في رحلة القراءة والتعلم لا بد أن نعرف إن الطريقَ طويلٌ وشاق، وهو لا ينتهي بقراءة كتابٍ او كتابين، فمكاتب العالم قد مُلئت بأفكار الكُتَّاب من شعراءٍ وعلماءٍ وادباءٍ وفلاسفة، وقد تحولت هذه الأفكار الى كتب لا نستطيع ان نحصيها عداً، فضلاً عن أن نملك القدرة على قِراءتها جميعاً.
إذاً نحنُ أمام اختبارٍ كبير وحاسم وعلينا ان نحقق النجاح فيه، لنخرج منه بأعلى درجات المعرفة وأدوات العلم.
وكلنا يعلم ان الكتابة الواعية والعميقة هي نتاج قراءة تُشبهها، وهي بالضرورة ستنتج كاتباً حذقاً سيضيف الى ما تعلم نِتاجاً جديداً، بوعي مختلف وحسٍ جديد.
وسَيملئ عالمنا بالعلم والابتكار، ليصل بنا بلا شك الى قمة الإبداع والريادة.
القراءة هي من ستغير أبجديات افكارك وتُعيد صياغتها بطريقة مختلفة لا متخلفة، لتكون عنصراً فعالاً منتجاً في أرضٍ تموج بالجهل والخرافة.
ليس الأمر بالصعب او المعقد كما يحاول البعض ان يصوره إطلاقاً، وليس سهلاً أيضاً، لكني أؤمن إن الطريق يبدأ بخطوة ثم خطوات، ويتسع على قدر همتك وجهدك، على أن لا يكون لليأس او التراجع في قاموسكَ وجود.
لم أكن أعني إن الكتابَ الذي ستقرأ هو من سيغير عالمكَ، بل أنتَ من سَيُغير ذلك العالم، وما الكتاب إلا قدحة أو ومضة، وانت من سيكمل إشعال الباقي.
دع عنك الكسل وأبعد عن عقلك الفشل وكن صديقا للعلم والعمل.
وكن متفائلاً بوعي، لتكتب بعملك كتابك، الذي يقرأُه من يقتدي بك وتكون انت صاحب الامتياز.
فيقولون بصوت جهوري كان فلان ولا يزال مشعلاً للعلم ومناراً للعمل.
اما ان تبقى مُتكاسلا مُتكئاً على وعي الاخرين وفهمهم، وانت بلا حراك ولا نتاج، فلا تلومن بعد ذلك إلا نفسك.
سيفوز غيرك وينال الريادة وانت لن تنال سوى الخراب، ألم ترى أمم الجهل كيف أصبحت وما آلتْ إليه امورها، متخلفة وفي القاع لازالت تسير، لن يجدي معها تطور العالم ولم تتعظ بعصى الزمان، التي لا زالت تضرب عقولنا لنفيق، دون جدوى، لكننا نواصل المسير في مهاوي الردى وحفر الظلام، لا نعرف للعلم نوراً ولا للقراءة طريقاً.
آه ثم آه من فوات الأوان ومن غدر الزمان، ستكون تلك ساعات الندم وأيام البكاء، ولن ينفع يومها، فالوقت قد فات والقطار قد مر.
لست ابالغ في مدح العلم ومن سار في طريقه، إطلاقاً، فعلوم الأرض بعظمة نفعها هي من أفكار رواده، ممن خطوا بدمائهم الزرقاء اثارهم وحفروا بها أسمائهم، وكانوا امام الناس وامام انفسهم، ذوي حظٍ ونصيب.
فلنتعلم انا وانت ولنشد بأيدي بعضنا، لنصل مع من وصل إلى العلا لنفخر بأنفسنا ونفرح بعلمنا، لنكون في المقدمة.
احبو الكتب لتسعدوا بالعلم، ولتبتسم لكم الدنيا، فعالم خالي من الكتب، خالي من العلم، وبالتالي مليء بالجهل..!!
الآن اسالكم: هل يُغيرنا كتاب ؟؟ أترك لكم الإجابة.
مقالات اخرى للكاتب