اخواننا الكرام موضوعنا ما بعد السلام هو مفهوم الجنسية الثانية ولمن الولاء هل لجنسية الطفولة والاباء والاجداد ام الى جنسية الاحتياط ....
لقد شُتت العراقيون في انحاء العالم بعد ان مر بهم ما مر من معاناة ومآسي لم تمر بشعب من شعوب العالم العربي والاسلامي فلجئ الكثير منهم الى الهجرة وترك ما لديهم من ذكريات الطفولة الجميلة والبريئة .
ان المعاناة وصعوبة الحياة التي مرو بها خلال الخمسين عاما الماضية اجبرتهم على البحث عن استقرارهم في الدول التي تعطي حق اللجوء وتعطي للمواطن قيمة فيشعر الانسان العراقي بما ينقصه في حياته الا وهو الاحترام وحقوق الانسان التي فقدها في بلده منذ صغره .
فبدأت الدول الغربية باعطاء العراقيين جنسية ثانية وبكثير من هذه الدول لا يطلب من المتقدم اسقاط جنسيته الاولى ومع هذا فهي للاستقرار الحياتي اجبرتهم عليها حالة البلد الصعبة على جميع الاصعدة ,لكن العراقي يبقى جسده في الخارج وروحه في العراق يواكب احداث البلد وتقدمه او تأخره عسى يوما ان يصل الى ماوصلت اليه دول الغرب ويعود للعيش في ارض الطفولة و الصبا.
هنا يجب ان نؤمن بالفروق الفردية والتربية والنشأه كذلك مدى التأثر بالمجتمع ومدى الولاء للوطن الام.
كلنا هنا على اتفاق ان الجنسية الثانية او الاقامة خارج الوطن هي لظروف خارجة في معظمها عن ارادة الشخص طلبا للامان والاحترام الانساني الذي افتقده من سنوات في بلده لكن هذا لا يعني ابدا ان كل من يحمل جنسية ثانية او انه عاش خارج الوطن لا يشعر او يقدر المآسي والالام التي مر ويمر بها العراق. وبهذا لا يجب الحكم على ولاء الشخص من خلال ظرف فُرض عليه, بل من خلال عمله وما يمكن ان يقدمه للبلد مستعينين بهذا بالتقصي ومعرفة اصوله التربوية وعراقة اصله .
رغم اني اتفق معكم ان هذا ليس شرطا او قانون انما هو مجرد وسيلة لتميز الجيد من السيء." وكل إناء بالـذي فيـه ينضـح" كما قال الشاعر.
هناك من ينظر الى الوطن مثل الغنائم المتروكة بعد الحرب, يأخذ من خيراته ما يستطيع بوسيلة او بأخرى مستغلا طيبة انباء الشعب الذين يتمنون منقذا ينتشلهم من استغلال الاخرين. فيعود خالي الولاء هذا الى بلده الثاني محملا بالاموال من قوت الشعب دون وجه حق ودون رحمة. وهو ايضا لا يحمل الولاء ولا الحب لبلده الثاني وانما هو التزام بالقوانين الصارمة لتلك الدول, فمن ليس له خير في ارضه لا يكون له خير في اي ارض اخرى.
وكم من اصحاب الجنسية الثانية من عاد وهو يحمل في قلبه الولاء لارض الاجداد ويحمل الخير والعلم والمعرفة والتطور الحضاري , كل همه نقل كل جيد من الحضارة الغربية ما
يساعد على البناء والتقدم ويرد ولو جزء بسيط من فضل الوطن عليه دون ان ينتظر ربحا ماديا. مثل هذا الانسان لم تغير الجنسية الثانية ولائته ولا قيمه ولا جعله الشعور بالامان ان يتنكر وينسى اصله.
فلا يجب الحكم على الناس من خلال حالة او مظهر ويجب اعطاء الفرصة لمن يحمل الافكار التي تساعد على البناء والتقدم والانتهاء من حالة الفوضى,
فليس كل من عاش خارج الوطن لا يملك الشعور بمشاكل وهموم الناس وجراحهم بل ربما تكون لديه رؤيا اوضح واشمل لما يحتاجه الوطن لتضميد جراحه والنهوض به من كبوته.
اخيرا وليس اخرا يجب ان نرحب بكل من يقدم نفسه للوطن دون التفكيربمصالح مادية ولا يحمل الفكر الاستغلالي الذي اوقع الوطن في حفرة الدم والجهل.
مقالات اخرى للكاتب