إحدى صفحات التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) تَعَرَضَت إلى الكثير من البلاغات مما دعا إدارة فيسبوك أن تنذر صاحب الصفحة بإغلاق صفحته ، هذا الإنذار جعل أسرة فقرة الشعور الموجودة في الصفحة (خوف، غضب، حزن، فرح،
عناد ،حب ، دهشة ، والتعجب ) ترتعد من الخوف بسبب إنذار الغلق ، فاجتمعوا وقرروا بأن يتركوا هذه الصفحة قبل أن تغلق ويكون مصيرهم الموت ، وقد خالفهم الرأي ( شعور العِناد ) لأن هذا هو طبعه … العناد دائما ، وقد اصطف إلى جانبه ( شعور الحب ) لأن هذا هو طبعه .. يحب الجميع دائما ،لأنه خلق ليحب ، فهو محب ولا يسمح لنفسه أن يترك العناد لوحده يبقى في صفحة مصيرها الإغلاق ، فحاول شعور الحب أن يقنع شعور العناد ليذهب معه ومع باقي المشاعر، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل ، وفي النهاية كل المشاعر تركت الصفحة وخرجت منها ونجت من الموت إلا شعور العناد ظل معاندا وبرفقته شعور الحب حتى أغلقت صفحة الفيس بوك فمات العناد ومات معه الحب
هكذا هو العناد .. دائما يُقتَل ويَقتل معه الحب … لما لا نتمسك بالحب ونمحو العناد من قائمة مشاعرنا !!؟؟ ، ربما قد يكون رأيينا في قضية ما أو موضوع ما رأي خاطى أو ضعيف لا يحظى بالأغلبية حينها يحق لنا أن نغير من رأينا ولا نتمسك به ولا نعاند أصحاب الرأي الصائب والرصين لأن الأغبياء وحدهم هم الذين يصرون على آرائهم الخاطئة بعنادهم حتى بعد أن يكتشفوا خطأها.
قد يقول البعض بأن العناد مطلوب عندما يكون مواجها للباطل ومتمسكا بالحق وذا تصميم وإرادة ، وهو عناد إيجابي ويكون في الآخر منتصرا ، ولكن المقصود هنا هو العناد السلبي الذي يكون فاقدا للدليل والحجة وهو عناد نفعي وإنتهازي وهو نتيجة للغيرة والمنافسة على المكانة والصدارة، أو محاولة تحصيل مكاسب أعلى في موقف معيَّن . وما الخراب والدمار والقتل اليومي الذي أصاب البلد منذ سنين إلا هو نتيجة للعناد السلبي بين الأحزاب والكتل والطوائف المبني على إنعدام الثقة وعدم إشباع الرغبات ، وسيستمر هذا الخراب والدمار والقتل طالما يبقى المعاندون سلبيا متمسكين بعنادهم ولا يعالجون أسباب عنادهم بالإقناع المبني على المنطق وزرع الثقة فيما بينهم .
جنبنا الله واياكم العِناد السلبي القاتل ومنحنا وإياكم قلوبا مفعمة بالحب وخالية من الغل.
مقالات اخرى للكاتب