احترقت بغداد من جديد وسالت الدماء انهارا في شوارعها وأسواقها وأزقتها بعد ان سجل قادة الإرهاب الإرهاب علامة الانتصار الكامل على القوات الأمنية وأمطروها بأكثر من 13 مفخخة حتى الساعة ولم تقف بوجههم تحذيرات القائد العام للقوات المسلحة ومناقلاته وإعفاءاته التي لم يمضي عليها أسبوع واحد تقريبا ليضيفوا الى شواهد القبور مساحة جديدة للمتعبين والمظلومين بعد ان ضاقت الأرض بأحلامهم فاودعتهم هم وأحلامهم تحت الثرى في مقبرة وادي السلام دون غيرها هذه المرة. ومفخخات اليوم لن تكون الانهيار الأمني الأخير طالما بقي السيد المالكي قائدا عاما للقوات المسلحة بأساليبه البدائية ومحاولاته المتواصلة لخلق الأزمات وتغذيتها وطالما بقي التراشق والتصعيد مستمرا بين المالكي ودولة القانون من جهة وبين النجيفي والعراقية وتنظيم القاعدة والطريقة النقشبندية وقناة الشرقية من جهة أخرى. وبتفجيرات اليوم نكون قد غادرنا نهائيا مرحلة الاختراق الأمني ودخلنا فعليا في حالة الانهيار الأمني الكامل ولم يبق من مقدمات الحرب الا الإعلان فقط حتى لو اعلن غيدان ومن معه عن احتلال جميع معسكرات تنظيم القاعدة الإرهابي المهجورة في رمال صحراء الانبار. المالكي لن توقفه هذه الدماء كثيرا ولن يفكر ولو للحظة واحدة بانه مسؤول امام الله عن كل قطرة دم سالت بسبب نزقه وأساليبه ويعلن فشله وتنازله وتحمله للمسؤولية بل على العكس فان هذا الانهيار سيعطيه المبرر الكامل للتمسك بالمنصب وخلق مزيدا من الأزمات وسيجعل من كل جرائم اليوم ذريعة مناسبة لإعلان الحرب وإدخال العراق في دوامة الصراع الطائفي الإقليمي الذي تريده دول الجوار والذي يعلمه المالكي والذي سيسير اليه بأقدامه لان المالكي مع علمه بالمخطط على علم أيضا بان أيامه معدودة ولن تكون هناك فرصة أفضل من اعلان الحرب وتعطيل البرلمان واعلان حالة الطوارئ وهذا السيناريو سيمنحه مزيدا من الوقت ومزيدا من الأنصار المعجبين بكاريزما القائد الأوحد مختار العصر ورب الصولجان. لقد اثبت القائد العام للقوات المسلحة فشله وعجزه التام في وقف المجاميع الإرهابية عند حدها وأصبح السكوت على هذا الفشل جريمة مركبة لان الوقت قد انتهى ولم يبقى مجال للمناورة والتغيير وتجريب خطط القائد العام للقوات المسلحة البائسة. سيدي المالكي لا يمكن للتنقلات والعزل والإقالات وتجريب للكلاب البوليسية والسائبة او قطع الشوارع او شراء اجهزة كشف المتفجرات او اعادة البعثية وحتى التفاوض معهم من وقف هذا التداعي وهذا الانهيار لان الخلل ليس في الكلاب وفي طريقة الشابندر بل الخلل في المنهج والاسلوب والنوايا وهذه من الصعب وقفها او السيطرة عليها ليس لانها من صنع الاخرين بل هي من صنع جلالتكم سيدي القائد.
مقالات اخرى للكاتب