ارتباطا بكارثة هروب سجناء العصابات الارهابية في التاجي وابو غريب،والصمت المطبق المخجل لقادة الحكومة العراقية،اعلن الانتربول شبه حالة طوارئ في مراكزه وشبكاته لأن الحدث ذي ابعاد دولية واقليمية وجرائم كبرى ضد الانسانية!قبل ذلك اتحفتنا قوات سوات باعتداءاتها القذرة ضد ابناء الشعب العراقي في ساحة التحرير 2010 – 2011 ، وابناء الحويجة 2013 وقتلت بدم بارد مدرب كرة قدم مغترب عام 2013 ! وواصل الحرس الوطني والشرطة العراقية موقف المتفرج ان لم يكن الداعم للعصابات الطائفية للاسلام السياسي الحاكم وهي تعيث بالمدن العراقية وخاصة بغداد فسادا،وتردد مقولات القوادين وكل الساقطين"انا القانون.. انا محتكر الحقيقة والحل.. وانا ... " وبأسم الدين والآداب!
سبق واكدنا في اكثر من دراسة ان استعادة المؤسسة العسكرية لهيبتها التي مرغها صدام حسين بالتراب يتجلى في اعادة بناء القوات المسلحة (جيش، شرطة، امن، مخابرات وغيرها) على اسس مهنية ومبادئ احترام حقوق الانسان والحريات التي ينص عليها الدستور وتأكيد ولائها للوطن وابعادها عن الصراعات والمحاصصات الطائفية والقومية والاثنية وتكريس مهمة الجيش في الدفاع عن الوطن واستقلاله وسيادته والحفاظ على النظام الدستوري،تربية منتسبي القوات المسلحة على احترام المؤسسات الدستورية والديمقراطية الممثلة لإرادة الشعب والالتزام بقراراتها واخضاع الميزانية العسكرية واعلان حالة الطوارئ والحرب الى قرار ممثلي الشعب المنتخبين ديمقراطيا وحدهم،تأمين التدريب والتجهيز بمستوى عال للقوات المسلحة والتسليح بالمعدات والمنظومات الحديثة لصنوفها كافة لتتمكن من القيام بمهماتها في الدفاع عن الوطن،اعادة هيكلة مؤسسات التصنيع العسكري وتحويلها لتلبية حاجات الإنتاج المدني والامتناع عن انتاج اسلحة الدمارالشامل واحترام العراق لالتزاماته الدولية في هذا المجال،رعاية شؤون العسكريين المسرحين وتأمين عودتهم الى الحياة السلمية الطبيعية وتأهيلهم،ضمان الحقوق السياسية لمنتسبي القوات المسلحة وحقهم في الانتخاب كما ينص عليها الدستور،اعادة الخدمة العسكرية الالزامية على الا تزيد على سنة واحدة.
الا ان المهيب الاوحد في العراق الجديد بغباءه ورعونته وجبنه ابى ان لا يفقد شخصه مناصب القائد العام للقوات المسلحة ورئاسة مجلس الوزراء والحقائب الوزارية للدفاع والداخلية والامن الوطني ليحتفظ بها جميعا منتهكا الدستور اولا وارادة الشعب العراقي المتمثلة في البرلمان ثانية والشرف العسكري ايضا!وفي عهده ارتفعت الاصوات العسكرية البعثية المخصية من تلامذة مدرسة سعيد حمو وطه الشكرجي محاولة دق طبول الحرب في العراق وكردستان،وعادت الجزم العسكرية المعتقة بمراتبها واوسمتها ونياشينها العسكرية لتستعيد بريقها من جديد!كما ترسخت العقلية العسكرية التي كانت سائدة في عهد صدام المتسمة بالحماقات والجهل المطبق والاستعراض البهلواني العدواني لأنها نزعة نخب عصبوية رجعية!وتحولت التقاليد العسكرية في الدفاع عن الوطن وحماية مكتسبات الشعب،تقاليد الضبط والدقة والانضباط والصرامة واللغة العسكرية والادارة العسكرية،تحولت الى مهازل يجري التندر بها!
لا نريد ان نعلق على الرشى والفساد في صفقات الاسلحة مع موسكو وبقية عواصم العالم!وضياع ملايين الدولارات العراقية في عقود وزارتي الدفاع والداخلية وفضائح الاسلحة الفاسدة!وسيادة الولاءات العصبوية دون الوطنية وحصر التعيينات لأغراض توسيع الحاشية!ولا عن استغلال النخب العسكرية لمناصبهم وعلاقاتهم وصلاحياتهم المالية والادارية وما موجود تحت تصرفهم من اموال الدولة لتحقيق المنافع الشخصية بحيث يتحول الضابط من شخص متواضع الامكانيات الى صاحب ثروة ومالك للعقارات والمكائن والسيارات بفضل الطرق الملتوية والحيل القانونية!ولا عن وسائل استعباد الحرس والمرؤوسين وشراء الذمم والبطالة المقنعة!لا نريد التحدث عن تنفيذ عمليات الخطف والقتل والتصفيات بملابس الجيش والشرطة وباسلحتهما وسياراتهما،وعن تنفيذ عمليات الاغتيال والخطف بمرأى نقاط السيطرة!وهل لهذه الاعمال صلة بالشرف العسكري الذي يتمشدق به المالكي؟!
