Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مثال ناجح لدبلوماسي فاشل (السفير العراقي في برلين)
الأربعاء, آب 28, 2013
د. صادق اطيمش



كانت ثلاثة ايام جميلة تلك التي نظمت فيها الهيئة الإدارية لنادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين، مشكورة ، لقاءات ثقافيه ادبية وفنية وسياسية كاستمرار للنهج الذي اتبعه هذا البيت العراقي في التواصل مع الثقافة العراقية كل عام بجميع مفاصلها ومن مختلف الواجهات التي تمر بها في كافة مراحل تطورها السلبية والإيجابية والمتعلقة بطبيعة الأداء السياسي على الساحة السياسية العراقية . إن مثل هذا الربط بين تطور الثقافة العراقية داخل وخارج الوطن وما تعكسه الساحة السياسية العراقية من مفاهيم واطروحات على مسار تطور الثقافة العراقية له ما يبرره خاصة في الوقت الذي يمتطي فيه بعض الجهلاء صهوة الثقافة ليجعلوا من انفسهم فرسانها وهم ليسوا منها ومن فروسيتها بشيئ . وعلى الأخص إذا ما اراد مثل هؤلاء الأقزام امام القامات الثقافية في الفضاء الثقافي العراقي ان يحددوا مسيرة الثقافة ويقيموا نتاجات مريديها وبالتالي تقييم مجمل العملية الثقافية داخل وخارج الوطن حسب مقاسات لم تكن في يوم ما مما يُعوَل عليه في اطروحات المثقف العراقي المرتبط بهذه الثقافة روحاً وتاريخاً وإنجازاً وتطوراً .
وقد احسن رئيس الهيئة الإدارية لنادي الرافدين الثقافي العراقي صنعاً حينما تطرق في كلمته لإفتتاح المهرجان السنوي التاسع لأيام الثقافة العراقية في برلين إلى الوضع البائس الذي تعيشه الثقافة العراقية في الوقت الحاضر وإلى تهميش المثقف العراقي من قبل بعض الفئات السياسية المتنفذة على الساحة السياسية العراقية اليوم والتي تحاول الإلتصاق بالثقافة العراقية وتحديد مفهومها في الوقت الذي لا تملك فيه هذه الفئات أولى ابجديات العمل الثقافي ناهيك عن إنتماءها إلى هذا المفهوم حتى من خلال طروحاتها التي وضعت لها عناوين ثقافية بارزة إلا انها تمخضت عن مضامين لا يمكن وصفها إلا بالجدب الفكري والإفتقار إلى كل الأسس التي تجعل من مثل هذه النتاجات البائسة كجزء من بناء المثقف العراقي وقاماته الشامخة ليس عراقياً وعربياً فحسب ، بل وعلى نطاق التقييم ةالثقافي ضمن الثقافة العالمية المتنورة التي تعامل معها المثقف العراقي الأصيل بكل قدرة واحتل فيها موقعاً متميزاً بين اقرانه من الثقافات والنتاجات العالمية المختلفة .
