نرى اليوم ان الاكياس البلاستيكية السوداء ( العلاكة ) تغرق اسواقنا ، وشوارعنا ، ومنازلنا ، بل وثلاجاتنا ، ناهيك عن حقولنا ومزارعنا التي اصبحت ملوثة بشكل مذهل بهذه الاكياس السوداء ، فالكل عندما يقوم بالتسوق وشراء اي شيء الا ويضعه في كيس بلاستيكي اسود وفي مقدمة تلك المواد الغذائية اللحوم البيضاء والحمراء والفواكه والخضروات وغيرها دون الوعي بمضار هذه الاكياس على صحتهم كونها غير خاضعة للمواصفات الدولية ولقد اثبتت العديد من الدراسات العلمية ان هذه الاكياس البلاستيكية السوداء خطيرة على صحة الانسان كونها مسببة لأنواع من مرض السرطان وذلك لأنها تحتوي في صناعتها على مشتقات البترول ومواد كيماوية خطيرة ومضرة تؤثر بشكل مباشر على المواد الغذائية التي توضع فيها وتجعلها مضرة بصحة المستهلكين وايضاً تعتبر ملوثة للبيئة ويصنف البلاستيك من ضمن اخطر 20 منتجاً في الصناعة .
مما جعل العديد من الدول تمنع صناعة هذه الاكياس السوداء وفرضت على المعامل التي تقوم بصنع الاكياس البلاستيكية غير السوداء ان تخضع لمواصفات ورقابة صارمة .
واكدت منظمة الصحة العالمية ان متوسط استهلاك الفرد من هذه المادة لأغراض مختلفة يصل الى 24 كيلو غرام سنوياً او 21 غرام يومياً ويضاف الى ذلك الكميات المستخدمة في جمع النفايات والتخلص منها وتشير بعض الدراسات التي اجريت في عدد من دول العالم على ان مادة البولي اثيلين التي تدخل في صناعة البلاستيك لاسيما من النوع العالي الكثافة بعدم تأثر هذه المادة او تحللها بفعل العوامل الطبيعية سواء كانت بيولوجية كالبكتيريا والفطريات والخمائر او بيئية كالحرارة والرطوبة والضوء او تعرضها الى اشعة الشمس والاوكسجين وغيرها.
ويعزى عدم تأثر هذه المادة او مقاومتها للتحلل الى عدة عوامل من اهمها كبر جزئيات هذه المادة مقارنة بحجم البكتريا وافرازاتها من الانزيمات وعدم قابليتها كلها او جزء منها للذوبان في الماء .
كما اثبتت الدراسات العلمية خطورة استخدام الاكياس البلاستيكية لتعبئة وحفظ الاطعمة ولاسيما عندما تكون ساخنة وهذه الظاهرة تنتشر في العراق بشكل كبير حيث اعتاد الناس على وضع الصمون والخبز الحار والاطعمة والمأكولات المطبوخة فيها كون العديد من المركبات الكيمياوية العضوية المشار اليها انفاً تنقل تأثيراتها السامة من جدران هذه الاكياس الى الاطعمة المعبأة بداخلها .
وهنا لابد لنا ان نساند الجمعيات الخيرية والمؤسسات التي تعنى بصحة الانسان والبيئة والثروة الحيوانية ايضاً في حملتها للتخلص التدريجي من هذه الاكياس البلاستيكية السوداء واستبدالها بأكياس صديقة للبيئة وغير ضارة بحياة الانسان والكائنات الحية الاخرى وان نكون جزء من حملة توعية الانسان العراقي بمخاطر هذه الاكياس و اضرارها.
مقالات اخرى للكاتب