تبارك الخالق عن نعت الواصفين، له في خلقة شؤون، خلق التعددية، وجعلها مصدر أعجاز لقدرته، لا يُنازع في ماهيته .
خلق الناس على اختلاف، لا على ائتلاف .
ليتنازعوا بينهم الأفكار، باختلاف أفهماهم، ومذاهبهم الفكرية، واعتقاداتهم كلا بمستوى تفكيره، كما في قوله تعالى،( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)آية30 سورة الروم .
أن الثقافة الإسلامية، تمتاز عن غيرها من الثقافات، بقبول الآخر مراعاة، لعقول الناس وثقافتهم ومعتقدهم .
ما أن كان ذلك، لا يؤثر على النظام العام، أو الاعتداء على الآخرين .
ثقافة الحوار، تنطلق من قوة الحجة والبرهان، بما لا يرهب الآخرين، أو ينعتهم بالإرهاب الفكري، لمجرد الاختلاف بالمعتقد، أو الفكر أو الدين .
التعددية في الفكر الإسلامي، مصدر قوة للمجتمع، الذي خُلق متنوع، من قبل الإرادة الألهية، التي هي لا تعددية، بل احديه فرانية، لحفظ نظام الكون .
فلو تعددت الإله، لفسدت السموات والأرض .
لتكون التعددية حجة ألهيه، على الناس في الانقياد، نحوا الوحدانية والفردانية .
انطلق الإرهاب الفكري التكفيري، وعدم قبول الآخر، من رزية الخميس، التي وقعت في سقيفة بني ساعده . قادها آباء (الدواعش) ابن أبي قحافة وابن صهاك العرب .
حين كان النبي،(عليه وعلى اله صلواته تعالى)، مسجى قد فارق الحياة، وآل البيت منشغلون بتجهيزه .
تلك السقيفة وقع فيها إقصاء، الإمام علي"عليه السلام"عن الخلافة، حيث قال فيها الإمام (أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى(.
ثم اغتصاب فدك، وصدر فيها أمر قتل، الإمام الحسن والحسين، وقبلهما أبوهما، علي بن أبي طالب "عليهم السلام" في مسجد الكوفة .
ليُتم ما فعل الآباء الأبناء اليوم .
فان الوليد المشوه، فكرياً وعقائدياً، لتلك السقيفة، ظهر علينا بأسماء، شتى وذقون عفنة، لرُهب كل الإنسانية، ويقتل كل من خالفه، الرأي والمعتقد .
أن تنوع الثقافات، وكثرة ألونها ومنابعها، حالة طبيعية في خلق الإنسانية، اذ أنها مصدر لدخول الإسلام، اذ لو كان الإسلام على صبغة واحدة، لكان ذلك من الضعف والوهن، وعدم استيعاب الثقافات وتنوعها .
أن المشيئة الألهية، جعلت من التنوع والتعدد، في الخلق الكون والناس، مظهر من مظاهر القدرة، للخالق لكي لا يحتج الناس، على عدم التعددية والنوعية .
يختلف مذهب أهل البيت "عليهم السلام"، عن غيرة من المذاهب والأديان، فهو واسع يقبل الآخر حتى مع الاختلاف .
كما يمتاز المذهب الشيعي، لما يحمله من منظومة فكرية وعقائدية، غزيرة وراسخة، تنطلق من الحجة والبرهان، مما جعل من الشيعة، محل لاستهداف المتطرفين، الذين يحملون معتقد إرهابي .
أن تلك السقيفة، ما زالت فعلها قائماً، الى اليوم تحت عنوان (الدواعش)، الذين وجدوا في القتل والاعتداء على الإنسانية، وكل من خالفهم الرأي والفكر، الذي أسسه آبائهم في الماضي .
جاءت حكومة آل سعود، ودويلات الخليج، مع كل فكر شيطاني مستكبر لتتمة اليوم .
أن كل كائن مخالف للإنسانية، كائن مشوه سرطاني،أن داعش كيان مشوه فكرياً، دخيل على الإنسانية، وفطرة الناس، التي أراد الخالق تعالى، فمهما طال عمره، لابد أن يُجتث يوماً ما .
مقالات اخرى للكاتب