دعني اخبرك متى يحق لك ان تصاب بالفخر! هل لانك مسلم؟ ام لانك انسان!!!؟ خاطرة فيسبوكية بقلم / الشيخ اسماعيل الوائلي

فقام الناس جميعا صارخين: رب العالمين شيخنا!!. فابتسم الشيخ وقال: طالما أنكم تعرفون انه رب العالمين وليس رب المسلمين وحدهم فلماذا تصدقون من يزرع الفتنة وتكفرون الناس من غير المسلمين وتتصرفون ان رب العالمين هو ربكم وحدكم!!.

استوقفتني كثيرا هذه الحكمة التي تغلف اطوار المشهد اعلاه، فلم اجدا بدا من أن أوجه سؤالي لجميع المتابعين بمختلف دياناتهم ومذاهبهم، أملا في أن يخرج الجواب من ضمير واخلاق صاحب التعليق، الذي سيثبت صاحبه وبلا شك مدى وعيه وعلمه وخبرته في هذه الحياة.

لنتفرض أن كل شخص فينا بغض النظر عن دينه ومذهبه ومعتقده، خلقه الله على غير الدين او المذهب الذي هو عليه حاليا، فهل سيتطرف لمذهبه الحالي رغم انه لا ينتمي اليه؟ ويرى نفسه هو الحق وامة مذهبه يستحقون الجنة من دون غيرهم مهما حَسُنت افعالهم وتزينت أخلاقهم بدرر من الشيم الحميدة؟!

اخواني واخواتي: لا ينبغي ان اذكركم بأن الله هو الذي خلق الانسان ليصبح على ملة ودين والديه.

فكم تسترعي انتباهي عبارة (( مسلم والحمد الله)) او (( مسلم وأفتخر))، اعلم ان هذا الفخر يصيب المسيحي واليهودي والبوذي ايضا، فمثلما ترى نفسك على حق وانك واضع رجلك في المكان الصحيح، اعلم ان كل من الديانات السابقة يشعرون بذلك ويوقنون كل اليقين انهم على صواب.

انا الآن على مذهب اهل بيت النبوة، سلام الله عليهم جميعا، ولن اترك هذا المذهب حتى لو كلفوني حياتي، ولو خلقني الله مسيحي فلن اصبح مسلما ولو قطعوني اربا اربا...

ولو فرضنا، خلقني الله على سنة احد قادة المذاهب الاربعة، مثلا لو كنت شافعيا او حنفيا او حنبليا او مالكيا فلن اصبح شيعيا مهما كلف الأمر.

وكذلك المسلم الحقيقي لوقطعوه بالمقاريض لن يصبح مسيحيا أو يهوديا ولن تتقبل نفسه وفطرته وسجيته غير هذا الدين.

وعليه فاننا نستنتج من هذا الواقع ان الله عندما خلقنا من نطفة ثم رعانا تسعة اشهر في بطون امهاتنا وبعدها اخرجنا منها على اديان وملل نتبعها كما وجدنا آباءنا عليها ولم يكن لدينا اي خيار فيها.

لم يكن اختيار الدين والمذهب وحتى الاسماء، بمحض ارادتنا، بل تبقى اختيارات آباءنا الذين اختاروا لنا الاسماء كما اختار الله جل جلاله لنا الحياة.

علاوة على ما سبق يجب ان نعلم ان كل شخص يجبر الاخرين على دين غير دينه او مذهب غير مذهبه فانه حاله حال الذي يحرث في البحر.

ما من شيئ يؤتى بالقوة، دع الناس ترى صواب دينك في اخلاقك وحسن معاشرتك لهم، دع الناس تهتدي لقناعتك باحترامك للحياة البشرية وقوانينها ومبادئها السامية، تعامل معهم على انهم بشر من دم ولحم ومشاعر واياك ان تتعامل معهم باعتبارهم ديانة او مذهب.

ان القيادات الخاوية والمسلحين الذين يجبرون الناس على دينهم ومذهبهم فهم لا يمتون للاسلام بصلة، ولا اظن انه لازال غبي لحد الان يعيش في بقعة من بقاع الارض المترامية الأطراف يظن ان التنظيمات باسم الاسلام والذي يقاتلون في العراق وسوريا وباقي البلدان الاسلامية والذين يفجرون في البلدان الغربية هم مسلمون...

الاسلام لم يكن يوما دينا للقتل وسفك الدماء البريئة بدون وجه حق، ان كل شخص يمثل بالميت فهو قطعا ليس بانسان ناهيك عن صحة انتمائه للإسلام..

لا توجد اي ديانة من الديانات امرت الناس بالقتل وزهق الارواح، بل كل ذلك مما كسبت ايدي الناس.

