نظرية الترادف اللغوي في القرآن وما كتبه الاخ الاستاذ حسين الخزاعي معلقاً...؟
السبت, كانون الأول 27, 2014
د. عبد الجبار العبيدي
أثار عندي الأخ الكريم الأستاذ حسين الخزاعي بأعتراضه على جملة نقاط وردت بمقال سابق كتبته حول منهج الفكر الاسلامي بين رأي الفقهاء ومنهج القرآن الكريم . وملاحظات عابرة اخرى. أثار حفيظتي للتحدث عن أمر أصبح من الواجب التحدث عنه على المكشوف لعلنا نصل الى نتيجة تغير وجه المعرفة الدينية التي جاء بها الفقهاء قصداً من اجل خدمة السلطة واخضاع المجتمعات لهم دون قيد او شرط ، والتي جعلتنا نعيش في متاهات القرون الغابرة ،لذا اصبح من الواجب الديني والأخلاقي علينا التحدث عن التراث العربي والاسلامي وكيفية معالجة اثاره المدمرة على العقل العربي ومستقبل الامة التي اصبحت بيد الحكام ووعاظ السلاطين حين أستخدموا التراث وسيلة لهمود الهمة عند المسلمين.واليوم سنحاول ان نلقي الضوء على نظرية الترادف اللغوي في القرآن الكريم والتي اوقعتنا في وهم الغيبيات ، وأدخلتنا سجنها الفكري الرهيب.
مصطلح الترادف أشتق من الفعل (ردف)،والردف ما تبع الشيء.،واذا تتابع شيء خلف شيء فهو الترادف، اي التتابع،ومن ذلك قول الحق:(:بألفٍ من الملائكةِ مُردفين،الانفال 9) ويقول الكسائي:ان كل قافية اجتمع في اخرها ساكنان تدخل ضمن المترادفات ،وللترادف معانٍ اخرى كثيرة خارجة عن القصد.والمتابع لمجلدات لسان العرب تحت كلمة ردف لا يجد مطلقا ان الكلمة تعني التشابه او المتشابهات،وهذا دليل لغوي ثبت على ان المصطلحات القرآنية مثل القرآن والكتاب والفرقان والذكر خالية او بعيدة عن الترادف،يقول الحق : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان،البقرة 185). هنا جاءت كلمة الفرقان معطوفة على القرآ ن ، وفي قواعد اللغة العربية المتعاطفات لا تتشابه في المعنى. لكن الفقهاء ألصقوه بالقرآن الكريم لصقاً في التفسير لعدم تمكنهم من معرفة المصطلحات القرآنية تأويلاً.
قبل الدخول في حوار الترادف والمصطلحات القرأنية الكثيرة ، لابد لنا من ان نعرف ان محتويات المصحف الشريف تشمل الايات الحدية ، والايات الحدودية ،وأيات التوجيه والاشاد .والاولى ملزمة التنفيذ، والثانية ثابتة في النص متغيرة في المحتوى،قابلة للاجتهاد، والثالثة جاءت من با ب التوجية والارشاد الديني لهداية النا س نحو الاستقامة الحياتية. وهي الآيات المحكمات (أم الكتاب)، والمتشابهات التي أطلق عليها القرآن (القرآن والسبع المثاني) ، لا محكمات ولا متشابهات وقد أطلق عليها "تفصيل الكتاب:. لكن المفهوم العام ان كل الايات ملزمة التنفيذ بحسب درجات الفهم والاجتهاد التأويلي لها .لكن الالزام جاء بقناعة الناس الفكرية والقبول العقلي لها كما في سورة الكهف يقول الحق:( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر أنا أعتدنا للظالمين نارأ،الكهف 29).والبقرة :(لاا كراه في الدين قد تبين الرشدُ من الغي،اية256).والانفال ،يقول الحق : ( ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين أية7) .هذا هو مفهوم القرأن الذي اغفله المفسرون وجاؤا الينا بتفسير أخر بعيد كل البعد عما قصده القرآن الكريم للناس أجمعين وهو (ألزامية النص دون تأويل). وتعارف عليه الناس خطئاً ، فهو بحاجة الى تعديل.