كما وإن الهيئة الإدارية لنادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين قد احسنت صنعاً ايضاً حينما دعت السفير العراقي في برلين لحفلة إفتتاح المهرحان الثقافي التاسع والذي حضره ، مشكوراً ، مع طاقم من موظفي السفارة كتعبير من السفارة العراقية عن التواصل مع الجالية العراقي ونشاطاتها المختلفة . ومن خلال هذه اللقاءات التي ينتظر منها المغترب العراقي إيصال همومه إلى مَن يمثله رسمياً في هذا البلد ، تتجلى نوعية العلاقة بين المواطن والمؤسسات الرسمية العراقية المتمثلة بالسفارات والقنصليات وما تضمه من مؤسسات ثقافية واجتماعية وما تقيمه هذه المؤسسات العراقية نفسها من نشاطات تهدف من وراءها تعزيز التواصل مع المواطن العراقي البعيد عن بلده والإستماع إلى همومه والتجاوب مع طروحاته . وبما ان الكثير من العراقيين المغتربين لا زالوا مرتبطين بالوطن وبكل ما يجري فيه من تطورات سلبية او إيجابية على مختلف الأصعدة التي يمر بها الوطن ، وخاصة بعد سقوط دكتاتورية البعث المقيتة ، وما كان يخالج المواطن العراقي داخل الوطن وخارجه من امنيات بتحقيق نظام جديد ينطلق فيه المارد العراقي الذي حبس الدكتاتور البعثي انفاسه على كافة الأصعدة . وقد تحقق مجيئ النظام الجديد الذي خلف البعثفاشية ، إلا انه لم يحقق حتى بعد اكثر من عشر سنوات على مجيئه ما كانت تصبوا إليه الجماهير الشعبية المقهورة والفقيرة والمُهمشة من رغد العيش ورفاهية الحياة ومن الإرتقاء بالمستوى المعاشي بحيث لا يتحقق ما نراه متحققاً اليوم فعلاً في بلد غني بكل شيئ إلا انه يفتقر لكل شيئ يمكن ان يوفر لغالبية سكانه ابسط مقومات الحياة الإنسانية التي تستند على الأمن والخدمات بكل مفاصلها . ولا نريد التطرق إلى مجمل الإنتكاسة التي يعيشها الشعب العراقي منذ سقوط دكتاتورية البعث ولحد الآن ، والتي لا تخلو ايضاً من بعض ملامح التطور الإيجابي هنا وهناك والتي يمكن ان نصفها ببعض النجيمات اللامعة في ليل اظلم دامس . كما اننا لا نريد التطرق بإسهاب ، وبشكل خاص ، إلى موضوع حديثنا هذا المتعلق بالوضع الثقافي العراقي والثقافة العراقية وروادها الأصلاء في وطننا وما عاناه ويعانيه المثقف من تهميش وإذلال وملاحقات حتى يومنا هذا ، وما يلاقيه ايضاً من مواجهات عدائية سافرة وبدائية من بعض كبار المنتنفذين في العملية السياسية اليوم . لا ... لا نريد التطرق إلى ذلك كله والذي يمكن ان نقرنه بالكثير الكثير من الأمثلة الحية التي سنفردها في حديث خاص بذلك إذا رغب بعض المعترضين على هذا التقييم للعملية الثقافية في وطننا العراق . بل نرغب بالتطرق هنا إلى مثال واضح وجلي وتازة ايضاً لما يتعرض له المثقف العراقي خارج الوطن كانعكاس لما يلاقيه المثقف العراقي والثقافة العراقية داخل الوطن .
يتعلق هذا النموذج الذي نقدمه اليوم بالسيد سفير العراق في برلين والذي حضر مشكوراً حفلة إفتتاح المهرجان الثقافي التاسع لنادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين وكان حضوره قد قوبل باستحسان الحاضرين كتعبير عن إستعداد السفارة العراقية لمشاركة العراقيين في مثل هذه المناسبات التي يقيمونها والتي يرجون من وراءها إيصال بعض معاناتهم في أوطان منافيهم سابقاً وإغترابهم اليوم . إلا ان هذه الفرحة بمشاركة السفارة العراقية في برلين ممثلة بسفيرها ومرافقيه لم تدم طويلاً حيث اثبت السيد السفير على انه غير مستعد للإستماع إلى هموم العراقيين التي لا تشنف اسماعه والتي لا تصب في تصورات حزبه وتوجهات الحكومة العراقية فيما يخص علاقة السلطة بالمواطن وخاصة فيما يخص علاقتها بالمثقف وأدوات ومجالات عمله وإنجازاته .
