تعتبر فرنسا بطلة أوربا في نسبة الإنجاب حيث بلغ عدد الولادات عام 2012 حوالي 792 ألف طفلا محققة بذلك أعلى معدل بين قريناتها من الدول الأوربية، فالفرنسيون على الرغم من تشاؤمهم المعروف وفضلا عن الأزمة الإقتصادية لكن إنجاب الأطفال يبدو كأنه فن يمارسونه بمعدل طفلين لكل إمرأة.
نعمة أم نقمة ؟ الأمر غريب بعض الشيء فرنسا ليست بالدولة المثالية في خدمات ورعاية الأطفال كما أثبتت دراسات مقارنة بالدول الأوربية الأخرى ولكن هذا الشأن لايبالي به الفرنسيون، فالصعوبات التي يواجهونها هي أكثر من التسهيلات التي تقدمها الحكومة كإمتيازات وخدمات للعائلة. فمثلا ما أن تعرف المرأة أنها حامل حتى يكون همها الوحيد هو الحصول على مكان في الحضانة لطفلها، فهذا القرار يجب أن يتخذ سريعا وعليها التسجيل في البلدية لدى بلوغ حملها ستة أشهر، فبلدية المدينة هي المسؤولة عن توزيع الأماكن على العائلات ولايحق لأحد أن يأخذ طفله الى أية حضانة أخرى،وإعطاء مكان للطفل في الحضانة يعتمد على إجتماعات عديدة من قبل المدراء ونواب العمدة ومختصين اخرين لوجود شروط يجب أن تؤخذ بنظر الإعتبار في إختيار الطفل، مثل عمل الوالدين، المورد المالي، أصل الطفل..الخ من الشروط التي تضمن توافقا إجتماعيا وماديا لأطفال من بيئات مختلفة، حيث تعد الحضانة مؤسسة حكومية يبدأ فيها الدوام من الثامنة صباحا وينتهي في السابعة مساء إنسجاما مع أوقات عمل الوالدين.
نعمة أم نقمة ؟ غالبا مانسمع في نشرات الأخبار كل عام تقريبا أن والدا أو والدة نسيا طفلهما في السيارة لفرط القلق الشديد من الوصول متأخرين الى العمل، فالأطفال عادة لهم مقاعدهم الخاصة في المؤخرة ولايسمح لهم الجلوس في المقعد الامامي قبل بلوغهم العاشرة من العمر، فيبدو أن الطفل ينام في الطريق لدرجة أن والده أو والدته ينسيانه لدى الوصول الى مكان العمل، فيبقى في السيارة لساعات عديدة ويموت إما من شدة البرد أو الحر.
نعمة أم نقمة ؟ الحكومة تساعد الوالدين عادة وتخصص مكافأة مالية عند الولادة تبلغ 1000 يورو، وبعدها تمنح مبلغا شهريا مقطوعا للطفل بالإعتمادعلى دخل الوالدين، وتستمربمساعدته حتى بلوغه السادسة عشرة من العمر، وتصرف له المنحة المالية في كل عام دراسي ليصرفها على مستلزمات الدراسة والقرطاسية . كما تقلل الحكومة من الضرائب على الوالدين كونهم يدفعون مبالغ مالية كبيرة للحضانة وما يسمى baby sitters أو جليسة الأطفال لدى عدم الحصول على مكان له في الحضانة.
نعمة أم نقمة ؟ الطفل نعمة إن ولد في مراكز المدن أو في مناطق أمينة وتصلها كل الخدمات وتتوفرعلى الوسائل الترفيهية المهيئةخصيصا للأطفال كالمسارح والملاعب والمسابح والمكتبات ..الخ مما يضمن نشوءا صحيا للطفل، ولكنه نقمة إن ولد في مناطق فقيرة تقع في الضواحي ،عندها تصبح ساحة لعبه مرتعا للجرائم وتجارة المخدرات ..الخ وهذه المناطق يخاف أن يقترب منها حتى رجال الشرطة .
نعمة أم نقمة ؟ نسمع احيانا أن طفلا لايتجاوز عمره 3 سنوات تمت معاقبته من قبل والديه بسجنه في غسالة الملابس كي يموت على أثرها مختنقا بعد نفاد الاوكسجين ..أوأن اطفالا رضعا تم تجميدهم في البراد من قبل الوالدين، أو أن اخرين خطفوا لدى الأغفال عنهم للحظات في مكان عام أوربما الإعتداءعلى البعض جسديا اوجنسيا في كل صيف حيث يخرج الجميع الى سواحل البحر أو المخيمات التي تقع في الغابات..