مرة أخرى يعيد الرئيس الفرنسي الى الواجهة ملف (تدريب الجيش العراقي)، جاء ذلك ضمن كلمته التي افتتح بها مؤتمروزراء دفاع التحالف الدولي ضد داعش، المنعقد في باريس يوم امس الثلاثاء، مبيناً أن (بلاده سترسل قوات لتدريب الجيش العراقي )، بعد اشارته الى (ان معركة الموصل لن تكون قصيرة )، وهي معادلة مفهومة وتمثل جزء من الستراتيجية التي اعتمدتها امريكا وحلفائها في العراق منذ اسقاط النظام السابق، وجرى تطبيقها على مراحل وصولاً الى مرحلة داعش، لاشعال واستمرارالحرب الطائفية وادامتها بكل السبل، لانها الاسلوب الافضل لدمارالعراق والمنطقة باقل الخسائر.
لقد كانت نتائج دورات التدريب السابقة خارج العراق، في بلدان الجوار وباقي بلدان العالم طوال السنوات الماضية سلبية بكل معنى الكلمة، اضافة الى هدرها المزيد من الجهد والوقت والمال، وقد تحولت الى مايشبه الصفقات التجارية المشبوهه في اختيار العناصرالمشاركة والتوقيتات والمدد الزمنية والبلدان الحاضنة وجهات التدريب، ولم تلتزم جميع الجهات والاطراف بسياقات وتعليمات ونتائج تلك الدورات، وحولتها الى سفرات اشبه بالسياحية، وبعلم المسؤولين عنها على اختلاف مستوياتهم .
المثيرفي الأمرأن الرئيس الفرنسي يريد تدريب قواتنا الآن ، وهي تخوض الحرب منذ شهور وتحقق انتصارات على داعش في كل الجبهات، وقد حررت مدن مهمة كانت معاقلا للتنظيم مثل الفلوجة والرمادي وتكريت ، وتتقدم نحو معقله الاخير في الموصل بسرعة كبيرة وباداء مميز بشهادة كل الخبراء والمتخصصين في مجال الحروب، وكأن الانتصارعلى داعش لايتحقق الا بعد وصول المدربين الفرنسيين !.
لقد سجل العراقيون عبرتأريخهم الحديث ملاحماً من البطولة والفداء ضد المستعمرين وضد الدكتاتورية البغيضة والمحتلين، ولم يكونوا بحاجة الى (تدريب) على السلاح او على التضحية من اجل الوطن، لان رموزهم الوطنية ومبادئهم الانسانية هي مصدر الهامهم، وماحصل من جولات فشل وتراجع كانت ولازالت بسبب الخونة والعملاء وتجارالضمائروالدجالين، اولئك الذين فرطوا بالقرار الوطني مقابل مصالحهم الضيقة، لينحدر العراق الى الفوضى، ولتكون مهمة المدربين الاجانب (فرنسيين وغيرهم ) في جميع المجالات هي( تدريب العراقيين على الفشل) أمام عصابات داعش وعموم اعداء العراق الموالين للغرب في المنطقة .
مقالات اخرى للكاتب