سألني في اول لقاء لي معه في المسرح الوطني 2009 عن توقعاتي بشأن نتائج انتخابات مجالس المحافظات السابقة ، فقلت له ستفوز وستحقق نتائج ممتازة ، وفعلا جاء اولا على كتلة الاحرار الانتخابية ، وقبيل انتخابات مجالس المحافظات الحالية التقيته في شارع الضريبة في كربلاء ، وكان متوجها لمبنى المحافظة مشياً ، مكررأ السؤال نفسه: ما تتوقعك للخارطة السياسية المقبلة، فقلت له : انت ستحقق ارقاما كبيرة لكن كتلة الاحرار ستتراجع في اصواتها الانتخابية بسبب الضغط الذي يمارسه رئيس الوزراء في حينها .
وفي الحملة الانتخابية للدورة البرلمانية الحالية التي افضت الى احرازه اصواتاً حقيقية كبيرة جاءت عبر قناعة الناخب بشخصة ، وليس عبر رشا او وعود كاذبة مثلما فعل غيره
وكما يبدو ان سلوك الخيكاني مع الناس كان له اثراً في النتائج التي حصل عليها ، فقد ذكر العديد من المواطنين اثناء حملتنا مع حزب الفضلية الانتخابية انهم يفضلون انتخاب طارق الخيكاني لانه بسيط ، ولم يغادر بيت اهله ، ولم يترك الحي السكني الذي ولد فيه ، وقص لي مواطن موقف حدث له مع الخيكاني اذ يقول: ان وقود سيارته نَفَذَ في منتصف الليل وكان حائرُ لكن سيارة عابرة جلبت له الوقود واصطحبته الى بيته ، ويضيف قد اتضح لي فيما بعد ان الذي جلب الوقود وقاد سيارتي لغاية بيتي هو عضو مجلس محافظة كربلاء الخيكاني .
ويوم امس وانا في طريقي لمدينة بغداد جذبت انتباهي يافطات كبيرة وعديدة على طول طريق كربلاء .. بغداد وفي مشروع المسيب وعلى الطريق السريع وفي مناطق اخرى مكتوب على اغلبها كلمات " بأشراف الاستاذ السيد معالي وزير الاسكان والتعمير طارق كطيفة الخيكاني وغيرها من القاب الوزراء ، وفي الحال اتصلت بأحد موظفي مكتبه الاعلامي وابلغته: ان الناس لاتتمنى ان ترى التعقيد في سوك طارق الخيكاني سواء كان وزيرُ ام عضو لمجلس المحافظة او في اي منصب اخر .
فلم يعد الناس يرغبون في قراءة الالقاب التي سُرق في ظلها الشعب العراقي ، فلم يمنع لقب الفخامة التجاوز على المال العام ، ولم يمنح مقام الدولة السعادة للعامة، ولا الحصانة لصاحبة عن تبيد ثروة الشعب ، وقتل الناس وتشريد الخصوم فضلا عن الارق الذي اصاب الناس بسبب بلاء المعالي ، لذا فأني ادعوا الاخ العزيز طارق الخيكاني ان يتخلا عن الفخامات وسيادة المعالي وغيرها ، لان الناس منحته الثقة لانه طارق وليس معالي الوزير ، وقد احجمت عن تهنئته بسبب سابقة غير محمودة حدثت لي مع الصديق نصير العيساوي وزير الصناعة حين اتصلت به لاجل التهنئة ، فأجابني الحماية : انه بالاجتماع فقلت له: ابلغه تحياتي وتمنياتي بمهمته الجديدة ، ومنذ ذلك الحين والى اليوم ومعالي الوزير في برجه العالي ونحن في برجنا السفلي فنحن من طين وهو من تراب.
مقالات اخرى للكاتب