Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ولادة النحس
الاثنين, نيسان 28, 2014
كاظم الجابري

في ساعة مكفهرة من مثل هذا اليوم قبل 77 سنة، في قرية نائية من قرى العراق كان مخاضٌ عسيرٌ لامرأةٍ لا يساعدها على الوضع إلا قابلة قطبت حاجبيها وتقطعت أنفاسها. لا أحد سيشهد لحظاتِ الطلق الأخيرة والولادة الأولى، ولا حتى الأب الذي هرب إلى مزرعته مطأطأ رأسه مستندا إلى مِسحاته متسائلا بمرارة كم سيعيش بعد هذا اليوم المشئوم.
نزل الوليد ولم يكن طبيعيا. فقد كان يفتح عينيه على وسعهما بشراهة مخيفة. وحين أخذته أمه إلى صدرها صرخت في اللحظة التي التقم ثديها وأبعدته عنها بقوة. كان صدرها يقطر دما!
وصل الخبر إلى أبيه في المزرعة فقال: سموه صْداما! (الصْدام بتخفيف الدال يعني عندهم السخام). كان وجه الوليد أصفر مزرقا لا يشبه وجوه الأطفال في شيء. لم تتقبل العائلة التهاني من أحد لأنه لا أحد جاء للتهنئة بل انصرف الجميع يكملون تمتماتهم وتهامسهم المسموع. فلم يعد أحد يخفي الغموض الذي اكتنف الحمل بل كانوا يستعرضون الرجال الذين كانوا يترددون على البيت.
كبر الولد بسرعة لم يلتفت إليها أحد لأنهم كانوا منشغلين عنه بمشاكساته العنيفة ويتملقونه اتقاء شره. ولم يكن له صديق حقيقي واحد يحبه. بل كانوا عصابة صغيرة تفعل كل ما يحلو لها ولا أحد يجرؤ على الوقوف بوجهها. حتى جاء اليوم الذي غادر فيه إلى بغداد من غير أن يلتفت إلى الوراء. ... يلتفت ليرى ماذا؟
في بغداد ساعده نبوغه الشيطاني على تشكيل عصابة أكبر عاثت في المدينة حتى صارت حديث الناس وموضع اهتمام الأحزاب التصفوية التي تفتش عن من لا يتورع عن شيء. ثم كبر الشاب وانتمى إلى أحد تلك الأحزاب التي وفرت له الغطاء المناسب لممارسة وحشيته ونقمته على المجتمع.
ثم كان صدامَ حسين رئيسَ جمهورية العراق المهيبَ الذي ناصب ذوي الكفاءات والمتعلمين العداء منذ أول يوم. وكان عدوَه الأول العلماءُ والمثقفون والشرفاء. وحين أدرك أن الشعب العراقي يختلف عنه بماضيه ومواهبه شمله بعداء دموي أهوج. وكان صيدا سمينا سهلا لأصحاب الخطط العالمية. فكانت الحرب العراقية الإيرانية التي أتت على شباب العراق وكهوله وثرواته وحولت البلاد إلى دار أيتام هائلة لا تقدم لنزلائها إلا أحواض التيزاب.
واتخذ تلك الأوضاعَ ذريعة لتنفيس عقده تجاه الناجحين فكان اجتياحُ الكويت. وكان الثمن انهزاما مذلا وحصارا مفقرا حوّل البلاد إلى خرائب يقطنها متسولون إلى جانبها قصور رئاسية في كل مكان.
ثم سقط حكمه بعد أن حوّل العراق إلى مقبرة جماعية بحجم مساحته هجرها زوارها وتشتتوا في بقاع الأرض يقصّون حكايات البؤس ويستجدون من يرحم ومن لا يرحم. واستُخرِج، قبل أن يُحاكم ويُعدم، من حفرةٍ دلّ الأمريكانَ عليها أحدُ أقربائه ونال جائزته منهم كأي بطل من أبطال أفلام رعاة البقر.
هكذا وبكل بساطة استطاع رجل مريض أن يمحو سبعة آلاف سنة في ثلاث وعشرين سنة التهمت منها الحروب تسعاً والحصار ثلاث عشرة والاستعداد بين الحربين سنة واحدة. واليوم يشعر العراقيون بقشعريرة فرح كلما تذكروا أن لا وجود لصْدام بينهم بشخصه ولا بولديه ولا بأصهاره وإخوته وأولاد عمومته الذين شاطروه بطشه بالعراقيين.
فهل انتهى صْدام بإعدامه وهلاك طغمته؟ كلا، فصْدام الذي مرت حكايته ليس هو المشكلة التي يعاني منها البشر في كل مكان اليوم. بل صْدام النوع المليء النفس بالأمراض والعقد، الفارغ الذهن إلا من الخطط الشريرة، الذي يأخذ شكل القاعدة وداعش والنصرة ومن ورائهم آل سعود وعربان الخليج التي أنتنها النفط والطائفية.
ملاحظة:(لم أكن لأضيع ثوانٍ من وقت القارئ ولا من وقتي على موضوع لا يورث إلا الألم ولا يذكرّ إلا بأفظع ما مر على العراقيين. غير أن توافق ذكرى الولادة المنحوسة مع أيام انتخابات المجلس النيابي الثالث دفعني لكتابة هذا المقال. وللشريف جداً ـ كشرف ولادة صْدام ـ الذي يترحم على أيامه أقول: ذاك نظام صنعته العصابات ولّى بأوغاده، وهذا نظام يصنعه الشعب يأتي بشرفائه "وليخسأ الخاسئون!" والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين).


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46417
Total : 101