الجغرافية في جنوب وطني تختلف عن غيرها، فهناك عدد من الثروات ماشئت، والتاريخ في جنوب العراق يمتد مع الانسان، (مملكة ميسان، وميشان، واور)، الانسان قل من صفات الخير والولاء والطيبة والصدق والكرم فكلها ماثلة فيه، الا السلطان فهو يأكل من خيرات الارض، ويتفاخر بالتاريخ، ويبني سلطانه بقدرات الانسان، ولا يعطية حتى فتات مائدته، وبلا شكر ولا حمد، بل تجهيل وقتل وتشريد، هكذا هو ابن الجنوب ابن التاريخ والحضارة والثروة، ابن مملكة ميسان وميشان واور، ارضه التي انجبت كل حسنات هذا الوطن ومدعاة فخره، وارضه التي يعيش على خيراتها ابناء هذا الوطن من اقصاه الى اقصاه، العدالة والانصاف مفردتان تصحان ويحق للجميع ان يطالب بهما، الا ابن الجنوب فمطالبته تفرقة وعنصرية وطائفيه، لاذ بالصمت طويلا لاجل الوطن، فهو متخلف وجاهل وجاسوس وخائن، مادام يطالب بحقه وحقوقه، ولن تشفع له (90%) من ثرواته التي يتنعم بها الاخر، وليس ذا قيمة دمه الذي يراق على محراب الوطن، وجثث ابنائه التي زرع بها الطاغوت الارض ، لاتعد تضحية ، فهو مسلوب الوطنية والانتماء والعروبة، مادام يمشي على الارض، وطيبته سذاجة، وولائه عاطفة، ان كان الامس يظلمه بسبب طائفته فمال اليوم يعيد الكره وبقسوة، صوته من اجلس السلطان على عرشه في بغداد، بعد ان قوضت دمائه وتضحياته سلطان من سبقه، وولائه من صنع الرموز والقادة، ألم اقل ان كل ماعند الجنوب غريب، وقف معهم وخلفهم، دون ان يسأل ماذا سيجني، لكن ماأنصفوه وبقت خيراته لغيره وهو يتفرج، مستغفل بشعارات كل ما فيها تضليل وتطبيل والغاية هو صوته، بعض ابناء الجنوب اغراهم السلطان فأصبح ولائهم للسلطان قبله رغم انهم يشاهدون المعاناة، ويسمعون انين اطفاله، ويروا بعيونهم ابنائه يسكنون تقاطعات طرق بغداد لبيع الشاي او السكائر، لكن ران على قلوبهم!
فالولاء للحزب او للتيار اولا، وليس للجنوب واهله، فهل ان الاوان ليرفع ابن الجنوب صوته وبكل وضوح وليقولوا ماشاءوا، وهل ان الاوان ليفهم اللعبة ولو لمرة واحدة، ويقول انا اولا، البصرة والناصرية وميسان اولا، يأ خذ حقه ومن ثم هو الذي يجود على الاخرين، وليس كما يحصل الان، ويصوت للمتنافسين وفق هذه القاعدة، يحترم ويوالي كل القادة ودمه ارخص من الرخيص من اجل الوطن، لكن هو القيم على ثرواته، ولن يمنح صوته الا لمن يؤمن بهذه القاعدة، ومن يضعه اولا، يعمر ويبني، النزيه الكفوء، يعمل على ايجاد فرص العمل لابنائه ليعيدهم من سفرهم في فنادق بغداد وتقاطعاتها،يعمل ما بوسعه لتفعيل القوانين التي سنت لاجل تعويض الحرمان والقتل والتشريد والتهجير، وعطلت بسبب السلطة المركزية وخيانة من استولى على صوته خلسة، فالمادة(112) من الدستور تنص على تعويض المحرومية ولم يسمع من محافظ ولا عضو مجلس نواب ولامحافظة من ابناء الجنوب ممن طالب بها، الا ماندر! لان مرجعيته في المركز ترفض ذلك! وهذا ممكن شرط ان يقف من يمنحه صوته بوجه حزبه وانتمائه عندما تتضارب مصالحة مع مصالح الجنوب واهله، والانتماء للجنوب اولا، وعندما يسمع الاخر قرار ابن الجنوب هذا سوف يعطيه حقوقه لان ( الامام المايشور يسمونه ابو الخرك)، و50% من ابناء البصرة يسكن العشوائيات! وملايين الدونمات الصالحة للزراعة التي زرعت بالالغام في ميسان، وخراب المدن والمشاريع المعطلة في الناصرية وماينتج عن كل ذلك يحتاج الى هكذا ثورة، والا فالحال باقي وسيسوء اكثر..
مقالات اخرى للكاتب