ويقولون لقوات مكافحة الشغب انهم ليسوا إرهابيين!!
نظاهرات العاملين في وزارة الصناعة العراقية المستمرة منذ بضعة أشهر وصيحات الشجب والاستنكار التي يطلقونها بوجه الحكومة ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية، تشكل وصمة عار في جبين كل من لايستجيب لتلك المطالب المشروعة، لعاملين موظفين وعلى الاجور اليومية الذين لم يستلموا رواتبهم منذ اشهر عدة ، وهناك تهديدات بالغاء عدد من منشاتهم ومصانعهم بدعوى انها ليست منتجة، أو لانها تعمل بنظام التمويل الذاتي!!
المتظاهرون من عمال وموظفين من منتسبي وزارة الصناعة هم ليسوا ارهابيين ولا دواعش ايها المتحكمين بمصير شعب العراق ويا قوات مكافحة الشغب ، حتى تضربون كل هذا الطرق بوجههم ، بل هم أناس عراقيون بسطاء سلبت حقوقهم واغتصبت رواتبهم ومستحقاتهم على مرأى ومسمع الجميع، ولا احد يستمع الى صيحات الثكالى والرجال الذين اتعبتهم مصائب الحياة وبلاويها خلال كل تظاهراتهم التي طال انتظار من يلبي مطالبهم وبح حتى صوتهم من كثرة ما نظموا من تظاهرات وحملات شجب واستنكار ، وهم لايطلبون اكثر من راتب لايتجاوز بضعة مئات الاف من الدنانير، ولا احد يستجيب لكل هذه الصرخات التي تتعالى منذ اشهر دون جدوى!!
الامر الاكثر ايلاما ان يظهر علينا السيد وزير الصناعة من على اكثر من فضائية يدعو لالغاء وزارته واغلب منشات ومعامل وزارة الصناعة بدل ان يبحث عن سبل انقاذ هذه الوزارة مما حل بها ومنشاتها من فواجع ونكبات، ومصير مجهول للالاف من موظفي هذه المصانع والمعامل التي كانت قبل عقود تنتج افضل الصناعات الوطنية وتضاهي صناعات دول مجاورة وما ان جاء النظام السياسي الحالي حتى حطم كل مرتكزات هذه الصناعة وباعوا بلدهم ومؤسساته في المزاد العلني!!
صيحات هؤلاء العمال والموظفين التي ظهرت من على منبر البغدادية يوم امس تشكل وصمة عار في جبين كل من لايقدر كل هذه المعاناة القاسية لهؤلاء الناس البسطاء الذين قتلت امالهم وتطلعاتهم المشروعة دولة ادعت انها دولة القانون او دولة التوافقات السياسية حاليا واذا بها تضرب بالقانون عرض الحائط، وما زال انتهاك القانون يجري على اكثر من صعيد والبلد ينهب من على مرأى ومسمع الملايين ولا احد يحرك ساكنا او ان يضع حدا لحالة الفلتان والفوضى ويطرد هذا العدو المتمترس بين مدننا ومحافظاتنا ويخلصها من سطوة داعش الفواحش وداعش الوزراء والنواب الذين لايقلون خطرهم على الدواعش فقد تعددت اشكال الدواعش في العراق والظلم واحد!!
رفقا بهؤلاء العمال والموظفين المساكين الذين لاذنب لعوائلهم واطفالهم وزوجاتهم وبناتهم وشيوخهم الا لانهم عراقيون اصلاء رفعوا صوتهم عاليا مطالبين بحقوق مشروعة بسيطة، ربما لاتتجاوز بساطة شربة ماء، قياسا الى ما يتعرض له هؤلاء المظلومين من محن وعوز مادي، اوصل عوائلهم الى الهلاك..فهل من منقذ يخلص هؤلاء اصحاب المطالب المشروعة مما حل بهم من مصادرة لحقوقهم واعادة رواتبهم ، التي لاتكلف الخزينة سوى بضعة ملايين من الدولارات!!
كلام جميل ويمزق الافئدة والقلوب وبقطع اوصال الضمائر ذلك الذي استعرضه بضعة موظفين كفوئين عرضوا من على شاشة البغدادية معاناة هذه الوزارة ومنتسبيها وما تعرضوا له من قطع لرواتبهم وارزاقهم وما تحدثوا به عن منجزات زخرت بها وزاراتهم قبل سنوات ، وما ابدعت من صناعات قبل عقود حققت اعجاب دول الجوار ونالت اهتمامهم ، وهم يناشدون ايجاد حل لمشكلة صناعات بلدهم وتنميتها وتطويرها بدل الغائها وتسريح الاف العمال والكسبة والموظفين بلا ذنب ارتكبوه سوى انهم عراقيون تمزقت فلوبهم على بلدهم وما حل به من مصائب ونكبات وهم يلطمون حظهم العاثر الذي اوصلهم الى هذا المصير..وتذكروا المقولة الشهيرة : قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ، ايها الحاكمون ومن سلطتكم الاقدار اللعينة لتعبثوا بمصير الشعب العراقي وتستهينوا بكرامته الى هذا الحد الذي تجاوز كل ظلم وتجاوز على الحرمات..وينطبق على الحكومة والبرلمان في الزمن الديمقراطي : لقد أسمعت لو ناديت حيا..ولكم لاحياة لمن تنادي!!ومع هذا لابد وان يوجد بين كل هؤلاء من لديه بقية ضمير يطالب بانصاف هؤلاء المساكين الفقراء المعوزين ، حتى لايتحول العراق الى وكر للارهاب والجريمة يعشعش في كل بيت وزاوية من زوايا الحياة ان بقي ظلمكم لشعبكم على هذه الدرجة من اللامبالاة والاهمال لصوته الهادر..وان غدا لناظره قريب!!
مقالات اخرى للكاتب