2 وهذه التعددية في الايات القرآنية جاءت من اجل معرفة تحديد الفرق بين النبوة والرسالة، فالاولى مجموعة المعلومات والتوجهات التي جاءت في بداية الدعوة لتوجيه النبي نحوها وافهامها للناس للتصديق بها وبه كمبعوث من الله اليهم كما في سورة العلق :(أقرأ باسم ربك الذي خلق) اي لتثبيت حق الاقناع في الرسالة . والثانية كل الاوامر والتبليغات التي امر بتبليغها الرسول (ص) للناس كرسالة منه اليهم ، واجبة التنفيذ بالقناعة لا بالاكراه. ،فكانت الدعوة منذ البداية قد فتحت طريقا للاختيار الحر تمشيا مع ما جاء به القرآن الكريم. ،كما في قوله تعالى(ولوشاء رُبك لأمنَ من في الارض كلهم جميعاً،أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ،يونس 99). ان حرية التعبير عن الرأي، وحرية الاختيار، هما اساس الحياة الانسانية في الأسلام .
ان ما طرحته الدعوة بحاجة الى منهج جديد يختلف عن المنهج الغامض الذي طرحته الحركة الفقهية الاسلامية بكل فرقها المستحدثة في الاسلام نتيجة الاجتهادات الشخصية المختلفة والتي رافقتها الظروف السياسية المتناقضة والبَستُه ثياب التشدد والانغلاقية فحسبته واجباً الزاميا علينا وكأنه هو الدين. لو تتبعنا آيات القرآن الكريم تتبعاً عقليا،بعيدا عن العاطفة ،لسألنا أنفسنا ،هل يقع الترادف اللغوي فعلا في القرآن ويؤدي الى هذا التناقض في المعنى والقبول؟ ويتحول الاسلام بفضلهم الى تخريف،كما هو اليوم حين حولوه الى عادات وتقاليد بالية لا علاقة لها بالاسلام. فقسموا صلاتنا وصومنا وآذاننا الى مفردات ن ومذاهب شتى لا اصل لها في الدين.زكما هم اليوم في عراق العراقيين ،لينعموا هم بالسلطة والمال العام ويدعون الشعب الى المصير الاسود الكبير.
واذا ناقشتهم سوف لن تجد عندهم سوى الجواب التقليدي (هكذا اجمع العلماء،او السلف الصالح) ولا ندري من هم العلما ءوالسلف الصالح المعتمدون ،مادامت لدينا اكثر من سبعين فرقة في النار الا واحدة كما يدعون. وما دروا ان هؤلاء الاجلاء قد فات زمانهم الان وأصبحوا تراثا ميتا، وكل يوم يظهر علينا الف مصطلح عربي جديد .وهم ونحن بحاجة الى مراجعة افكارهم فالزمن يلعب دورا في عملية التغيير . ان العالم اليوم فيه الكثير من المتخصصين الذين يستطيعون سد الثغرات والفجوات بثوب جديد دون الحاجة الى التمسك بما تمسك به رواد الترادف اللغوي القديم .نحن لسنا أول أمة لها تراث فكل الهنود والصينيين واليونانيين واليابانيين عندهم أكثر منا تراثا،لكنهم لا يتشبثون بالماضي السحيق كما نحن الان،وهناك الكثير من الامم تقدمت اليوم واصبحت دول حضارة راقية عالية الهمة والحقوق ،وهي بلا دين كاليابان والصين فعلام هذا التباهي والتفضيل ونحن أفقر الامم في الحقوق والواجبات...؟.
نحن لا زلنا نتشبث بالهمذاني والزركشي والاصمعي والبغدادي والمنظومات الفلسفية والمنطقية التي لن تُخلف لنا الا الفرقة والانقسام والابتعاد عن كل ما هو موحد في المجتمع والدين، هؤلاء الذين يحشدون ألفاظاً كثيرة للمعنى الواحد ولا يفرقون بين الاسم وصفاته ،لكنهم هم المعتمدون،بحجة ان ما اوردوه كان تراثا صحيحا مقدسا لا يمس كما يدعي البعض في عبارة (قدس الله سره) وكأن لديهم من الاسرارلايعرفها الا الله والراسخون في العلم، وفاتهم ان القرآن الكريم في الآية 174 من سورة البقرة يقف منهم معارضا .. وهنا مشكلتنا المستعصيةالى اليوم ،فهل من أختراق لها ؟.
