هالني منظر لصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة أم يمتد ابنها الذي لم يبلغ الأربعة عشر عام يمتد مضرجا بدمائه في باب صالة طوارئ في احد المستشفيات وقد صبغت راحتيها بدماء ولدها الشهيد مع صرخة الم تشق حجب السماء لتصل إلى عرش الله لتنادي ´بأي ذنب قتلت" مع حفاظها على حجابها وسترها وحشمتها .
هذا المشهد والكثير من المشاهد الأخرى التي تتكرر يوميا كسيناريو ثابت يستبيح حرمة دم العراقيين بعد اجتماع غربان الشر من شيوخ دين باعوا دينهم بدنياهم وباعوا أنفسهم للشيطان وباعوا حتى أعراضهم وبين حكام دول لا يريدون لشعب العراق حياة وبين تكفيريين لا يفقهون من ,القول شيئا وبين حكومة فقدت زمام المبادرة للسيطرة على الوضع الأمني .
إن صورة المرأة المفجوعة بوليدها هي نموذج لماسي كثير تمر يوميا على بلادنا وبرأي إن العراق مقبل على كارثة اجتماعية كبيره نتيجة للأعداد الهائلة من الأرامل والأيتام والذين بحاجة إلى رعاية واحتضان واهتمام قي حين ان الحلول باتت غير موجودة في ظل الإرباك الحكومي والأزمات السياسية
إن ما نلاحظه خلال ما يجري من أحداث أمنية هو أن الحكومة العراقية تقف موقف المتفرج من كل هذه الإحداث . إذ نلاحظ عدم وجود ستراتيجيات أمنية جديدة ولا خطط مسبقة ولا عمليات استباقية كذلك لم نلاحظ تبديل في القيادات الأمنية ولا نرى تشخيص دقيق لأسباب الخروقات الأمنية ولا معالجات آنية .
مع كثر الاتفاق العسكري والميزانيات الضخمة للدفاع والداخلية يبقى الوضع على ما هو عليه وتبقى قوافل الشهداء مستمرة وأنات الأرامل وصرخات الأيتام تعلو تشكو إلى ربها ما يجري . غياب تام للجهد الاستخباري والمخابراتي . نحن نسمع عن صفقات تسليح بمليارات الدولارات لكن دون شئ يذكر أو تقدم ملموس . كما إن عدم محاسبة القادة الامنين يشير إلى إن التعيين في المناصب الأمنية يتم على نسبة الولاءات والمحسوبية .
في الدول الديمقراطية نلاحظ أن المسؤول يستقيل لأبسط خلل يحدث في مؤسسته على عكسنا تماما فالدماء تسيل والضباط لم يتغيروا ولم يتغير النهج الأمني ولم نرى محاسبة فالبرلمان منشغل في خلافاته والحكومة منشغلة بصناعة الأزمات وأصبح الحبل على الغارب لمن يريد الدمار في بلد يستغيث ولكن ما من مغيث .
مقالات اخرى للكاتب