واخيرا اعترف السادة المسئولون الذين في اعلى الهرم والذين حولهم بعظمة لسانهم بان العراق بدأ بالانهيار حيث اخذ كل واحد منهم يتهم الاخر بانه السبب وانه هو الذي يمنعه من العمل النافع والمفيد
لان هؤلاء المسئولين انشغلوا في مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فقط واصبح كل مسئول لا يهمه ولا يشغله الا رغباته الذاتية ومصالحه الخاصة وكل ما يشغله وما يفكر به هو كيف يحصل على الكرسي الذي يمنح اكثر قوة واكثر نفوذ ويدر اكثر مالا
وبدأ هؤلاء المسئولون في صراع وتنافس كبير احدهم اخذ يغدر بالاخر من خلال اسقاطه سياسيا واخلاقيا حتى من خلال قتله فاخذ كل واحد يجمع مفاسد وموبقات الاخر في ملفات وعندما يحاول احدهم الاطاحة بالاخر يقوم احدهم برفع سلبيات ومفاسد الاخر لا يدري بان الاخر لديه ملفات عن مفاسده اذا لم نقول انها تفوق ما عنده فانها لم تقل عن تلك المفاسد وفجأة وبدون مقدمات تبدأ عملية التطمطم وانهاء كل ذلك الضجيج والقيل والقال اي انا اسكت وانت تسكت والضحية طبعا الشعب العراقي
شاهدت لعبة بين فتاتين في حوض السباحة كل واحدة تحاول خلع لباسها الداخلي فاحدى الفتيات خرجت من حوض السباحة وبيدها لباس الاخرى التي بقيت في الحوض فرفعته عاليا معتقدة انها استطاعت تعريت الأخرى لا تدري ان لباسها هي بيد الاخرى فقامت التي في الحوض برفع لباس التي خرجت فشعرت انها عارية امام الناس وهذه حال المسئولين العراقيين كل واحد يتظاهر انه شريف امين متهما الاخر بالفساد والخيانة لا يدري ان فساده وخيانته مكشوفة ومعروفة للجميع للشعب وللمسئولين
فكل المعانات التي يعانيها الشعب العراقي من سوء خدمات من فساد اداري ومالي من عنف وارهاب الا نتيجة لهذا الصراع والتنافس من اجل مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية
فكل مسئول جمع حوله مجموعة من اهل الفساد والرذيلة والقتلة وكل مجموعة جعلت من نفسها القانون والدستور بيدها كل شي ولها كل شي وهكذا تلاشت الدولة والحكومة واصبح العراق تحكمه مجموعات من الاشقياء وعلى رأس كل مجموعة شقي وكل مجموعة تقتل تسرق تغتصب حسب ما يحلوا لها
وهكذا اصبح العراق والعراقيين ضحية رغبات ومطامع هذه المجموعات فاذا اختلفوا قتلوا الشعب ودمروا الوطن واذا اتفقوا سرقوا الشعب والوطن
والشعب المسكين لا حول له ولا قوة لا يدري كيف ينقذ نفسه من هذه الكارثة التي حلت
انه يواجه نيران الطائفية والعنصرية والعشائرية وحتى المناطقية وهذه الحالة هي التي دفعت المواطن المسروق المقتول الى الالتجاء الى هذه الطائفة هذه القومية هذه العشيرة هذه المنطقة معتقدا انه يحمي نفسه وماله وعرضه لا يدري انه بتصرفه هذا زاد في لهيب النيران وجعل من نفسه وقودا لها
لهذا على العراقي الذي يريد ان ينقذ نفسه وشعبه ووطنه من هذه النيران ان يرفض الطائفة والعنصرية والعشيرة والمنطقة وكل من يدعوا اليها وينطلق منها ويبشر بها ويصرخ انا عراقي عراقي انا وهذه يدي ممدودة لكل عراقي صادق مخلص بغض النظر عن الطائفة والدين والقومية والعشيرة
هيا ايها العراقيون الى التكاتف الى التوحد والوحدة والتصدي بحزم وعزيمة لاخماد هذه النيران التي اججها اعداء العراق والعراقيين والا فانها ستحرق الجميع ستحرق العراق ارضا وبشرا هيا ايها العراقيون قبل فوات الاوان
هكذا قسموا العراق والعراقيين محاصصة هذه المحافظة واهلها لهذا الشيخ وهذه المحافظة لهذا الشيخ ولكل شيخ عصابة تغزو محافظة الشيخ الاخر من اجل النهب والسلب والاغتصاب واخذ النساء اسرى كل ذلك ليثبتوا انهم اصلاء وانهم متمسكون بالقيم الصحراوية التي لن يتخلوا عنها ابدا مهما تغيرت وتبدلت الظروف والاحوال ولن يسمحوا لاي تغير او تبديل في المنطقة وسيذبح كل من يدعوا الى التغيير والتبديل هذا وعد لابد من تنفيذه
المعروف عندما تشكل الحكومة اي حكومة تعلن عن برنامجها عن خططها عن مهماتها وكل وزارة لها مهمة ولها خطة ولا بد من انجازها لا يهمنا من الوزير من المدير غير كفاءته واخلاصه ونزاهته لا من هذه الطائفة ولا من هذا الحزب ولا من هذه القومية ولا من هذا الدين فاذا عجز عن اداءمهمته وواجبه بعزل واذا قصر يعاقب وهذا يشمل كل العاملين في الحكومة من الموظف البسيط الى الوزير الى رئيس الوزراء الى رئيس الجمهورية
فالوزير ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وكل من يتحمل مسئولية عليه ان يتخلى عن قوميته وطائفته ودينه وحتى افراد عائلته ويلتزم بالقانون بالنظام بخدم كل العراقيين وينجز مهمته على اتم انجاز ويقوم بواجبه على اكمل وجه
ويكون مسئولا عن كل سلبية عن اي مفسدة او موبقة تحدث في وزارته طبقا لقول الامام علي
اذا فسد المسئول الوزير الحاكم فسد المجتمع الناس كل المسئول عنهم حتى لو كانوا صالحين
واذا صلح الحاكم الوزير المسئول صلح المجتمع الناس كل المسئول عنهم حتى لو كانوا فاسدون
يعني الحاكم المسئول في الدولة في الوزارة في الدائرة في البيت في كل مكان هو اصل الاصلاح والفساد
فاذا فسد فسد الجميع
واذا صلح صلح الجميع...
مقالات اخرى للكاتب