اما الذين انكروا الترادف في القرآن الكريم من امثال الجاحظ وابن قتيبة وابو علي الفارسي وابن جني والعسكري والراغب الاصفهاني فلا مكان لهم في رأي المفسرين لقولهم الحق. 3 ان طبيعة الاختلاف يجب ان يستند الى قواعد اللغة العربية وادابها في الدراسات الاكاديمية الصرفة لاكما نقلته لنا المعاجم دون مراجعة او تمحيص،لان ظاهرة التطور اللغوي حقيقة واقعة في كل لغة من لغات العالم واللغة العربية منها.
ان اللغة العربية ليست لغة فحسب ،او وسيلة للتخاطب بين شعب من شعوب العالم بل هي ثقافة عامة لكل من يؤمن بالاسلام والسلام ويقرأ القرآن، لانها لغة تحمل رسالة دينية هي اخر الرسالات وليست لغة الهملايا التي لا يعرفها الا سكانها الاصليين، أفلا يدركون؟. بعد ان اصبحت الصفة العامة للغة العربية تحددها الامور المشتركة بين الناس جميعا والمتمثلة :في وحدة التفكير، والوعي الانساني للمجتمع ،هذه الامور التي عرفت الانسان بأنه كائن ناطق مفكر اجتماعي. هكذا فهمتها الشعوب اما نحن فقد جعلنا في الترادف اللغوي واحدة لتفكيك عرى التحالف والاخوة بين المواطنين.
ولنعد مرة اخرى لنقول :ان أشكالية وجود الترادف بحاجة الى حل جذري معتمد من قبل المجامع العلمية للغة العربية ،فنحن لسنا بحاجة لان كل يوم يصدروا لنا معجما منقولا من الاخر من قبل كتاب المعاجم وعاظ السلاطين المترفون من السلطة، وانما بحاجة الى نقلة نوعية في عالم اللغة والتفسير، لان الامة حوصرت حصارا كاملا بهذا التفسير الترادفي الخاطىء وخاصة في مصطلحات القرآن الكريم .ان الكثير من الرسائل التي تصلنا تطلب منا رخصة الخروج من الدين - وهذا ليس من حقنا –الامر الذي يجعلنا نكتب لهم بلغة القناعة لا لغة التعنيف والتهديد.فلنكن واقعين بعد ان ضعنا في متاهات الفقهاء ورجال الدين. هذه المسائل الكلامية التي تحدث عنها الصديق العزيز الخزاعي لم تكن الا دراسات نصية جامدة فكانت وبالا على الفكر المعاصر،بدليل انها لم تنتج لنا فكرا مغايرا لافكار السابقين.أما في المسائل المستحدثة كما يطلب ويريد فنأمل منه ان يكتب لنا ماهيتها وتاثيرها في التغيير...؟
على المتخصصين ان يعالجوا القضية من وجهة اشكالية المعنى والدلالة من خلال المقارنة النفسية والبعد المعرفي ودلالة الاطر والفضاءات الذهنية والتصور الفاعل التي صاغها العلماء الاجلاء لا الفقهاء، ولم يؤخذ بها لمخالفتها لرأي السلطة السياسية وغالبية الفقهاء كانوا من وعاظ السلاطين..والمعركة التي دارت بين المعتزلة والفقهاء على عهد الخليفة المآمون شاهدا على ما نقول.
لقد وردت في القرآن مصطلحات متعددة ومتنوعة كل منها يعني معنىً معين مثل،الكتاب والقرآن والفرقان والذكر، وأم الكتاب واللوح المحفوظ ،والامام المبين والحديث واحسن الحديث. وكلها حشرها الفقهاء بمعنىً واحد حين خانتهم الحجة في التأويل فجاؤا لنا بتفاسير قرآنية بعيدة عن الحقيقة والواقع وزرعوها في افكار العامة والخاصة،أنظر تفاسير القرآن المعتمدة اليوم في التعليم. وها هي نتائجها المدمرة نحصدها اليوم ارهابا وعداوة وتباغضا ،فكانت السُنة والشيعة والمالكية والشافعية والأحناف ومئات أخرى غيرها وكلهاما انزل الله بها من سلطان مختلقة لا أصل لها في الرسالة والدين ، وان كانت تصلح لزمانهم فهي اليوم لاتصلح لزماننا في التطبيق في عالم الفكر الحر المتحرر .اننا بحاجة الى مراجعة تاريخية واصدار الاحكام عليها ليحتل العقل والضمير مكانة التكريم فيها ، والا سنبقى نراوح في أماكننا كما هم يريدون.
