بعد ان افرزت الحرب الظالمه المفروضه على بلدي سوريا والحصار الاقتصادي الملتف كحبل المشنقه على رقبة السوريين المزروعون هنا بأرض الشام والتي أبكت حتى الرجال وبينت المعدن الحقيقي وخصوصا للمرأه السوريه التي نقل عنها رواة الحديث الكاذب صوره ضبابيه إن لم نقل سيئه وسأحاول بما يتاح لي من مساحه للكتابه المجرده من المجامله والضغوط أو التزييف أن ارسم للقارئ العربي الواعي صورة المرأه السوريه الحقيقيه الواقعيه الموجوده على شاشة تلفاز الحياة اليوميه لا تلك الصوره التي تابعها من خلال تلفاز الرواة الغير منصفين وبعض الاقلام التابعه للإعلام الأعور والذي جعل من المرأه السوريه مجرد تمثال لجمال الجسد في سوق النخاسه الخليجيه و{كمبات}اللاجئين في اوروبا التي شاركت بشكل غير مباشر في تهجير النساء واغراقهن بالبحر واذلالهن جسديا ونفسيا وهنا لااتكلم بالعموم بل حالات استثنائيه ضخهما الاعلام المشارك بذبحنا وتدمير بلدنا وتهجيرنا وكوني سورية الجذور والانتماء ومزروعه بارض سوريا من ولادتي الى وفاتي و بالرغم من طول مسافة هذه الحرب التي تهدد وجودنا كسوريين وسوط الحصار الذي يجلد بطوننا كل يوم وانشغال الرجال بالدفاع عن الوطن المقدس ضد هذه الوحوش الارهابيه اللاآدميه لم تقف المرأه السوريه أمام المرآة للاهتمام بشكلها الجميل الذي لم تخربه الحرب بل وقفت على قدميها امام الملوحين بسكاكينهم من بعيد لتقول لهم انا ام الشهيد واخت الشهيد وزوجة وابنة الشهيد وأنا الشهيده أيضآ وشريكة في صنع المجد أيضا وساقاتلكم بالمعمل والمدرسه والمزرعه والمصنع وساصنع لاولادي رغيف الخبز من تراب سوريا ولن اتخلى عن وطني وسأنسى انوثتي وجمالي ودلال ودلع لهجتي التي عشقها المشاهد العربي في{باب الحاره}وجميع المسلسلات السوريه وسأقاوم الحصار الاقتصادي فأنا المعروف عني كنت ومازلت{المرأه السوريه المدبره} والتي عاشت في بلد الاكتفاء الذاتي وارتبطت بالموجود ارتباطآ حيآ فلم يكن وطني مديون لأي صندوق دولي ولن اكون تلك {الزليخه}التي راودت يوسف وسجنته ووصلت الى سن اليأس بل سأكون لكل{يوسف}سوري وطني اصيل الأهرام الذي خزن به حبوب الخبز ليقاوم سنين الجوع العجاف التي وأن طالت ولكنها ستنتهي يوما ما وسنجلس بعد رحيلها لنحكي لاولادنا واحفادنا عن تضحية الرجل السوري الذي لم يغادر الوطن في سنين يوسف ولم يتركنا وسط هذه الارض المحاطه بالذئاب الغادره وسنحكي عن اهرامات سوريا اللاتي اشتغلن في كل المهن الشريفه وتبادلن الادوار مع الرجال في غيابهم فكانت تعمل صباحا ومساءا لتوفير لقمة الخبز بكرامه ودون اذلال ولو كان ذلك على حساب نفسها وأهلها ودون ان تفرط باعز ما تملك بالرغم من قساوة الظروف واستطاعت أن تعيل وطنها الصغير داخل المنزل وبناء المجتمع خارجه واضافه لهذا فما زالت تؤنس المكان الذي تعيش فيه واستطاعت ان توفر داخل البيت نفس تلك الضحكه الشاميه التي اراد تجار الموت ان تنتهي وتستبدل بالدموع ولكن هيهات فما زالت{السوريه}واقفه وراء العظماء الجيش العربي السوري ومازالت تحتسي في شرفة البيت القهوه الصباحيه على صوت فيروز وهي تنتظر الحبيب العائد من جبهة الحق ضد الباطل لتقول له / الله يحميك رجعتلنا بخير وسلامه
مقالات اخرى للكاتب