احاجة لنا للدعوة الى الانتخاب ، فعملية الانتخاب هي اللبنة الاولى لمسار طويل نحو الديمقراطية وثقافتها ......
ولكن السؤال الاصعب هو من انتخب ؟؟؟
في تقديري ونحن ازاء تحديات مهولة خارجية وداخلية لابد من وقفة تأمل في تحديد هذه التحديات واسبابها وحجمها ، واكثر ظني ان التحديات الداخلية تعتبر تافهة ازاء التحديات الخارجية بل اكاد ان اجزم ان التحديات الداخلية انعكاس وصدى للتحديات الخارجية....
وتتلخص التحديات الخارجية بمحاور ثلاث المحور الامريكي ومشتقاته والمحور الايراني ومشتقاته ومحور النظام السياسي العربي ومشتقاته ، وكل محور من هذه المحاور يمتلك من القوة والهيمنة مالا نستطيع الوقوف ازاءه ندا معتبرا
ماهي قوانا الداخلية ؟؟؟
تتلخص في احزاب وجهات اسلامية سياسية بشقيها السني والشيعي ، وكتلة علاوي وكتلة الكرد ، هذه القوى تتبع المحاور الثلاث ولا تشذ واحدة عن ذلك ..... ، وتناحر وجدل قوانا الداخلية نتاج لتناحر وجدل المحاور الثلاث وقواها...
رمقت تاريخنا القريب احزاب عريقة وجهات ذات ثقل اجتماعي كبير ، حزب شيوعي ، حزب دعوة ، مجلس اعلى ، تيار صدري ، احزاب جلال ومسعود ووووو... ، عجزت هذه القوى ان تهز رمشا للطاغية المقبور ، ثار الشعب في 1991 وتكالبت قوى الشر عليه فاجهضت ثورته الباسلة والعظمى ...
تقافزت قوانا المعارضة استثمارا لثورة شعبية لاهوية لها ولا قائد لها غير الشعب ذاته ، تقافزت وتاجرت ، واخذت تعقد المؤتمرات و القاء البيانات الاعلامية حتى بتنا نسمع قيادات لحملات اعلامية ، وماعشت يادهر اراك عجبا....
عجزت قوانا المعارضة من ان تستطيع كيف تسقط صدام ، ولعل اهم اسباب فشلهم انهم ابناء ايدلوجيات لاتفهم ان سياسة اليوم لاتعترف بايدلوجيات ، ولم يعرفوا معنى البراغماتية او صناعة لوبيات ضغط في مراكز القرار المهيمنة في العالم .....
فقط رجل واحد استطاع ان يفهم ادبيات سياسة اليوم ولعبتها ، شكل لوبي ضغط انتج قانونا امريكيا بتحرير العراق ، رجل يبهرك بدهائه وذكائه ، دولة راسخة كالاردن تحاربه وهو فرد فلم تفوز عليه ، المندوب السامي الامريكي ملك العراق بريمر لايقف احد مواجها ومتحديا له الا هذا الرجل ، قيل عنه ابن امريكا المدلل فيذهب الى ايران ويتهم بانه سرب اسرارا عسكرية امريكية في العراق ويخرج منتصرا ، يهلوس المالكي باتهاماته على السعودية ويكتمها على اقرانه من الساسة الارهابيين ، وتجد هذا الرجل يرفض هذا الاسلوب في التعاطي مع دولة ذات خطر عظيم على العراق....
قرأ هذا الرجل الساحة السياسية وحاجة العراق الى بناء دولة لاتتصف بالطائفية ، وجد جميع الكتل تنزع بخطابها الى الوطنية ما خلا دولة القانون التي لازالت تتاجر بالطائفية ، وجد ان عمار الحكيم وعلى الرغم من صغر سنه ذو خطاب اقرب الى انتاج بيئة حاضنة لبناء دولة كدنا نفقد جميع ملامحها ، قرأ الساحة جيدا ليدخل في قائمة المواطن ليصبح رقما صعبا اضافة لتاريخه وقدراته التي يدركها العلية من ساسة القوم ....
اجده الرجل الوحيد القادر على التصدي لمواجهة المحاور الثلاث لعبا على تناقضاتها وعدم الانسياق خلف احدهما ، اعتقده الرجل الوحيد القادر اليوم لتلافي الدمار الشامل والانهيار الكبير لدولتنا وبلدنا .....
وسنراه قريبا من المرشحين الرئيسيين لرئاسة مجلس الوزراء ، وبكل الاحوال فلابد من ان يكون له شأن كبير في ادارة الدولة قريبا وخاصة في الملف السياسي والاقتصادي ....
لذا سأعطيه صوتي فلقد شبعت شعارات حتى اتخمت.
مقالات اخرى للكاتب