وانا اقطع بصحة المعلومات الاكيدة التي وردتني وتثبت بالدليل على ان قادة واغلب تنظيمات القاعدة وافراخها هم ليسوا بمسلمين، وهم تربية اعداء الانسانية فقد انتشلوهم من دور الايتام في امريكا الجنوبية وتمت تربيتهم ورعايتهم في دور ايتام خاصة لاعداء الانسانية ودرسوهم في مدارس ومعاهد خاصة لغسيل الأدمغة، وتاهيلهم وتعليمهم بان يرتدوا ثوب الاسلام الظاهري - واقصد هنا ان يدعوا انهم مسلمون - ليدمروا الاسلام باسم الاسلام. ومن ثم ادخلوهم في معسكرات تدريب خاصة حتى اصبحوا كما ترون الان يهدمون اضرحة الانبياء والاولياء ويلعبون برؤوس الخلق كرة قدم بعد ذبحها كالشاة.. وكذلك يوجد مثلهم قادة كبار عند المذهب الشيعي وليس فقط عند المذهب السني فهناك قسم خاص لاعداد وتأهيل القيادات الاسلامية العليا.. ولكم التعليق ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

الاهم من هذا كله، عاملوا الناس معاملة الناس، ودعوا اموره وعواقبه لرب "العالمين" وليس رب المسلمين، فلا انا ولا انت نمتلك مفاتيج الجنة والنار في جيوبنا!!

وليعلم الجميع ان النقص ليس في الاسلام.. فالدين الاسلامي كامل.. النقص في المسلم.. المسلم الذي يتصرف وكانه هو في الجنة وغيره في النار هو الناقص..

اقرأ ايضاً

تعليقات

صلاح

29/07/2014 - 10:57

العقل والفطرة أيهما الأصح

العقل هو مفتاح الحكم وقد خلق الله جل جلاله الإنسان ومنحه العقل وبذلك جعل من الإنسان خليفته لكونه تميز عن سائر خلق الله بالعقل والدليل قوله سبحانه وتعالى مخاطبا ملائكته ((اني جاعل في الأرض خليفة )) وعلمه الأسماء كلها، إذن العقل هو الميزان الذي يقودنا إلى اختيار الطريق الصحيح من دونه فعلى سبيل المثال انا مسلم بالفطرة لكوني ولدت من ابوين مسلمين ولكن بناء على الميزان العقلي انا مسلم وليس لاني مسلم بالفطرة، الميزان العقلي المبني على حقائق ثابتة والدليل هو القرآن آخر كتب السماوية والعقل والمنطق هو أن كل جديد هو المعتمد مادام المصدر هو واحد، إذا ميزان العقل يحتم علي أن أكون مسلما وانا مؤمن بكافة أنبياء الله والكتب السماوية ولو لم يكن محمدا خاتما للأنبياء على افتراض كان وجوبا علينا أن نتبع من يأتي بعده والكل يعلم بأن الإسلام حق لولا تحريف الذي جرى على الإنجيل والكتب السماوية الأخرى، إذا أنا مسلم بعقلانية وليس بالفطرة ومن يأتي بغير الإسلام دينا فلن يقبل منه ولكن انا كمسلم يلزمني عقيدة الاسلام أن ابذل قصارى جهدي لاطلاع الآخرين وخصوصا من هم أهل الكتاب على ما انا مؤمن به عسى أن يهديهم الله للإسلام دون اللجوء للعنف لأني في الأخير احاسب على أعمالي ولن احاسب على أعمال الغير.

ناصر الياسري

29/07/2014 - 12:57

عناوين قيم الرجوله ... !

تخريج رائع .. فأن دل على شيىء فانه يدل على حسن مصادر تربيتك . اولاً في البيت حيث كان التسامح يسود العائله فلا احد يشعر بالغبن وثانيا في البيئه المجتمعيه في البصره التي تضم كافه فسيفساء المجتمع العراقي من مسلمين ومسيح ويهود وصابئه ويزيدين .. عرب واكراد وتركمان فكان لا بد هذا الخليط ان يتعامل بتسامح انساني قبل ان يكون تسامح ديني او عرقي . وكذلك ان مصادر تدينك وثقافتك كانت من مصدر عروبي نظيف وهو الشهيد الصدر الثاني الذي نهلت منه الكثير من المعارف الانسانيه والمفاهيم المجتمعيه مما صنع لك قاعده ثقافيه واخلاقيه قل نظيرها .. اما آخر مصادرك فهو العيش في الغرب الذي اضاف لك الكثير من القيم كالصدق والامانه ودقه العمل واحترام الانسان لانه انسان اولا واخيرا ولا انسى انك من الناس العصاميين الذين استطاعوا ان يكونوا انفسهم بجهدهم الشخصي بصبر وتأني مما جعلك ان تتحرى وتختبر قبل ان تقيم اي علاقه مع اي انسان .. ولا انسى قيم الرجوله المتاصل بك وهي الكرم والشجاعه والصدق فلولاهما لما وصلت الى مبتغاك .. ياسيدي .. حفظك الله ورعاك من كل مكروه

عدد الرسائل : 2

أضف تعليق

نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.