أذكرُ من صحافة الزمن الجميل زاوية أو عموداً صحفياً بعنوان ( إسم وخبر ) وتحت هذا المُسمى كان المحرر الصحفي يختار الأخبار التي تهم القراء ويذكر إلى جانبها الاسم الذي يدور حوله الخبر أو يتعلق به ، كأن يكون الخبر حول منجز ثقافي أو صناعي أو تجاري أو زراعي أو رياضي، وقد يكون حول شأنٍ سياسي يهم القراء أو حول إختراعٍ علمي ، أو ، أو ، وكثيرة هي الأمور التي يمكن أن تندرج تحت هذه الزاوية في الصحافة حين كانت مرآة المجتمع ولسان حاله .
ولاتزال فكرة هذه الزاوية الصحفية أو العمود الصحافي على الأصح سارية في الوسط الإعلامي صحافة وتلفزة ، ولكن بثوبٍ آخر .
ثوبها السابق كانت تنسجه خبرة صحافية مستقلة غرضها الإبلاغ والتوصيل ، وتقديم ماينفع القارىء وما يمتعه وما يثقفه ، وكان يحررها الصحافي المهني الذي كان يركض وراء الجديد والطريف والنافع أو بالأحرى الصحافي الذي كان يأكل من ( عرق ) جبينه ، لامن دكاكين المنظمات والمنتديات والجمعيات والمجلات والتكريمات الوهمية , ولامن تحويل النوادي الاجتماعية والثقافية إلى ملاهي , ولامن ( العرق ) الذي منعته ( يقظة مجلس النواب المتأخرة والمشجعة على الخمور على قاعدة كل ممنوع مرغوب ).
أقول : الثوب الجديد الذي تظهر فيه الوجوه ( اللامعة ) بمقاييس اليوم هو ثوب التكرار ، تكرار الوجوه التي يركز عليها الإعلام المرئي والصحافة الورقية . ذات الوجوه البرلمانية ، ووجوه المحللين الستراتيجيين ( التوصيف الذي يهواه هؤلاء ) الذين فقعوا كالفطر بعد التغيير والإحتلال الأمريكي والذين أغلبهم لايملك من الإحتراف سوى لسان ( يلقلق ) بمقولات ( حفظها ) ويعيد تكرارها بما لم يحدث عند عمالقة الصحافة كهيكل وأحمد بهاء الدين والتابعي ، تماماً كأولئك الذين يضعون ( السدارة ) على رؤوسهم تقليداً ، ولكنها تبدو على رؤوسهم ليست كما على رأس الرصافي أو نوري السعيد .
برلمانيات معدودات تكرر صور حضورهن على شاشات القنوات الفضائية ، وهن يكررن أقوالهن عن ظهر قلب ، ولا جديد لديهن ..!!
فنانات على الشاشات المرئية بأجسادهن المترهلة ووجوههن المصبوغة وحواجبهن المزججة !
المشاهدون والمستمعون والقارئون ( حفظوا ) تلك الوجوه عن ظهر قلب ، ولا يملكون حينما تطل عليهم سوى التثاؤب، وقد يكفي التثاؤب تحية لهذه الوجوه التي أصابها الصدأ ..!!
مقالات اخرى للكاتب