ادارة الحوار/هديل الرافدي
المسافة لم تكن عائق امام طموع الباحثين عن مجد الكلمة,حيث وجودت امراة تغزل من اهوار البصرة قصيدة تتغنى في بيت الطين وتشكي من خلال نصوصها اوجاع لا احدا يتحملها الا انامل لا تعرف النوم وخيال يرحل في كل البقاع باحث عن طموع فتاة بصراوية,ولدت في محافظة السياب وكبرت في محطات الحياة,هنا محطتنا مع روائية وقاصة عراقية.
وفاء عبد الرزاق الطفلة الهادئة ابنة البصرة التي كانت تسمع صوت ابيها وهو يدنن على نغمات الشط ودراميات والدتها منذ نعومة اظافرها شربت من ذات النهر,نهر الكلمة والابداع على نهج اسرتها حيث لم تكن بعيدة فهي ابنة عائلة اغلبها تهتم في بحور الادب,خيالها الخصب بصور الحياة المتغيرة والملونة بالوان التجارب ومختلفة كاختلاف المدن والوجوه كان نتيجته روايات وقصص وحكايات تحكي فيها عما يجور في خاطرها وما تتامله في الواقع,حاكت طفل الحرب بصور شعرية لتروي للقارئ معاناة الطفولة في بلدان الحروب وطفرته في نفسية الشعوب,كتبت خارج عن القانون لتسلط الضوء على ثغرات لا يراها من هم يعتبرون انفسهم قبل القانون وفي جعبتها غزارة في الاعمال الادبية المتنوعة الرواية..القصة..القصيدة..الشعر باللغة العربية الفصيح واللغة الشعبية,اتخذت بعض اعمالها مواد تدرس في المناهج الادبية ودرسات وبحوث في جذور الادب وفنونه,لم تكتفي ومازالت تبحث عن الجديد في عالم الابداع وتبحر في عمق الابداعات الادب العالمي لتزخرف اعمالها بطابع الادب العالمي في الرؤية والمحتوى وتحقق بذلك صورة المراة العراقية بابهى صورة في محافل الفكر والثقافة,كرمت اكثر من مرة في دول عديدة عربية منها واجنبية وحازت اعمالها مراكز متقدمة لما تحتويها من ثروة فكرية وابداع ادبي يخاطب وجدان الانسان,بدانا الحوار بطفولة مازالت تعيشها حسب ما ذكرت وهي تتحدث عن طفولتها قائلة:
ج- طفولتي كانت هادئة، فقد عشتُ مع أسرة شاعرة،ومنها تعلمت الشعر، أو بالأصح ورثته،واستمعت إلى الجلسات الشعرية الأسبوعية في البيت، لذا كتبت الشعر وأنا في التاسعة.
س-طفلة في عمر التاسعة زهرا ماذا أغراها في الشعر؟
ج – عشقته من صوت أبي الذي كان يغني أشعاره، ومن المطارحات الشعرية بينه وبين والدتي، فكانت أمي تقول الشعر على السليقة، ويجاريها أبي،لذا أول ما كتبته الشعر الشعبي، وكتبت الفصيح تأثيرا بأخي الشاعر.كان أبي مولعا في الأبوذيَّة ويجيدها جدا لذا كتبت له هذا البيت
يَ ريت الجفن لا غمــّض ولا ـَن
وريت انياب سهرتني ولاــــــــَن
أجي موَنسة الجفن لاجلـك ولاـَن
أغمضه ومن يـــن يزعل عليـــّه
أما أمي فقد كانت مولعة بالدارمي،ولنا مع بعض رسائل جدا جميلة طبعا بالدراميات.ولي ديوان لم يطبع بعد اسمه( نايات لها شكلي) فيه كل الأشعار والمراسلات بيننا إضافة إلى ا لأبوذيات والمواويل.
وهذه بعض النماذج مما دار بيني وبين أمي:
يا يمـّه ﮔلبي بنار بيد وَتيه
سايل تعنـّه ليـ وتعذ ريتيـــــه.
فهي ردت علي بالتالي:
يايمـّه هان عليـ سايل تـﮔولون
أفديلـ الدلاّل وَي زوج العيون .
س- كلميني عن حلم وفاء الطفلة، وهل تحقق؟
ج – تحقق بعضه لكن الأهم لم يتحقق بعد ولا ادري متى سيحين وقته، كنت أحلم أن أصبح شاعرة لها حضورها وكاتبة يشار إليها بالبنان ويحترمها الكثيرون، وقد تحقق لي ذلك، لكن حلمي الأكبر في بيت على شط العرب، أكتب شعرا على رائحة الطلع والياسمين والشبوي، مازال مجهولا مصيره.
