السيد المالكي وبعد تبيان النتائج الاولية لانتخابات مجالس المحافظات لم يجد حلا يراهن عليه سياسيا لاستعادة نفوذه السياسي غير العودة الى البيت التقليدي اي الطائفة الشيعية لانه أحس ان القاعدة الشيعية المؤيدة له بدأت تتأكل لصالح المجلس الاعلى والسيد عمار الحكيم ولانه لمس في النتائج ان حزبه حزب الدعوة لم يحصل على مقاعد توازي موقعه كحزب قديم جماهيريا ويمتطي رئاسة الحكومة منذ ثماني سنوات ولانه عرف ان خططه في كسب قاعدة سنية مؤيدة قد فشلت بسبب النتائج المخيبة التي حصل عليها المطلك وجماعته لذا في لحظة قرر ان يعود للطائفة الشيعية من باب ان لااحد يستطيع ان يحميكم من السنة غيري انا نوري المالكي المعروف بالحزم وعدم الخوف من أتخاذ اي قرار والدليل انا ضربتهم في الحويجة وكل ماصدر من سياسييهم في القائمة العراقية هو جعجعة فارغة ولن يؤثروا على العملية السياسية وشاهدوا ماهي الفائدة التي نجنيها عندما نسيطر على الوزارات الامنية وكافة المناصب وبناء عليه فان الاسلوب الذي انتهجه في الحكم هو الذي سيحمي الشيعة في العراق وهو الذي سيحمي نظام بشار من السقوط وبالتالي لن يستطيع احد ان يمس مرقد العقيلة زينب عليها السلام وان اكثر مايستطيع السنة العرب فعله هو ان يتكتلوا ضمن معسكرات اعتصام ويحضروا صلاة الجمعة ويهتفون فيها ضد الحكومة وكل الدماء التي سالت وستسيل وكل الهرج والمرج والاعلام والتأثير المباشر وغير المباشر على العراق واقتصاده وحركة الاستثمار الناشئة فيه غير مهمة من اجل ان اضمن ان اكون انا رئيسا للوزراء ودعنا نعود الى ايام عام 2006 ونبدأ من جديد وهذا هو التفكير الذي يدور الان في رأس نوري المالكي ولكن شيء مهم نسيه الجميع وهو ان العراقيين أصبحوا اكثر وعيا انه لافائدة من الاقتتال السني الشيعي ولافائدة من كل الافعال والتحركات لانها في النتيجة سيضطر الجميع للجلوس على طاولة الحوار ونسي جميع من يحاول ان يستفيد من هذا المخطط الخبيث ان الشيعة ليسوا في وارد البدء في أقتتال طائفي وكذلك القسم الاكبر من السنة والمهم ان من كان يتحرك في الشارع الشيعي وهو جيش المهدي أصبح قائدهم مقتدى الصدر اكثر فهما ووعيا لما يجري ويدور ولااريد ان اكون ناصحة للسيد المالكي فهو رجل لايستمع الى احد الا المستشارين الفاشلين الذين يتملقونه ولكني اود نصيحة القائمة العراقية ونوابها بان ينسحبوا من الحكومة ويتركوا السيد المالكي في رئاسة الحكومة وحده واخيرا فان أوراق اللعب السياسي للسيد المالكي قد أستنفذت والدليل لجوئه لهذه الورقة الخاسرة سلفا والتي ستنهي مستقبله السياسي بل ومستقبل حزب الدعوة كما أنهى صدام حسين حزب البعث في العراق ولكن في النهاية العراق باقي وهو اكبر من الاشخاص والمسميات والعناوين الحزبية الضيقة والتاريخ سيسجل لنوري المالكي انه أصدر امرا بقتل متظاهرين ومعتصمين حتى ولوافترضنا انه يوجد بينهم خمسة أرهابيين ووأسفاه على العراق لم يأتي له احد يقوده وينشر السعادة في شعبه وبين ربوعه والله ارحم الراحمين
مقالات اخرى للكاتب