4 ان الانقسام الذي حصل بين الدين والدولة الذي تمثل في تهدم التصور السائد في فهم الاسلام القائم على ترادف القرآن والكتاب.من ها كنا ولا زلنا ندعو الى الى تحديث النظرة الكلية في قانون الجدل العام وتقديم رؤية جديدة للصراط المستقيم وللمعروف والمنكر ،وفهم جديد للسنُة النبوية ،ومبدأ التلازم بين الأستقامة والحنيفية ( نظرية التطور ) ،واعتبرنا ان النظرة القاصرة في حقوق المرأة مثالا على ما نقرأ ونقول. ونحن لا زلنا الى اليوم لم نقرأ من اصحاب المسائل المستحدثة التي اشار اليها الزميل الاستاذ الخزاعي ما يخص الشهوات الانسانية والقصص في القرآن الكريم بعد ان حولوا الترتيل الى تجويد والتاويل الى تفسير ،وتناسينا الفرق بين العالم والفقية، وحتى سمينا كل مرجعيات الدين بالعلماء دون فقه الدين،ولم نفرق حتى لغويا بين النصين في المعنى والتطبيق .اعتقد ان المجال أصبح واسعا وبحاجة الى مخاضات طويلة تستدعي الانفتاحية في قبول الاخر بعد ان اغلق الفقه الديني مدارك الانفتاح وتفرد بالسلطة دون الاخرين.
فهل لنا من حاكم مخلص ينقذنا من هذا التكرار الفقهي كما فعل الخليفة المآمون مع المعتزلة وضرب كتابات الفقهاء الأخرين،فنشأت الدولة على العقل والعلم ونكران النقل وما جر علينا من ويلات الأخرين حين اراد للعلم التحرير.
كل المفسرين اصحاب الترادف اللغوي لم يفهموا ان هناك تلازما بين اللغة والتفكير ووظيفة الابلاغ منذ بداية نشأة الكلام الانساني ،فراحوا يفلسفون اللغة ومعاني الكلمات على غير هدى،ونسوا ان بعض اللغات تتمتع بخصائص بنوية معينة ومتميزة بحاجة الى تمييز في تحديد فروق معاني الالفاظ وحول التباين بين اسم الذات واسم الصفة ،فظلت معاني كلماتها الصعبة ولغة القرآن الكريم العربية منها دون تحديد. ولنأخذ مثلا في سورة المزمل(ورتل القرآن ترتيلا) هنا لا يقصد القرآن بالترتيل التلاوة وأنما يقصد الثقل في التلفظ والنطق لوعورة ما يشتمل عليه القرآن من علم لم يفهمه الفقهاء واصحاب التفاسير الترادفية،فجاؤونا بنظرية ان بعض الايات القرآنية لا تفسير لها ،وان الحروف في اول السورة زائدة لا معنى لها، وكأن القرآن بنظرهم جاء حشوا بلا معنى في بعض اجزائه الكريمة.
كما قلنا لو شكلت لجان علمية لتفحص هذه الظاهرة الخاطئة المفروضة علينا في تفسير القرآن الكريم لهدمنا التصور الخاطىء في فهم الاسلام القائم على ترادف القرآن والكتاب.ولاصبح علينا لزاما تقديم تصور جديد في فهم الاسلام ، قائم على تباين في المعنى بين القرآن والكتاب. نحن ندعو الى تصور جديد في فهم الاسلام قائم على المنهج التاريخي العلمي في الدراسات القرآنية والتفريق بن مصطلحاته وما قصد منها . ولكن كيف يحصل التغيير وهم المسيطرون؟ كنا نأمل ان يحدث التغيير عندنا في العراق بعد 2003 ،لكن املنا قد خاب بعد ان سيطرت الافكار الدينية المتزمتة على عقول الحاكمين. واصبحت وزارت التربية والتعليم يديرها المتزمتون ،فأصبحت المدرسة والمعهد والجامعة تكايا وزوايا للمتعبدين.
ان الله مطلق ومعلوماته مطلقة وعنده توجد الحقيقة الموضوعية بشكلها المطلق،لذا اخذ الله سبحانه وتعالى بالحسبان لدى اعطاء الناس ما شاء من علمه ،فكانت المصطلحات القرآنية تَدَرُجية في الفهم والمعنى لسهولة الوصول الى الحقيقة القرآنية التي لازلنا الى اليوم نجهلها .