س- ماذا تقولين لنخيل البصرة؟
ج- قلت الكثير،للبصرة ولنخيلها ولشط العرب ومائه، وتحديدا قصيدتي( سجنٌ وهطلاء) فقد كنت في ماطور مع اصدقاء غالين علي، وقد التقطوا لي صورة مبهرة، وفنية جدا، ركزوا على دمعتي بين الأجفان وصوروها.فكان السجن الجفن والهطلاء الدمعة التي أبت النزول محبة بالنهر واحتراما لهيبته.وهذا نموذج من القصيدة:
بينَ سطوةِ الحلم ِوالحلم ِ
قمْ لأرتديكَ حنيناً
كنْ كما أنتَ
يومي المقتَحَمَ
خوفي من جنازةِ الجرح ِ
خطوتي الطليقةِ
وأضيقَ ثقبٍ في الانتظار ِ.
كنْ طيفَ إلهٍ في ركن ِ مئذنة ٍ
السحبَ المطمئنة َ،
لذةَ الدم ِ المختمر ِ بالجمر ِ،
خدعة َ الريح ِ للقصب ِ بهدوءٍ مباغتٍ،
رقصة َ فراشةٍ على خصر ِ الرحيق ِ.
عدْ إلى صوتِكَ الملتصقِ في الرذاذ ِ
قمْ واستدرْ
فأنتَ الآيةُ الحسنى لهَطلاءَ
إلى آخر القصيد..
س- أرى من خلال كلمات الحنين للبصرة والنخيل أن روحكِ مغروسة هناك إلا أنك رحلتِ وغادرت البصرة؟
ج –فعلا أنا غادرت البصرة والعراق جسدا لا روحا، فقد كان ومازال يعيش بين أضلعي وفي روحي وكل جوارحي، لم أغادر عنه بل حملته معي أنَّا سرت لأنني بدونه أضيع، وبه ومن خلاله كتبت أغلب أشعاري، حتى أن بعضهم لقبني
ب( مجنونة العراق) كما يقال مجنون ليلى ومجنون بثينة، وقد سمعت ذلك في أصبوحتي في جامعة الكوفة من الدكتور علي الخالدي الذي كان يدير الجلسة، وقد شرفني بهذا اللقب وأفتخر به.
س- متى غادرتِ البصرة؟
ج- سنة 1970 وكنت وقتها في السادسة عشرة.
س-ظروف أجبرتكِ على المغادرة أم رغبة؟
ج- تزوجت بهذا العمر وغادرت إلى أبي ظبي، حيث يقيم زوجي.
س- هل وجدتِ بلدا يعوضك العراق؟
ج- أبدا وقلت بذلك شعرا( والله، والعواصم الما تشبعت بيك ولا حوَّتك موش الي)وفي قصيدتي ( أنا المطلقة بثلا):
نفضتُ عنـّي مدناً
تصفحني ألبومها
وفي التكهـّن ِ أبقاني الصورة.
بمعنى أن كل المدن التي زرتها لم تبق مني غير وصوري التذكارية فيها.
س- في التاسعة كتبت الشعر، هل تذكرين أول الأبيات التي كتبتها؟
ج- أتذكر أنني كتبت شطرين من بيت أبوذية لأنني أسمعه كثيرا من أبي، وكان أبي وقتها يشوي سمكا على الفحم( سمـتك لا ريَش بيها ولادم/ولاهي من نسل حوا ولادم. ولم أكمل لآنني كنت صغيرة وقتها. فنادى أبي أمي بأعلى صوته: - تعالي ولدت في بيتنا شاعرة.
س- كان الوالد متفائلا بك، أيهما أحب إلى قلب والدك، كتاباتك أم دارميات الواادة؟
ج – لقد توفي أبي قبل أن أنضج شعريا، وقبل أن يقرأ لي ويرى ما وصلت إليه، متأكدة أنه يفرح لي في قبره لأنني حققت له حلمه، لكن دارميات الوالدة بقيت معي في رسائلنا المستمرة حتى وافها الأجل.
س- ماذا أخذت من والدك؟
ج – أخذت منه لون عينيه، طوله،إجادته للأبوذية،غضبه السريع ورضاه الأسرع،عصبيته وطيب قلبه.
س-لو تصفين والدك ماذا تقولين له من شعر؟
ج- مهما كتبت لن أصفه، لأنه عصي على الوصف،وقد جربت أكتب لأمي خاصة القصيدة التي رثيتها بها بعد ثلاثة أيام من وفاتها، لم تصل إلى عمق الفقد ومكانتها، كلاهما عصي على الوصف.أتذكر حين توفي أبي، لم ابك لثلاثة أيام ، وكنت استقبل المعزين بكل قوة، لكن بعد أن انتهى العزاء اصابني انهيار بكاء لا يوصف.
