فقدت الديمقراطية سمعتها في العراق ، يقولون : اذا كانت الديمقراطية تجلب كل هذه الفوضى والفساد والارهاب والطبقية تكون الدكتاتورية احسن ، اصبح العراق بلدا طبقيا ، ثروته بأيدي قلة من الاثرياء والمستثمرين والسياسيين المتحالفين معهم ، الطبقة الوسطى تآكلت وتراجعت ثم انظمت الى الطبقة الفقيرة ، وربع سكان البلد تحت خط الفقر ، الحكومة لا تستطيع تنفيذ خطة تنمية لان التنفيذ ليس بيدها بل بيد اثرياء البلد الذين يديرون السياسة الاقتصادية من وراء ستار ، فالتنمية هدفها ايجاد البنية التحتية للبلد ، وهذا يعني عقودا ضخمة وانفاقات هائلة فتصبح الجهة المعنية بالموضوع الطبقة الرأسمالية ، لا بأس فالطبقة الرأسمالية موجودة في بلاد كثيرة ولها حصتها لكنها تقوم ببناء البلد وتطويره ، أما الطبقة الرأسمالية العراقية فاغلب اعضاءها يسعون الى تدمير بلدهم وسرقة ثرواته ، واغلبهم مرتبط بالخارج ويسكن في الخارج ويختار بيتا فاخرا في عواصم غربية او خليجية ، واغلبهم كانوا من اعوان النظام السابق وهم الآن اعوان النظام الحالي !! انتصر المال مرة أخرى على الديمقراطية ، مجالس المحافظات الجديدة فيها الكثير من الغموض ، صعود مفاجئ لأناس مغمورين وتواري غير متوقع لاناس معروفين ، مرة اخرى نجح رجال المال والاعمال في التلاعب بالخارطة السياسية ، القرار بيد الأثرياء وليس الساسة والسيادة للمال وليس للفكر ، واستمرار التناقض الحاد بين مصلحة الحاكم ومصلحة المحكوم ، الأثرياء يحتاجون الى بيئة فاسدة ليحققوا اهدافهم ، والسياسيون يحتاجون الى بيئة متأزمة ومتوترة طائفيا ليحققوا اهدافهم ، بيئة يريد فيها المواطن ان يبقى حيا فقط ولا يفكر بأي حقوق أخرى ، لذا فمن يرفع شعار مكافحة الفساد او مكافحة الارهاب يشكل تحديا لكل من الساسة والاثرياء . هناك اغلبية شعبية غير متحمسة للمشاركة في انتخابات 2014 التشريعية التي لا يفصلنا عنها سوى أشهر ، في المدة المتبقية سيجري امتحان الكفاءة ، وهو نفسه امتحان الشرعية ، وساحة الامتحان هي مجالس المحافظات ، صحيح ان المدة المتبقية لا تكفي لمعرفة الغث من السمين ، لكنه قدر من اقدار الرأي العام ، المطلوب من كل طرف سياسي اثبات كفاءته ، وثانيا اقناع الرأي العام بها ، وثالثا اسكات المناوئين ممن يروجون للفشل ، ولكن النجاح ليس لعبة سهلة ، لذا يتضائل الأمل بالعثور على ناجين من الزلزال المرتقب ، اذا جاءت الانتخابات التشريعية ولم ينجح احد في زحزحة احدى تلك الصخور الجاثمة على صدور الناس لم ينفعه مادون ذلك ، لكل محافظة صخورها من الفساد والارهاب والفقر والفوضى وغياب الخدمات ، ويمكن لمجالس المحافظات ان تفعل ماعجز عنه المركز ... في واد آخر هناك الكثير من الكتاب والمفكرين والساسة المهمشين والمصلحين المقصيين يتحدثون عن العدالة وتحقيق الرفاه وهم عزل لا سلاح ولا مال ، وهؤلاء يشوشون على التحالف البرجوازي السياسي اجواءه ، ويعكرون مزاجه ، آخر ما قالوه : (لايمكن القضاء على الطبقة الرأسمالية التي استعبدت الساسة وسرقت الثروة وافشلت التنمية وانعشت الفساد لكن يمكن مساعدة الاثرياء الشرفاء على النهوض وتكوين طبقة رأسمالية شريفة تحب بلدها وترحم الفقراء) مجرد رأي للنقاش .