كالعادة التي باتت كطقوس عبادة في بلاد التسوس والساسة دائما مانجد حوار الساعة الذي يدور في كل ساعة يتمحور حول حراك المشهد العراقي وواقع الإحداث المتسرطنة في جسد البلاد من أزمات ومتغيرات وابتلاءات, حتى أمست خلافتنا العائلية فيها شئ من العتبة الانتخابية والمحاصصة الحزبية , وبعيدا عن تلك الاجواءالسارية المفعول , كانت هناك محاولة في كسر نطاق المألوف بحديث ترفيهي يخلو من الخارطة السياسية وزبائن السلطة , بعد ان جمعتني الصدفة مع احد الزملاء الإعلاميين , وكمقترح في اجراء تمرين قصير بالتدريب على تغير بوصلة الكلام باتجاه بعض المواضيع ذات الصبغة الترفيهية , وجدت صديقي يسرد حكاية تعرض لها في ثمانينات القرن المنصرم, حول حادثة محرجة تعرض لها اثناء دخوله في احد بيوت بائعات الهوى في احدى مناطق بغداد بغية التفريغ عن النفس واشياء أخرى, وخلال الاختلاء بإحدى الفتيات في دار البغاء وقبل ان تبدأ ساعة الصفر , تفاجأ بتطويق الدار من قبل شرطة الاداب , مما اسفر عن هروب صديقي العزيز من الشباك بنصف ممتلكاته من الملابس مهرولا الى الباحة الخلفية من المنزل وقفزا على السطوح المجاورة ,حتى بات بعيدا عن متناول ايدي عسس الادب المفقود, وبعد أن اطمئنت مخاوفه وشعر بالاطمئنان اكتشف ان محفظة النقود والمستمسك الوظيفي للدائرة التي يعمل فيها قد باتت في بيانات الضائع والمفقود, واصبح جل همه ان يحصل على قميص يرتديه حتى يستطيع العودة الى البيت, وبعد جهد جهيد تمكن من الحصول على دشداشة من احدى البيوتات المجاورة , ليعود بعدها من حيث أتى , غير ان الهوية التي ضاع خبرها مابين الدخول والفرار لم تفارق قلقه وخصوصا في تلك الحقبة من دولة صدام البوليسية التي من لايملك فيها بطاقة تثبت براءتها من العمالة والهروب من سياقات وسوق التجنيد سوف يكون بمقام غاليلو عندما اخبر الكنيسة الكاثوليكية بأن الارض تدور , وبعد يومين واثناء عمله كمحرر في احد الصحف العراقية ’ تفاجأ ان هنالك فتاة تنتظره في استعلامات المؤسسة التي يعمل فيها وعندما خرج لمقابلتها وجد انها المرأة التي كان معها في تلك الحادثة حاملة له هويته ومحفظة النقودة دون ان يمسها نقص او سرقة , بعد ان استدلت عليه من خلال المعلومات المثبته في الهوية والتي فيها اسم وعنوان الدائرة التي يعمل فيها, لينتهي الحديث في ختام تلك الرواية التي مضى على عمرها اكثر من ثلاثين عاما, تاركة سؤال يجثم على صدري , ايهما اكثر شرفا تلك المومس المهنية في عملها والشريفة في اداء مهامها ام بعض سياسين العراق في الائتمان على مصالح العباد والبلاد.
مقالات اخرى للكاتب