س- كيف هي علاقتك بابن مدينتك السياب؟
ج- كان معي في روايتي الشعرية( تفاصيل لا تُسعف الذاكرة) كنا ثلاثة فقط الأبطال، أنا وهو وامرأة تمثل المدينة، نتجول في كل شوارع البصرة وندون شعرا. كما جاريته حين قال( عيناك غابتا نخيل ساعة السحر) فكتبت قصيدة بعنوان ( عينايَ خانهما السَّحًرُ)
أذكر بعضا منها:
جرحيَ أرضٌ والدواءُ فلاة ٌ
أطوف ُ بشرنقتي
أختبرُ
أرمي عليَّ حجَري
أنتَ شيطاني ومسبحتي
الحزنُ جريئةٌ مرآتُهُ
والمصابيحُ قبيحٌ شكلـُها
اغترابُها المتطاولُ قزمٌ
وإن غدا ملاكاً هو الوحلُ
شريفة ٌكلُ الخطايا
لو اغتسلتْ بالنهر
ستصبح الكوثرَ والنبأ.
المدى زوبعة ٌإن لم أركِ
يا بـَصرُ
نارُكِ جنـَّتي
ابنةُ الضدَّين أنا
خانني السَّحَرُ القمرُ
واصطكاكُ النـَّهر بأضلعي
أدورُ بجراحي كعاصية ٍتستغفرُ
ربــِّي هي الجمعُ وأنتَ الواحدُ.
س-كتب السياب الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام حتى الظلام هناك أجمل لأنه يحتضن العراق.ماذا تردين على السياب؟
ج- ارد بقصيدتي ( ساحل الحياة عراقُ):
ساحلُ الحياةِ عراقُ
شخصُكَ النَّارُ والماءُ
حَجَجْنا إليكَ
ترافقـُنا شُرفة ُ الحدودِ
والأغنياتُ اعتذرتْ
بنَفسِكَ إخلاصٌ وخلاصٌ
وبينَ الضواحي أصابعـُكَ
لم تعُد كافيةً
لِما تشكُّ الضفافُ
وقعُ الخطى يستهزئ رتابـَتهُ
الطوافُ أسقط حولَه ثلجاً
وأنتَ القاتلُ القتيلُ المحجوبُ.
س- ديوانك من مذكرات طفل الحرب، اية صورة ما زالت عالقة في ذهنك؟
ج- المذكرة الخامسة عشرة وهي الأخيرة.حيث يعاتب الطفل ربه حين لجأ إليه وطلب منه انهاء الحروب.
حبيبتكُ مناديل القمح
ضياؤك من رافقها
وأجهد حقلا يغازل
الصلاة حياة أخرى
صلينا ولبسناك
لبسناك وتاهت بنا الحجبُ
حتى خلنا أننا عرشك فانتصبنا
هو ذا الموت يجر بياضك
كله قبل ان يأكلك.
س- كيف ترين الطفولة الآن في العراق؟
ج – أية طفولة سيدتي، والطفل ينام ويصحو على صوت المفخخات والقتل والدم والرعب،لم يبق من حلمه شيئا، لا حلم لطفولة موؤدة، تاكل من المزابل.
س-مَن كنت تقصدين في قصتك خارج عن القانون، مَن هو الخارج عن القانون؟
ج- المواطن، ليس خارجا على القانون بحيث يصبح مدانا او مجرما، بل هو خارج عن القانون الذي لا يطبع عليه لأنه لا يساوم في وطنيته، والقانون يدينه على موقفه هذا ولا يقف في صفه، لذا ترك البلاد بنصف المبدأ وكل الكارثة.لقد نالت هذه القصة المرتبة الأولى عربيا.في رابطة الأدباء العرب.
س-مَن الجاني هنا المواطن أم القانون في بلد ليس فيه قانون؟
ج- ها أنت أجبت، في بلد ليس فيه قانون، والجاني هنا القانون والمواطن مدان بوطنيته وحبه لبلده.
س-وهل هذا عقاب ام ثواب في مفهوم قصتك خارج عن القانون؟
ج – نعم عقاب. وأي عقاب بحيث يدان المواطن بشرفه وموقفه ووطنيته.
س-وفاء عبد الرزاق اليوم هل تختلف عن وفاء الطفلة؟
ج- لا تختلف إطلاقا، بحيث أنني في كثير من الأحيان أرجع لطفولتي أنهل منها ومن براءتها شعرا نقيا.
