بعد ان توقفت عند ملف الانفاق في مناسبات سابقة اما بمقال او تقارير صحفية اجدني مرة اخرى مضطرا لإعادة الحديث عن احدى اهم اسلحة التنظيمات الارهابية عموما وتنظيم داعش على وجه الخصوص التي رغم فاعليتها الكبيرة لكنها لم تلق المعالجات الكافية من قبل الجهات التي تخوض حربا طاحنة ضد الارهاب.
عرف عن تنظيم داعش استخدامه وتوظيفه لأسلحة وتكتيكات متنوعة ومختلفة بعضها توارثه عن تنظيمات القاعدة والتنظيمات المسلحة الاخرى. تنظيم داعش يحرص على استثمار عنصر المفاجئة في المعارك، وعادة ما يتخلى عن بعض التكتيكات الميدانية اذا ما اصبحت تقليدية ومكشوفة او تمت معالجتها بشكل جيد من قبل الجهد الامني الوطني. لكن التنظيم في المقابل يصر على استخدام بعض التكتيكات الميدانية ويحرص على تطويرها بين الحين والاخر، على سبيل المثال: السيارات المفخخة المدرعة بشكل جيد التي يقتحم من خلالها الثكنات العسكرية او ارتال القوات المشتركة، اما السلاح الثاني الذي لم يتخل عنه التنظيم فهو شبكات الانفاق.
ان علاقة داعش بحفر الانفاق ليست جديدة، وقد تم اكتشاف عشرات الانفاق على طول الجبهة العريضة ضد داعش، في صلاح الدين، الانبار، كركوك، ديالى وكذلك حزام بغداد. كلما تم تحرير منطقة كانت تحت تصرف داعش يتم العثور فيها على انفاق بأشكال مختلفة، آخر حلقات ذلك المسلسل الطويل ما تم اكتشافه من انفاق في مصفى بيجي والمناطق المحيطة به. ومع ان عدد الانفاق التي اكتشفت كثيرة جدا، وسبب بعضها سقوط ضحايا كثر، بل هنالك ثكنات عسكرية سقطت بفعل الانفاق كما هو الحال مع ما حصل لمعسكر "زنكوره" الواقع غرب الرمادي في نهاية اذار عام 2015 بعد اشهر من الصمود، الا ان سلاح الانفاق لازال سلاحا فعالا لم تتم معالجته بشكل ناضج كما حصل مثلا مع الصواريخ المضادة للدروع التي استخدمت بشكل فاعل في احباط عشرات السيارات المفخخة والمدرعة بشكل. ان هذا الملف الشائك جدا والمتعب لم يحظ باهتمام كاف من قبل الجهات المعنية، نفذت الكثير من العمليات الارهابية انطلاقا من تلك الانفاق وربما هناك عشرات الخروقات الامنية تنفذ بواسطة هذه الانفاق. لماذا نتفاجأ دائما بما تقوم به الجماعات الارهابية ولا نمتلك المبادرة في قطع الطريق على نواياهم السيئة، هناك عمليات ارهابية نفذت اوكد انها كانت في متناول يد الاجهزة الامنية لو احسن التصرف وتم التحرك بشكل مسؤول، ولكن الاهمال ادى الى وقوعها للأسف الشديد.
مقالات اخرى للكاتب