هذه المرة لم يكن بنو امية وحدهم المسؤولون عن المصيبة التي ابتليت بها الامة بل زحفت الادانة الى بني العباس ايضا ، يوم بعد اخر ستكشف الحقائق التي غطتها انظمة الطغيان والاستبداد من معاوية الى اخر طاغية أعرابي ، فضائيات عربية وبالتحديد الخليجية ، اسهمت بحمل راية التجديد بعدما كلت الاقلام عن نقل الحقيقة التي طمست على مدى القرون الماضية ؟ ان هذه القنوات شعرت بالإحراج وقررت الخروج عن صمتها وكشف المسكوت عنه فبادرت ببث بعض البرامج التي تنشر بعضا من اجزاء الحقيقة بعدما طفحت بها مقاطع اليوتيوب وصفحات الفيسبوك وغرف البالتوك ؟ الدكتور السعودي طارق الحبيب يلتحق بركب الداعين للتخلص من خطاب الطغيان الذي ادخله بنو امية الى الاسلام وروج له دعاتهم على انه هذا هو الاسلام الحقيقي ، واللافت للنظر ان هذا الجيل من الدعاة برز من بين اناس متعلمين واصحاب شهادات عليا فضلا عن علمهم في الشريعة والفقه ، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر : الشيخ الدكتور احمـــد الكبيـــسي ( العراق) ، الشيخ الدكتور عدنـــان ابراهيم ( فلسطين ) ، الشيخ الدكتور حسن فرحـــان المالكي ( السعودية ) ، الشيخ الدكتور مانع شرار المطيري ( الكويت ) ، الشيخ الدكتور طارق السويدان ( الكويت ) ، وغيرهم كثير ، لقد كسب هؤلاء الدعاة تأييدا من الشباب المتنور الباحث عن الحقيقة ، فقد انتهى زمن الملالي والشيوخ اصحاب المحفوظات السلطانية والقصائد الوعظية الفجة . وربما يسال بعض الناس لم يعاد البحث في هذه القضايا اليوم ؟ هل نحن بحاجة لها ؟ هل تساعدنا في توفير حياة افضل ؟ ان التاريخ لم يتوقف لحظة واحدة عن تدوين جهود العلماء والمفكرين كما ان المفكرين انفسهم قد كتبوا وبينوا ودونوا كل صغيرة وكبيرة ، لكن الامة لا تقرا ، ليس لانها جاهلة بل لان الطغاة يكرهون ان تكون على علم بذلك فاسهموا في اخفاء الحقيقة ودفنها بحجة ( الفتنة النائمة ) ، وكأن قول الحق اصبح من الفتنة ، كما لا يخفى ان وسائل الاتصالات الحديثة قد اسهمت في نشر ذلك بين الناس ، لان كل الامور اصبحت خارجة عن سلطة الرقيب (حجاب السلاطين ) يضاف الى ذلك سهولة الحصول على المعلومة. وطالما سقط طغاة العصر لابد ان تسقط الثقافة التي اسهمت في انتاجهم ، ولا شك في ان بني امية هم اول الملوك الذين انتهجوا سبيل الاستبداد والظلم وشرعوا ابوابه على مصاريعها ليأتي الاخرون من بعدهم فيسيروا في ظلم الناس بحجة الاسلاف . وربما يجيب الدكتور طارق الحبيب عن بعض الاسئلة المفترضة من خلال ما طرحه في قناة mbc في برنامج ( صباح الخير ياعرب ) عندما صرح قائلا : ( ان بني امية وبني العباس هم السبب فيما نحياه نحن بعلاقة الحاكم بالمحكوم ، وعلاقة المحكوم بالحاكم ، حينما مر عهد عثمان بن عفان (رض) وضعفت ودخل بنو امية في الحكم ، قلب بنو امية الحكم الاسلامي الى حكم عربي تقليدي ، عادوا باللات والعزى و مناة الثالثة الاخرى ، لكن لم تكن اصناما صخرية فتكسر وإنما اصنام بشرية ، اذن يجب ان نكون واقعيين في التعامل والذي اخافه من الذي يسمى بالهستيريا الجماعية ( حرق الشباب انفسهم ) . على السياسيين ان يفتتوا الجماعة الى الفرد حتى نعود الى سيكولوجية الفرد التي يمكن ان يتعامل معها بحكمة وعقل ). وهذا رابط الحديث : http://www.youtube.com/watch?v=h15iQjCcq5A&feature=related
مقالات اخرى للكاتب