وهذه بعض أبيات من قصيدة( بيت الطين):
أصدقائي خناجرٌ وضيوفٌ
يطاردون الزادَ بحثاً عن طفولتي
عن كركرةِ الشوارع للصغار
والعبثِ الطفلِ على قرصِ خبزِ البتول
عن رغبةِ الأرضِ في احتضانِ مهابةِ أقدامِهم
وهُم يشدّون قفزاتـِهم
على خِصرِ الضِّفافِ حزاماً
أنا الآن ألهو بتعثــّري
كلـَّما هربتْ جثتي من تناقصِها
أرجعتـُها لأحتمي بالشَللْ.
س-لديك العديد من منتجات الأدبية وحصلت على الكثير من الجوائز والتكريمات،ماهي أبرز محطة في حياتك؟
ج- التي لم تأتِ بعد.
س- ماذا تريدين أوتنتظرين؟
ج- أريد أن تتحول رواياتي إلى أفلام سينمائية فهي تستحق ذلك.
س- وبعين اي مخرج تردين أن تصبح أفلاما؟
ج- مخرجين عالميين، لذا اسعى حاليا لترجمتها إلى اللغة الإنكليزية. كل سردياتي حتى القصص القصيرة.
س-مثل مَن؟
ج- لم يمر في بالي أي أحد، لكن حين تنشر باللغة الانكليزية ويكتب عنها سينتبه إليها المخرجون حتما وساسعى بكل جهدي لتحقيق ذلك.
س-ألا تثقين بالاخراج العربي العراقي تحديدا؟
ج- ليس عدم ثقة، بل ستبقى محدوة الانتشار وأنا اريد لها العالمية، فقد ارخت لمراحل العراق ادبا وهو الأفضل والأنقى من التاريخ الكاذب ، كتبت عن معاناة الناس وهي الأصدق توثيقا.التاريخ يؤرخ للكراسي وأنا همي انساني، الشعوب بكل معاناتها.
س-حسنا، دعينا نرجع إلى شط الهوى، الحب في حياة وفاء عبد الرزاق؟
ج- أي شاعر لا يستطيع ان يكتب شعرا دون الحب، فبه نكتب اجمل الأشعار، الحب بكل معطياته وليس بالضرورة أن يكون عشقا.
انا عشقت وأنا في الصف السادس الابتدائي وتزوجت من احب، وبقينا على الحب حتى هذه اللحظة،لذا انا عاشقة أبدية.وقلت شعرا في ذلك:
( تدري لأجلك، غصب ذلَّيت العنيدة/ وتدري حبَك، مرمر المُر وأريده/ وآنه من مُرَّك ومُرَّه عسَّلت كاسي الوحيدة/ رعشة أوَّل بوسة صوتك ، والله ذبني ﮔليَب بيده/ وبيك وردة شوﮒ خضرة لمَّت تحرﮔني القصيدة).
س-لمن تقولين امنحني نفسي الخارطة؟
ج- ليس هكذا العنوان بل( أمنحُني نفسي والخارطة) أنا من أمنح نفسي ذاتها والخرائط، وهنا إشارة إلى المرأة التي تحقق ذاتها بذاتها وليس اعتمادا على أحد.
س-كيف تخاطبين نفسك؟
ج- نعم ما أجمل وأنقى حوار النفس!( أيتها المكاملة في سكونك/ يا مستحيل الومضة الأولى/يا نهاية دهشة/ لم انته بعد/ ولم ينته اكتساح رغباتك/يا راتعاشة سمرة تقطع أهدابي/ أتحسس أطرافك فوق أكداس الروح/ وأكتشف صوتا، مباركة أيتها الجنوبيَّة/ إني أدعوكِ لقيامة طارئة).
س-فلنتكلم عن لندن، مكان اقامتك، لم اخترت لندن؟
ج- كان اختيارا عشوائيا،لكنه جاء صحيحا من حسن الحظ، لأن هنا في لندن لا يفقد العربي هويته.
س-متى يكون الوطن مجرد ذكرى؟
ج- مستحيل أن يصبح الوطن مجرد ذكرى ،ومن يفعل ذلك لا يستحق أن يحمل هويته. الوطن يعني أنا ،يعني الهواء الذي أتنفسه وبدونه أختنق.أنا أكتب للوطن وبالوطن، بمعنى أنا كلي منه وإليه.
س-هل لازلت تحملين الجنسية العراقية؟
ج- نعم ، وأدخل العراق بجوازي العراقي.