وماذا نتوقع من قوات مسلحة حمل اساس تركيبتها ومنذ الولادة الجديدة بعيد عام 2003 خطأ سياسيا بنيويا اعتمد المحاصصة الطائفية - القومية وابتعد عن نهج البناء المؤسساتي على اساس الوحدة الوطنية،فكان الجنين مسخا عدائيا.ومثلما وقف صرح الأمة العربية وباني مجدها صدام حسين وراء الهزيمة المنكرة للجيش العراقي ابان كارثياته المتتالية،يتحمل اليوم نوري المالكي وحده دون غيره المسؤولية الكاملة عن الفشل الذريع للعسكر في تأدية مهامهم لأنه ترأس حكومة تتسم بالضعف والخذلان وعدم امكانية المواجهة الحقيقية والتخفي خلف الشعارات والاستعارات والعواطف الاعلامية الفارغة والاكاذيب،دون مقدرة حقيقية على حماية ارواح الناس ومممتلكاتهم ولا القدرة الفاعلة على مواجهة الارهاب الذي بات وحده يختار الطريقة والكيفية والأسلوب المتخذ في تنفيذ المجازر الجماعية.كما تزايدت الحالات التي يتم فيها الاعتماد على الجيش في مهمات الأمن الداخلي وباتت طبيعة تدريبه واختيار ثكناته وتمركز تشكيلاته مرهون بالهواجس الأمنية الداخلية والطائفية وليس لهواجس المخاطر الخارجية!
وعليه فأن من انتهك وينتهك الشرف العسكري يوميا هو المستبد بأمره المالكي الذي تفوح منه النزعة التفردية واسلحة الكذب والخداع الشامل بعد ان حول شوارع بغداد الى حبلى بالقوات والحمايات التي لا تعرف سوى ازعاج الناس بالمخالفات المرورية والتزمير على الصفارات والسب والشتائم ورمي الاطلاقات بهدف الترهيب!وجعل الغالبية العظمى من اعضاء اللجان الأمنية في المحافظات من اصحاب السوابق والقتلة والمجرمين!
ان من انتهك وينتهك الشرف العسكري يوميا هو سيادتكم يا دولة رئيس مجلس الوزراء باعتباركم المعبر الحقيقي عن مصالح القادسيات الجديدة وحركة الارتداد عن مسيرة ثورة 14 تموز المجيدة ومواصلة نهج خداع الشعب العراقي بالنفعية والانتهازية وموالاة احضان مراكز العولمة الرأسمالية؟! وفي مقدمتها قادسيات الفساد والقادسيات الايمانية بعد ان بات العراق البلد الوحيد من بين دول العالم الذي يمتلك الاسلحة المتنوعة وغير المرخصة خارج الثكنات العسكرية!والميليشياتية هي امتداد لميل السلاح وتجار السلاح المتنامي للتدخل في العمليات السياسية الجارية في العراق،على طريقة المخبولين وفق تعبيركم انتم!لكنكم حتى هنا تنافقون..لأنهم بلطجيتكم!لانهم ابناءك الخدج!
انتهاكم المستمر للشرف العسكري يا سيادة الرئيس تسبب في توتر المزاج العام للمجتمع وسرعة الاستثارة بسبب الحالة العسكرية وثقافة العنف التي تشبع بها والحروب والتنازع واسلوب استخدام القوة واستعراضها،تزاوج التوتر والمزاج العام القلق مع المفاهيم والقيم القبلية والطائفية ذات الجذور الاجتماعية المتفاوتة الدرجات،فرص التعليم الضائعة لكثير من الشباب حيث حاجة التوترات العسكرية الى الوقود البشري،تدني الذوق العام،اتساع جيوش العاطلين عن العمل!بينما يتسبب الافتقار لضوابط دولية على تجارة الذخيرة في تصاعد وتيرة العنف وصيت اسواق الاسلحة السوداء وتوسع التخندق اللاوطني وارتفاع معدلات العسكرة!وينتزع مهربو الاسلحة اقصى الارباح من توريد الاسلحة وعرضها في الاسواق السوداء.
لنصون الشرف العسكري ولنعود الى الديمقراطية الحقة واحترام المشتركات السياسية واتخاذ العبرة من دروس التاريخ!ولتقدم استقالتك علنا امام مجلس النواب وتضع نفسك تحت تصرف القضاء العراقي!ولتتشكل حكومة انقاذ وطني!دون ذلك هو المستقبل المجهول!
مقالات اخرى للكاتب