تكاد تكون ألأراء قريبة من بعضها في تقويم ( أزمة البرلمان ) خلال الايام الماضية ، وأسبابها ، ونتائجها ، وإن اختلفت الرؤى في زوايا معينة .. فهناك من يرى أن ما حصل في مجلس النواب يوم ( الثلاثاء) الماضي لم يسفرعن شيء يستحق أن ياخذ كل هذا الحراك ، و(شد الاعصاب ) ، و( الترقب والانتظار) ، واستهلاك الوقت في عمل غير ذي تأثير في مسار العملية السياسية ، إن لم يكن قد عزز قناعات البعض باستحالة التغيير ، وخلق أزمة لا تحتاج الى عمق في التفكير من المراقب ليعرف ما ستسفر عنها ، لأن مقدماتها كانت تنبيء بنتائجها ، وهي لا تعدو أن تكون ( عملية تغيير) وجوه لا تخرج عن نظام المحاصصة ، ، إن لم يحقق الطرفان ( داخل قاعة البرلمان وخارجها ) ما أعلنوه في الاستجابة لرغبة الشارع بالـــغاء المحاصصة ..
وكيف ..؟..
ذلك في حالتين متوازيتين :
{ الاولى ..أن يستمر ( المعتصمون ) في موقفهم ، وعليهم الخروج من كتلهم ، وتكوين كتلة جديدة تحت قبة البرلمان ( عابرة للتقسيمات ) التي درج عليها البرلمان بعد عام 2003 ، خاصة وانها تضم عددا لا يستهان به ، ويمكن أن يكون رقما مؤثرا في عمل المجلس والحكومة ويغير موازين القوى ، بتشكيل معارضة برلمانية قوية ، غابت عن البرلمان بسبب مبدأ التوافق و( تقسيم الكعكة ) بين الشركاء كما عبر احد النواب ، وبذلك يكون لحراكهم نتيجة ولأصواتهم صدى يتعدى حدود قاعة البرلمان …
{ والثانية أن يثبت ( الطرف الثاني ) صواب تمسكه بموقفه ، وأن اصراره على عقد الجلسة لأختيار الوزراء ستسفرعنها نتائج نوعية كبيرة تغير من واقع البلاد نحو الافضل ، من خلال ما ستقدمه الوزارات التي طالها التغيير في مجال اختصاصاتها للمواطن ، بعد إن إنتفت الاعذار وجاء الوزراء برغبة الجميع ، ومواصفاتهم وقياساتهم للمنصب فيما يتعلق بالمهنية والكفاءة والامانة .. وتكون للجلسة جدوى وقيمة…وعندها يكون الحراك البرلماني قد أصاب الهدف ، ولم يترك مجالا للظنون ، فيذهب البعض الى وصف ما حصل بانه ( مسرحية ) إنتهت بتوزير وزراء واقالة اخرين ، أو هو (تنازع مفتعل ) على السلطة بين الشركاء على حد وصفه ، أو من ذهب به اليأس في الوصف الى أبعد من ذلك بكثير ..
وبذلك يكون الطرفان ( داخل وخارج القاعة ) قد دخلوا في اختبار حقيقي جديد في صدق ما كانوا يعلنوه عن رفض المحاصصة ، وذمها ، وتحميلها مسؤولية تدهورحال البلاد والعباد …فهل تنتقل البلاد بعد التصويت على ( وزراء الازمة ) كما يحلو للبعض تسميتهم الى المرحلة الثانية ، بالقضاء على الفساد وتقديم حيتانه الى المحاسبة ، ويسود الامن والسلام والمحبة والتسامح ، والعمل بمبدأ المواطنة ، وانخفاض نسبة الفقر والتضخم ، وينعم المواطن بالخدمات التي حرم منها ، ويجد الشاب فرصته في العمل وفي التنمية وتعود هيبة الدولة والقانون والنظام ..
فإذا ما تحقق ذلك يكون الحراك قد حقق هدفه ، ويرتقي التغيير الوزاري فعلا الى أن يكون ( انجازا ينتظره الشعب ) على وصف من ذهب الى ذلك ، وينهي عملية الصراع على السلطة … وبخلافه لا يكون ما حصل سوى رقم جديد في دوامة الازمات والامتحانات ، وما اكثرها …
وفي كل الاحوال .. ليس هناك طرف رابح ، وأخر خاسر عندما يكون الشعب هو الرابح … وهو الأعرف بذلك من غيره ، ، وليس ما يدعيه هذا أو ذاك من ( المتخاصمين ).. وللشعب الكلمة الفصل …
{{{{{{
كلام مفيد :
إذا أردت أن تكون في الامام فكن في الأمام ..
مقالات اخرى للكاتب