س-متى تبكي وفاء عبد الرزاق؟
ج- أبكي حين أكتب الشعر، وأبكي لرؤية الأم، أي عجوز يبكيني وجهها لأنني أتكر أمي.وقد حصل لي مشهد في ذلك، كانت لي امسية في البحرين، ودعاني الشاعر علي عبد الله خليفة إلى داره، وحالما ظهرت لي امه أجهشت بالبكاء بشكل جنوني.
س/بمن تاثرت او كان عرابك ادبيا؟
ج- هو ليس تأثرا إنما اختيارا لمن نعشق شعره ونجعله منقذنا من التيه واستراحة حميمية حين يأخذنا السرد بعيدا ونتعب منه. ذلك هو شعر أدونيس.
س-تُرجمت إمالك إلى أكثر من لغة، مذا يعني ذلك، وهل يرضي طموحك الأدبي؟
ج-يعني لي الكثير، حيث تطلع على شعرى الثقافات الأخرى ويصل صوتي إليها، حاليا أقوم بترجمة روايتي( حاموت) إلى الانكليزية وروايتي ( أقصى الجنون الفراغ يهذي) إلى نفس اللغة، وكذلك ديوان ( من مذكرات طفل الحرب ) يترجم الآن إلى الفارسية من قبل طالبة ماجستير بشعري كله في ايران، وإلى اللغة الإيطالية من قبل الشاعرة الدكتورة أسماء غريب، علما أنه ترجم إلى الفرنسية والأسبانية والإنكليزية.وإلى التركية بعض من القصائد في مهرجان الكتابة للطفل من قبل الشاعر إريكات.
س- اية لغة تفضلينها لترجمة أعمالك؟
ج- اللغة الانكليزية، لأن منها تأخذ كل اللغات وتستند عليها.
س-تؤمنين أن السماء ترجع إلى أهلها؟
ج- للأسف خاب ظني في ذلك. وحين كتبت الرواية بعد تغيير النظام السابق توقعت أن نحصل على تغيير جذري كي تعود السماء إلى أهلها، لكن الجميع خيب الظن.
س-مَن المسؤول عن هذه الخيبة؟
ج- كلهم مسؤولون حتى نحن مسؤولين عن خيبتنا لأنهم بعد كل ما شاهدوه من فشل السلطة والاحتراب على الكرسي انتخبوهم ثانية، لذلك الجميع شارك في خيبتنا الكبرى والدليل ما وصلنا اليه الآن.
س-ما هي آخر أعمالك؟
ج- بين يدي رواية حاليا اكتب لها، لكن لي اعمال جاهزة للطبع وهي:
ديوان بعنوان( صمغٌ أسودُ) وديوان ( أشكُّ حتًّى....) ومجموعة قصصية بعنوان( الآخرون).
س-لو اخترتِ فنانا يغني أشعارك فمن ستختارين؟
ج- سأختار حسين نعمة، صاحب الصوت الشجي الذي يدخل القلب.
س-أية قصيدة؟
ج- الملحن الجيد يلحن حتى الجريدة، لكن ما يحصل الآن من الملحنين يريدون الأسهل لهم وقالوا لي نريد مذهبا وثلاثة كوبليهات فرفضت ذلك.
س-كيف ترين المرأة العراقية الآن،وماذا تقولين لها؟
ج- سأقول لها الكثير في روايتي القادمة، وأعري مرحلتها التي قتلت فيها أنوثتها، وهيبتها وهويتها.
س-أي من زميلاتكِ تريدين أن تعطيها الرقم الأول عراقيا وعربيا؟
ج- د. رواية الشاعر والشاعرة فائزة سلطان.
س-لديك الكثير من القصص والروايات، بماذا تختلف القصة عن الرواي؟
ج- القصة تختزل الأزمنة والأمكنة بالفكرة والتكثيف اللغوي والاختصار بحيث لو طالت تفقد جمالها وقيمتها الأدبية، بينما الرواية عالم كبير فيه هدم للواقع وإعادة بنائه.حوارات متعددة بين الأبطال قد تأخذني معها أحيانا وتعيدني حيث أنا، أحيانا الأبطال يحاورونني ويعيشون معي. هذا لا يحدث في القصة القصيرة.
س- عدد الجوائز التي حصلت عليها أيهم الأقرب إليك؟
ج- كلهم الأقرب إلي، لأن لكل جائزة ناسها وزمنها وعطائها.
س-ماذا تحبين أن تقولِ في ختام حوارنا؟
ج- اقول ربي ينصر العراق ويخلصه من هذه المحنة.
هكذا انتهى الحوار مع القاصة والروائية العراقية وفاء عبد الرزاق,التي كانت حريصة جدا على كتابتها كانها رضيعتها تخاف عليها من خدش يترك الاثر على اعمالها.