التوبيخ
ما زال يعيد نفس المادة الجامعية..!!
توبخه أستاذة الجامعة وهو فرح ومبتسم ، وكأنه يسمع كلمات المديح ..؟؟
يحرك رأسه بعدما انتهت أستاذته من توبيخه ويجلس على مقعده .
أنه لا يحب الدراسة بتاتا ولا يهتم بتخصصه الجامعي أيضا .
كعادته لا يستوعب من المحاضرة ولا كلمة ولكنه يحب توبيخ أستاذته بشدة .
أنها تذكره بالماضي الجميل عندما كانت أمه ما زالت على قيد الحياة حيث كانت توبخه بشكل دائم من أجل مصلحته ومستقبله .
خبير متخصص
مارس هوايته مع الكل من دون استثناء ..!!
لقد كان يسيل لعابه على المال مهما كانت قيمته .
أن هوايته هي السرقة و هو مبدع للغاية في السرقة و يعرف كل أساليبها الصغيرة و الكبيرة منها .
دخل السجن و حكم عليه عدة سنوات لأنه سرق رجل عجوز بلغ السبعين من العمر .
فرح كل من عرفه بخبر بسجنه لأنهم تخلصوا منه .
سقط النظام الحاكم و خرج من السجن و زاد حبه للسرقة .
فكر بطريقة يمارس به هوايته "السرقة " و أن يتوسع من دون أن يتعرض له أحد ، و لكنه لم يصل إلى أية نتيجة .
سمع عنه أحد الوزراء فجلبه و عينه بمنصب "خبير متخصص "..!!
غير تهمته من سجين بتهمة السرقة إلى سجين سياسي و جعله يمارس هوايته و لكن على شرط أن يلتهم سيده كل "الكعكة " و هو يحصل على بقايا الفتات .
مرسال الحب
عبقري جدا في كتابة رسائل الحب حتى أنه يمتلك كل الكتب المتخصصة برسائل الحب ، و لديه القدرة على كتابة عشرين رسالة دفعة واحدة في يوم واحد .
يكتب رسالة حب مطولة باسم هذا و تلك .
يفعل هذا ليس لكي يجمع اثنين برباط الحب المقدس ..؟؟
يقوم بكتابة الرسائل ليس لأن الموظفين و الموظفات يطلبون منه هذا..؟؟
أنه يكره وظيفته للغاية لأنه موظف بسيط في أدنى الدرجات الوظيفية في الدائرة الحكومية ، و يغار و يكره عدد كبير من زملائه في العمل.
من أجل هذا بات يكتب رسائل حب باسم هذا الموظف و تلك الموظفة و يرسلها في الوقت المناسب ، لكي ينشر الفتن و المشاكل و الحرج فيما بينهم و يستمتع هو باللعب بهم كيفما يشاء .
لا يفعلها إلا الحمار
ما أجمل هذه الأرض الشاسعة .
تبارك الله فيما خلق أنها أرض جميلة و على سفح الجبل و تنفع للزراعة و الرعي بنفس الوقت .
أن أهل القرية يذهبون مسافة ليست بالقصيرة من أجل الزراعة و الرعي ، و يجب أن أجد حل سريع فأنا مختار القرية و هم سلموني زمام أمور القرية بأسرها .
كم أتمنى أن أستخدم الأرض الجميلة فهي قريبة للقرية و قريبة ""لكفري ""أيضا ، و لكنها أمنية صعبة التحقيق فلقد سمعت من كبار القرية بأنها مزروعة بالألغام منذ الحرب العراقية الإيرانية .
أخرج من كوخي الصغير و أذهب إلى أكبر رجل بالعمر في القرية أكيد أنه ما يزال يدخن بشراهة و سوف يفتح موضوعه المعروف و المكرر عن شبابه حينما كان يسمع ""حسن جزراوي"" و يدخن علبة سجائر ""سومر أسود"" و كيف أن له صولات و جولات حينما كان " "بيشمركا"" لا يشق له غبار .
أصل إليه و يبدأ بإعادة شريط حياته فأحرك رأسي كعلامة أنني مستمع و مهتم و معجب بما يقوله و لكن العكس هو الصحيح طبعا.
ينتهي من الحديث و يبدأ بإخراج سيجارة من جيبه فأقول له حدثني عن الأرض الجميلة و التي يقال عنها أنها مزروعة بالألغام ..؟؟
يحرك الرجل العجوز رأسه و يصمت لنصف دقيقة و يقول : لقد رأينا الجنود العراقيين و الإيرانيين يتواجدون هناك و لهذا توقعنا أن يكونوا قد زرعوا هذه الأرض بالألغام فهذا شيء معروف عنهما .
لم أصل إلى إجابة وافية و كاملة و تركت الرجل العجوز يدخن بشراهة .
تقدمت بخطوات بطيئة نحو الجبل لكي أطلع عليه من بعيد .
أصل إلى الجبل و أتفحصه و لكن من دون أي نتيجة ، و إذ أسمع شخصا يصرخ بأعلى صوته : قف أيه الحمار.
التفت إلى الخلف و أجد حمارا يجري بسرعة و يصل إلى الأرض الجميلة ، أؤشر بيدي لصاحب الحمار و أقول له : ما بك ..؟؟
يرد صاحب الحمار وهو يستجمع قواه : لقد أتعبني هذا الحمار و لقد ضربته بالعصا حتى هرب مني .
خطرت ببالي فكرة وهي أن أستخدم الحمار لكي يستكشف الأرض ، و حينها سوف أكتشف أن كانت مزروعة بالألغام أم لا .
أخذت العصا من صاحب الحمار و بدأ صاحب الحمار يصرخ على حماره بأعلى صوته مهددا إياه ، و أنا أرفع العصا و أحركها عاليا و حينها بدأ الحمار بالتقدم في الأرض و كلما يتقدم أنا أتقدم خطوة أو خطوتين داخل الأرض بهدوء شديد .
نجحت فكرتي و بدأت أحرك الحمار هنا و هناك و حينها شعرت بحلاوة النجاح و الانتصار و هكذا يمكنني أن أوجه أهل قريتي لكي يستخدموا هذه الأرض و أن كانوا خائفين فليستخدموا حمارا لكي يستكشفها .
اليوم
تنظر الأم إلى أبنها و تقول له : لا تكن جبان ، فاليوم هو يوم مصيري بالنسبة لك..!!
يبتعد قليلا عدة خطوات ، و إذ ينظر إليه أباه و يقول له : كن شجاع و أرفع رأسي عاليا فأما تكون أو لا تكون ..!!
يتقدم وكله خطوات واثقة ، و مليء بالشجاعة و العزم فاليوم هو يومه الأول مع ""زوجته"" و يجب أن يثبت رجولته و قوته إمامها و إلا سوف يسقط بنظر أمه و أباه .