بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق, ومعرفة كل الكتل للمقاعد التي حصلت عليها, تتجه تلك الكتل لبناء تحالفات جديدة, تنسجم مع ما طرحته من برامج او وعود قطعتها امام ناخبيها.
لم تتضح للان شكل الخارطة السياسية للأربع سنوات القادمة, وشكل التحالفات لم يظهر للعلن, لكن الامر الاهم في هذا ان على الكتل ان تلتزم بما طرحته امام ناخبيها, فالكتل التي نادت بال "لم" وال "لن" و"سوف" عليها ان تلتزم بما قالته, لان مخالفته تعد خيانة للناخب ومخالفة للوعود.
دولة القانون التي قالت سوف نشكل حكومة اغلبية سياسية, عليها ان تلتزم بقولها هذا, وعليها -لإثبات صدقها امام ناخبيها- ان ترسم ملامح الحكومة التي دعت لها من خلال تلك الاغلبية, وعليها ان لا تشترك في اي حكومة توافقية او حكومة شراكة, فدولة القانون تدعي ان سبب فشلها في الدورتين السابقتين هو وجود المحاصصة, وان الكتلة قادرة على النهوض بالبلد بحكومة اغلبية سياسية.
وليس خفي على المتتبع للشأن العراقي, ان حكومة الاغلبية السياسية تعد ضربا من الخيال, اذ انه ليس بمقدور اي كتلة ان تشكل ثلثي البرلمان, والذي من خلالها تتمكن تلك الكتلة من تشكيل مجلس رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب, ومن هذا المنطلق فان دولة القانون وضعت نفسها باختبار صعب امام جمهورها, وامام عموم الشعب العراقي, اذ يتوجب عليها اما ان تشكل حكومة اغلبية سياسية, او تلتزم المعارضة, في حال تشكيل حكومة شراكة وطنية توافقية.
الكورد والوطنية ومتحدون من جهتهم, ملزمون ب "لن" التي وعدوا بها جمهورهم, وهي لن نسمح بولاية ثالثة لنوري المالكي, وهذه ال "لن" تُوجِبْ على تلك الكتل اما السعي لتشكيل تحالفات تقطع الطريق امام الولاية الثالثة, او اثبات صدقها من خلال عدم اشتراكها بحكومة يرئسها رئيس الوزراء الحالي.
الصدريون والمجلسون والجعفريون, ليسوا بحال افضل من الكرد ومتحدون, فالجميع صرح بضرورة عدم التجديد لولاية ثالثة, وهذا التصريح هو وعد قاطع امام الناخب, ملزمة به تلك الكتل فهم قالو "لا" نشترك بحكومة يرأسها المالكي و "لن" نقبل بولاية ثالثة, وهذا الامر سيختبر صدقية وجدية هذه الكتل امام ناخبيها, والتي ستتضح عند تشكيل الحكومة.
يبدو ان الصيف القادم سيمر ساخنا سياسيا كسخونة اجواءه, وستكون امام تشكيل الحكومة عقبات كبيرة, نتأمل ان تأخذ الكتل السياسية على عاتقها تذليل تلك العقبات, وان تحاول الكتل الخروج من عنق الزجاجة بأفضل تشكيلة حكومية, تخدم الوطن والمواطن وبعيدة عن ترسيخ فكرة القائد الرمز.
مقالات اخرى للكاتب