بعد الضجة التي رافقت تصريحات احدى المرشحات عن محافظة كركوك حول أهمية الجمال والمظهر في اختيار المرشحة، تحولت انظار البعض في الشارع العراقي للبحث عن صفات الجمال والاناقة والانوثة في المرشحات، وربما يكون هذا أمر مألوف أو عادي فيما يتعلق بالنساء في أي مناسبة أو تجمع، فمهما كانت امكانيات المرأة أو ابداعها فإن وجهها وجسدها واونوثتها ستكون عوامل مساعدة في اعجاب الآخرين بها.
أما ان ينطبق ذلك على الرجال، فهو أمر قد يعد غريبا نوعا ما، فقد صرحت احدى صديقاتي بأنها سنتخب (فلان) لأنه حلو ووسيم وشاب. سألتها: هل ينوي التقدم لخطبتك؟ فما دخل كل هذه الامور بكونه مرشح سيمثلك في البرلمان، قد يكون شخصا غير مناسبا، فهل تمنحين صوتك لوجهه وانت حتى لاتعرفينه؟ كانت ردود صديقتي ساخرة وهي تعلن بوضوح بأن معايير الوسامة والجمال تغدو الأهم في ظل ترشح الآلاف من المعروفين وغير المعروفين، مؤكدة على ان المعروف منهم (ميتباوع، وملينا من وجوههم)، اما الجدد ،فلا نعرف عنهم شيئا، وكما قالت (علأقل منظره يريح وينطلع بيه بالبرلمان).
ان المرشح الذي اختارته صديقتي قد برع في نشر وتوزيع دعايته الانتخابية في كل احياء بغداد ونواحيها، بل ان صورته هي الاولى التي تستقبلك وانت تدخل حدود بغداد. وجميعنا يعرف بأن مرشحي كل طائفة قد علقوا صورهم ودعايتهم الانتخابية في المناطق التي يكثر فيها ابناء طائفتهم، الا هذا المرشح قد انتشرت صوره في جميع المناطق السنية والشيعية، ليس فقط لأنه من حيتان المال والتجارة كما يقال، والله موفقه، (خارج العراق طبعا)، وهو من الوجوه الجديدة التي ظهرت فجأة قبيل الانتخابات، وإنما لأن هذا المرشح النزيه الذي يرفع شعار بناء العراق ومكافحة الفساد ودعم الاقتصاد وووو، قد وضع لقب (سيّد) أمام اسمه في المناطق الشيعية، ولقب (سامرائي) خلف اسمه في المناطق السنية؟؟؟
فاذا كان المرشح الفلاني قد بدأ الخداع والضحك على ذقون الشعب في حملته الانتخابية، فماذا سيفعل ان جلس على كرسي البرلمان او وزارة أو تبوأ أي منصب؟؟
كانت الدعايات الانتخابية لانتخابات العام 2005 لاتخلو من كلمة (اسلام) او كل مايمت للدين بصلة، وبعد ان أثبتت الاحزاب الاسلامية فشلها، شاركت نفسها في انتخابات العام 2010 ولكن اضافت كلمات جديدة غير متأسلمة مثل (مستقلون، وطنيون/ الخ)، اما دعايات االانتخابات الحالية فقد خلت تماما مما له علاقة بالدين، لكن المواطن صار يعرف ان معظم الكتل والاسماء المرشحة ماهي الا نفس الوجوه التي بدأ معها رحلة الديمقراطية العصماء في 2005، مما يعني ان التغيير هو بالاسم والشعارات ولون الملصق الانتخابي وعنوان الكتلة والتحالف الجديد. فهل سينخدع المواطن بهذه التفاصيل ويحذو حذو صديقتي التي اختارت وجه المرشح، وليتنا قبل أن نختار نتبع المثل القائل (سيماهم في وجوههم) لاننا لو دققنا في (سيماهم) لوجدنا خلف الوسامة والاسماء والشعارات المزيفة نوايا وعقول لم ولن تتغير حتى بعد تجربة عشر سنوات، وربما يحتاج كل مواطن الى الاستعانة بعدسة مكبرة رغم كبر حجم الملصقات، ليدقق في (سيماهم) جيدا قبل أن يدلي بصوته لأي مرشح حلو وزغيرون..