نعم الفقراء أو ما يطلق عليهم بالجلفي أولاد الخايبة لان أمهاتهم أرضعهن بحليب مطعم بحب الوطن والخير وأرهقن إسماعهن بدلو لو دللوا ولهذا تراهم أكثر وطنية وتعلقا بالوطن من السياسيين والأثرياء الذين يسمون أولاد المسعدة وان المسعدة كما يغنى لها في البستات العراقية مسعدة وبيتج (بيتك) على الشط ولهذا تراهم دائما يحلمون بالسكن على الشط من نوري السعيد الى وزراء البعث ووزراء ونواب العهد الديمقراطي لان هولاء الوطن عندهم مشروع استثماري قابل للبيع أو التأجير أو الاستثمار لتطبيق جميع التجارب الإنسانية والغير إنسانية غي سبيل تطويقهم وشعورهم بعدم الأمان في وطن لا يمتلكون غيره وينتظرون إن يدفنوا في تربته هل الوطن للفقراء مقبرة تنتشر أشلاء أجسادهم الممزقة والمتبلة بالدم على أرصفة وأغصان الشجر مثل حال أبو علي حارس مراب السيارة إمام جامع سعده في الكرادة التي بقيت جثته معلقة على أغصان الشجر لمدة ثلاث أيام قبل إن تهزها العواصف الترابية التي تحاول مزج التراب بدموع الثكالى والمفجوعين للتحول تربة الوطن الهشة بتصريحات السياسيين السفلة إلى قوية بفعل دمع الضحايا ودمائهم ولتختلط بدماء الأولياء والأنبياء والمحررين والغزاة على هذا الوطن الذي اخذ اسمه من التعرق للأنهار المتشعبة كالأغصان ولكن أبت حكمة الله إن يلتقيا جميعا ويصبن في خليج العهر الذي يتفرج على ألوان دموع الضحايا وهي تخترق المد كأنها ألوان قزح وتتحول إلى لؤلؤ مع حبات الرمل المجنونة لتتزين بها نسائهم.
الفقراء في هذا الوطن يبكون الوطن دما ويعايشون مع إمراض السكر والضغط والجلطات التي تنتابهم مما يشاهدوه ويسمعوه على شاشات الشقاق والنفاق لما تنقله من أحاديث القرود المدربة على الرقص على عذابات الضحايا والمتاجرة بأرواح الناس التي عادت لتلعق أبوابها مع غياب الشمس وبغداد خالية من مرتاديها فمن عاصمة الثقافة إلى عاصمة المفخخات بامتياز فان الثقافة الخالية من روح المصالحة وتقبل الأخر والمحددة بقوانين وتابوهات تبقى مشلولة ومعطلة في جني الفوائد المرجوة منها .
إلى متى يبقى الفقراء يدفعون الثمن لبلد هدمته الحروب والحصار وأكمل عتاة الشر والنفاق بوضع الشراك حول لمنعه من النهوض مجددا . كلما لاح أمل البناء جاء من يهدم الفرحة ويزرع الإحباط واليأس في قلوبنا كان كتب على هويتنا الوطنية شعار الخوف الدائم حتى الفقراء في زمن النظام السابق كانوا يخافون للذهاب إلى مساجد الله خوفا من اتهامهم بالانتماء للأحزاب والحركات الدينية الان يخافون أيضا من الذهاب إلى ملاقاة الله في بيوته خوفا من الموت المرسل بالمفخخات والكواتم والهذيان الطائفي التي جعل الملائكة تهرب من حراستهم أو ربما قتلت معهم وحتى الفقراء كانوا يهربون من شرب العرق سابقا خوفا يذهب حاجز الخوف ويبدوان بسب الإله الطاغية أو التهجم على النظام التي كانت عقوبتها تصل إلى الإعدام وهي أكثر واكبر من جريمة سب الذات الإلهية التي لا تتجاوز عقوبتها الستة أشهر لان الله رؤوف رحيم إما الطاغية ظالم زنيم وألان الموت بانتظارهم مع بائعي اللبلبي والباقلاء والحمص بطحينة ليرسلوا مضرجين بدمائهم إلى لينعموا بنعمة التبريد الوطني في ثلاجات الطب العدلي مع المصلين وفي أخر الليل ينظر احدهم للأخر ويقول الصلاة لم تحميكم والأخر يقول العرق لم يحميكم وعبود صديقي السكير الدائم يصرح لإحدى الفضائيات الان اكتشفت لماذا العرق العراقي المسيح لماذا يدوخ الجمجمة أكثر من العرق التركي والأردني واللبناني فسألته المذيعة المرتدية الجنيز الحصر والقميص الدلع والحجاب النص الردان لماذا يا عبودي يدوخ الجمجمة أكثر قال لأنه معجون بدماء الأبرياء ودموع الثكالى ورحيق العذارى التي تقتل بدون محكمة إلهية بأيادي بشرية مجنونة والنساء تقتل بدون محاكمة في بيوت نشر الرذيلة والنساء اللواتي يحافظن على شرفهن ويعملن في السوق بائعات ليحصلن على قوتهن اليومي يقتلن بالمفخخات والعبوات اللاصقة انه الموت المجنون الملاحق للبشر الذي عجز العسكر بإيقافه في انتصارات وهمية لمعسكرات فارغة في الصحراء يطبلون لها بالضجيج , هل سمعتم بسياسي قتل أو قتل احد أقربائهم في هذا الوطن هل منهم من دفع ثمن الموت المجنون المخطط له أم أنهم لهم عده جنسيات أخرى وينعمون في ديار بعيدة بفلوس الفقراء المغضوب على أمرهم,وهنا يستمر التساؤل هل للفقراء من معين أم يبقون مشاريع استشهاد للموت المجنون بطرق عدة انه العراق وطن الفقراء وطن المشاريع الترويضية لتمرير ما يخططه الغير وينفذه السياسيين بحرفية وتبقى القرود تطلعنا بالضجيج الإعلامي لوطن اسمه العراق.
ويبقى الفقراء في الوطن يحلمون ويرددون مع الشاعر احمد مطر وهو يدندن......ترنيمة الفقراء.....
“أنا لن أحيد
لأني بكل احتمال سعيد
مماتي زفافٌ و محياي عيد
سأرغمُ أنفكَ في كل حين فإما عزيزٌ و إما شهيد”