السياسة الامريكية ثابتة ، سواء في البيت الابيض رئيس جمهوري ، أو ديمقراطي ، لأنها دولة مؤسسات لا تتغير مع تغير الاشخاص في مفاصلها العليا والدنيا ، واذا ما حصلت تغيرات معينة ، فهي ( لصالح أمريكا أولا ، ولا تتقاطع مع السياسة الجوهرية ) لأن ( المصالح الامريكية ثابتة ، والتغيير هو في ادارة هذه المصالح ) ولذلك لا يفرق كثيرا ، خاصة بالنسبة لقضايا العرب ، من يفوز في هذه الانتخابات ، الجمهوري دونالد ترامب ، أم الديمقراطية هيلاري كلننتون ..
ذلك ما يقال ، ويتكرر في كل انتخابات ، وتلك هي الحقيقة ، ومع ذلك يتابع العالم بمختلف دوله ، وأنظمتها السياسية الانتخابات الرئاسية في أمريكا ، والتنافس المحموم بين المرشحين ، لان الولايات المتحدة اليوم ، هي القوة الاعظم ، واللاعب الاساسي في العالم ، وكلمتها هي (العليا) في القضايا ، والازمات المستعرة في اكثر من مكان ، ومن بينها منطقتنا العربية ..
ولا نريد إستباق النتائج ، ولكن هناك من توقع عدم فوز ترامب ، معتمدين في هذا الرأي على تصريح له ، ونعتوه بمختلف الصفات التي لا يصلح فيها أن يكون رئيسا من بينها ( الفوضوية ) ، وتهديد ( مسار الديمقراطية ) عندما اعلن في إحدى مناظراته مع هيلاري كلنتون أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات ، ما لم يكن هو الفائز .. وهذه ( الديمقراطية ) على طريقة ديمقراطية المثل القائل ( إتريد أرنب إخذ أرنب ، … تريد غزال إخذ أرنب ) … وكان ذلك فرصة لمنافسته كلنتون لتسرع في إتهامه بانه ( يهدد ديمقراطيتنا ) على حد قولها لتسحب من رصيده ، و( تقلل من مصداقيته ) ، وهو ما ذهب اليه الاعلام الامريكي ايضا عندما قالت عنه الصحف بأنه ( يهدد 228 عاما من الديمقراطية ) ..
إلا أنه بهذا التصريح ربما يحاول أن يرمي عصفورين بحجر واحد ، فمن جهة يحاول ان يظهر ثقته المطلقة بفوزه وجدارة حزبه في حسم النتائج لصالحه ، وفي الوقت نفسه يبرر هزيمته اذا ما ظهرت النتيجة لغير صالحه ، و( يطعن بها ) ويشكك بنزاهتها ..
ولكن هناك من يرى أن تصريحه هذا ليس له غير وجه واحد هو الاعتراف بهزيمته قبل موعدها ، لكنه لا يريد الاعتراف بها ، وإيجاد مبرر لها …
و تدعم هذا الرأي استطلاعات أظهرت تقدم هيلاري كلنتون – التي تطمح أن تكون أول رئيسة لامريكا – على منافسها ترامب … فقد حصلت في أحدها على 50 بالمائة من ( نيات التصويت ) مقابل 38 بالمائة لرجل الاعمال الثري ترامب ، وتقدمها في أخر بست نقاط عليه ، وتصدرها معظم الولايات الاساسية مثل بنسلفانيا وفرجينيا وفلوريدا ، مقابل ذلك كان تقدم ترامب ضعيفا في الولايات المؤيدة تقليديا للجمهوريين مثل تكساس التي يتقدم فيها بثلاث نقاط فقط ..
وقد اقرت مديرة حملته الانتخابية في اعتراف نادر بهذا ( التخلف ) لكنها اكدت في الوقت نفسه أن الانتخابات لم تحسم بعد..
فهل ستأتي النتائج بغير ما اظهرته الاستطلاعات ، ونقرأ في الاعلام الامريكي عن ترامب غير ما قاله عنه في حملة الانتخابات ؟؟…
– كل شيء جائز في صناديق الاقتراع ، كما هو في كرة القدم فقد تُسجل أهداف في الدقائق الاخيرة ، أو في الوقت الضائع ..
– على كل حال ننتظر …ويوم 8 نوفمبر تشرين الثاني ، ليس ببعيد ؟…
{{{{{{
كلام مفيد :
من مفيد ما قرأت ( يمدحون الذئب وهو خطر عليهم ، ويحتقرون الكلب وهو حارس لهم).
مقالات اخرى للكاتب