة الخلق التي ترينا كيفية خلق الله الإنسان على وجه الخصوص ،حيث النطفة التي تتطور إلى جسد في الرحم ومن ثم يخرج إلى النور وبعد ذلك يدب على الأرض مغرورا بقوته ،لكنه يدخل في مرحلة الشيخوخة ويقضي ليوارى جسده تحت الثرى ،ويصبح أثرا بعد عين وحكاية بعد ان كان يقول للأرض:إشتدي ما عليك حدا قدي أي مثلي .
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات قبل أكثر من 1400 عام وهويحدثنا عن يهود الذين خرجوا من رحمته، بأنهم سيخربون بيوتهم بأيديهم وبأيدي المؤمنين ،ولأن المؤمنين منا لما يظهروا بعد ليخربوا بيوت يهود ،فسأكتفي بالحديث عن قيام اليهود بخراب بيوتهم بأيديهم ،ولهذا صور عديدة،ونحن هذه الأيام نشهد إحداها وهي إشعال النيران في مصفاة حيفا للنفط العربي بطبيعة الحال .
عموما نشرنا في مقال سابق قبل أيام مقالا بعنوان:"حرائق فلسطين المحتلة ..هل من مزيد"،وأيم الله أن ذلك لم يكن من نسج خيال ولا تصفيفا لكلمات كي تأخذ حيزا هنا وهناك ،بل كنا نقرأ واقع مستدمرة إسرائيل اليهودية الخزرية.
كان لزاما على كذاب مستدمرة إسرائيل نتنياهو- التي هددت زوحته بأهم سيغادرون مستدمرة إسرائيل في حال لم يعد زوجها رئيسا للوزراء – وخاصة بعد الضربة الثانية التي أوجعت له رأسه وتمثلت بتصويت 14 دولة في مجلس الأمن ضد المستدمرات الإسرائيلية وإمتناع امريكا عن التصويت وعدم إستخدامها الفيتو ،وقبل ذلك صفعتهم منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بتأكيد على إسلامية الأقصى ،متماشية أولا وقبل كل شيء مع تقارير خبراء الآثار اليهود الذين قضوا ردحا من الزمن وهم ينقبون عن شبه أثر واهي لليهود في القدس ولم يجدوه ونشروا تقاريرهم في مجلات محكمة .
ضربتان على الرأس توجعان ،والأولى إتهموا الملك عبد الله الثاني بأنه وراءها وأنه حرض اليونسكو على إتخاذ مثل ذلك القرار الثورة ،والثانية حملوا مسؤوليتها للرئيس الأمريكي المودع اوباما الذي حاول تبرئة ضميره بعد أن قدم الكثير لمستدمرة إسرائيل.
لم يوفق قادة مستدمرة إسرائيل في إستدرار عطف العالم الذي بدأ يصحو ضميره على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ،وقد حاولوا بعد اليونسكو إستدرار عطف العالم بإشعالهم النار في غابات فلسطين ليقولوا للعالم أن الفلسطينيين يحرقون إسرائيل ،ومن ثم يفاجأوا بسلطة أوسلو المندثرة /وكيل الإحتلال الجديد ترسل طاقما لإشعال الحرائق ،والأغرب من ذلك والأهم أن جريدة هآرتس العبرية نشرت مؤخرا في نسختها الإنجليزية تقريرا مفاده أن الملك سلمان ملك العربية السعودية تبرع لإسرائيل بمبلغ 125 مليون دولار تعويضا عن أضرار الحرائق ونحن بإنتظار رد سعودي يكذب هذا الإدعاء الإسرائيلي لأننا ننظر إلى القيادة السعودية من منظار مختلف فهي مرجعيتنا .
حدثنا التاريخ عن حضارات سادت ثم بادت ،فها هي روما التي حرقها إبنها نيرون الذي مات ولم تمت ،وفارس التي قوضها الحكم الإسلامي،والخلافة الإسلامية ،وكذلك مملكة إسبارطة التي تعنتت فلقيت مصيرها المحتوم ،ومع ذلك لم تتعظ مستدمرة إسرائيل التي تغذت من الشريان العربي قبل الوريد الغربي ،فهي ليست بمنآى عن الحتمية التاريخية حتى لو أشعلت النيران في مصفاة حيفا للنفط العربي.
مقالات اخرى للكاتب