5 انا لا اعتقد ان القرآن كان كتابا دينيا حسب ،بل كان كتاب هداية لكل القيم الانسانية التي اغفلتها البشرية من قبل وكان توجها الى فتح الافكار الانسانية نحو العلم وربط الظواهر الحياتية والعلمية ،وليس كما صوره لنا الفقهاء والمفسرون وجعلوا من مدارسهم الفكرية الزامية الفرض والقبول على المسلمين فنسوا انفتاحية النص في التوجه العلمي والفكري المنفتح، يقول الحق:(قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق،العنكبوت 20).
أنا ادعوا السادة المخلصين الذين يتزعمون حركة النقاش العلمي للنص الديني ا اليوم، ان يتبنوا الفكرة قولا وعملا ويبتعدوا عن الشعائر الدينية المتزمتة والبعيدة عن فكر الاسلام الحقيقي ،والتي غلفته بالتخلف والأنغلاقية البعيدة عن كل تفتح حضاري مطلوب ،ووطنهم العراق صاحب الفكر المنفتح على الحضارات منذ فجر التاريخ فلا انغلاقية فية ولا جمود رافق فكره، فوالله لا سنة ولا شيعة ولا اخرين ،حتى تحولنا الى شعب من المتناحرين ،وانما كلها أفتراءات منهم ليسودوا علينا بأسم الدين،والدين لايقبل الا الصحيح. وعلى الذين ينشرون في النص والقصص القرآنية عليهم ان يكونوا منفتحين في النقاش مع الاخرين ،فالهدف كشف الحقيقة ليس الا؟
نحن ندعو المخلصين من أمثال الاستاذ الخزاعي ليصبحوا عوناً جديدا لنا في الحركة العلمية الجديدة المتميزة ولنخرج الوطن العراقي المكبل اليوم بأراء رجال الدين والفقهاء المتزمتين . ونتجه نحو انتخاب الحاكم المنفتح نحو حرية الدين لنامل منه ان يخرج الى الصحيح والتعديل ،التصحيح ورفع راية الحق والتقدم ،لا رايات التشدد والتخلف والأنغلاقية والكيانات المتخاصمة على طريقة منا امير ومنكم امير، وهي نظرية طرحها الواقع المر بعد وفاة الرسول(ص) في السنة الحادية عشرة للههجرة بين الانصار والمهاجرين،وتمسك بها السلف الصالح على خطئها وعدوها قرآنهم الذي لا يخطأ. نأمل من الدكتور العبادي ان اراد ان يكون له دولة متحضرة ان يبعد عن ربط مؤسسات الدولة بالدين،ويتجه نحو بلورة فكرة دولة المؤسسات لا دولة رجال الدين،وهي الطريقة الوحيدة التي سيتخلص من الشرنقة التي تحاصر اليوم فكرة التقدم والانفتاح على عالم الحضارة والتقدم، والاسنبقى نتقاتل كماتقاتلت دولتي السلاجقة والبويهيين. وهاهي نتائجها اليوم تحكمنا داعش الاجرام والمجرمين.
فلماذ لم يجتمع الرؤساء اليوم في عراقنا الممزق على هدى الله والقرآن والرسول لينهوا هذا الاشكال الدنيوي في السلطة والمال بينهم ؟ لان أيمانهم بالله والقرآن والرسول سطحي ، بعد ان غابت عنهم نظريات الحق والعدل والحلال والحرام حدية الألزام في التطبيق. وعيهم ان يأخذوا من تجربة الأرلنديين مع الانجليز وكيف حلت قضاياهم العسيرة بعد ان تخلصوا من المصلحة وروح الآنا البغيضة؟ ونقلوا حياة دولتهم الى دولة المواطنين، فأصبحت الوظيفة والوزارة والاستشارة والقوانين في الحقوق لصالحهم دون الأخرين .
نحن ندعوهم الى الانفتاحية وتغيير المناهج الدراسية ليتعلم الطالب المنهج العلمي الجديد الخالي من الترادف الوهمي ،وندعوهم الى الانفتاحية فهي ضمانة المخلصين .نعم نحن نعيش اليوم محنة المعري وابن المقفع، ومستقبل شعب سائر في مواجهة المصير .
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
اخبار العراق اليوم تصلكم بكل وضوح بواسطة العراق تايمز