وقد تجلى ذلك بشكل واضح حينما قام السيد السفير خطيباً ليختصر المهرجان الثقافي العراقي في برلين ببعض الكلمات التي اشادت بهذا النشاط وليوجه جل حديثه إلى جعل هذا المهرجان منبراً إعلامياً للحكومة العراقية وإنجازاتها في المجال الثقافي كي يرد بذلك على ما ورد في كلمة رئيس الهيئة الإدارية للنادي التي طرح فيها واقع الثقافة العراقية اليوم وما تعانيه من إجراءات التهميش والإذلال والقمع من قبل بعض المؤسسات العراقية التي تتكفل بإدارتها وتوجيهها مؤسسات وأحزاب الإسلام السياسي الحاكمة اليوم في وطننا العراق .
لقد قام السيد السفير العراقي في برلين خطيباً في حفلة إفتتاح المهرجان الثقافي العراقي التاسع في برلين ليختزل الثقافة العراقية الزاهرة في عينيه ويعبر على كل تاريخها بحساب عدد الفضائيات العراقية وبعدد الجرائد والمجلات التي تصدر في العراق اليوم . وحينما تقاس الثقافة العراقية اليوم بالكم وحينما يتم تجاهل وتجاوز النوع في الإنتاج الثقافي ، حينما يجري تقييم الثقافة العراقية اليوم حسب هذه الأرقام دون النظر إلى المردود الثقافي لها ، فهنا لا نستطيع إلا ان نقرأ سورة الفاتحة على مثل هذه الثقافة العليلة الشكل والمضمون . لقد عبر السيد السفير العراقي في برلين عن وجهة نظره بكل وضوح حينما خالف رأي كلمة الهيئة الإدارية وتقييمها السلبي للواقع الثقافي العراقي اليوم . وهذا من حقه كما ان من حقه ايضاً ان يدافع بإيجاز وإقتضاب عن الواقع الثقافي العراقي كما يراه هو او كما يراه حزبه الذي ينتمي إليه ، وأن يخصص حديثه لإبراز إستعداد السفارة العراقية لدعم مثل هذه النشاطات العراقية ووضع الخطوط العريضة التي تراها السفارة وطاقمها لتحقيق التواصل مع العراقيين والإستماع إلى آراءهم واحتياجاتهم ، خاصة وان اكثر العراقيين اصبحوا ينظرون إلى السفارات العراقية اليوم غير نظرتهم إليها حينما كانت تمثل البعثفاشية المقيتة ودورها المخزي في تمثيل العراق . وحينما فرط السفير العراقي في برلين بهذه المناسبة لجعلها وسيلة من وسائل الإتصال بالجالية العراقية وركز حديثه على مدح الحكومة التي يمثلها ، خاصة فيما يتعلق بموقفها من الثقافة العراقية وحاول ان يجعل من الفرصة التي منحتها له الهيئة الإدارية بالكلام وسيلة للدعاية الغير مُبررة والتي لا تتفق مع تصورات اغلبية المشاركين في هذا اللقاء والحاضرين لسماع كلمته ، وكرجل دبلوماسي يُفترض به ان يكون مستمِعاً جيداً لآراء الآخرين ، وقد ذكر ذلك بكلمته ايضاً حينما طلب من الآخرين الإلتزام بمبدأ الرأي والر أي الآخر الذي لم يلتزم به هو حينما خرج غاضباً اثناء إلقاء احد المعترضين على كلامه وإبرازه للواقع الثقافي العراق على انه نور على نور في الوقت الذي تغط فيه الثقافة العراقية في ظلمات الإسلام السياسي ومريديه في مختلف توجهاته .
حينما تكلم الدكتور كاظم حبيب ، كأحد ضيوف إفتتاح المهرجان ، معقباً على كلمة وآراء وقناعات السيد السفير العراقي في برلين وذكر بعض الوقائع التي تبين مدى الواقع المرير الذي تعيشه الثقافة العراقية اليوم امام ثقافة التهميش والإقصاء وحتى الإعتداءات على المنتديات والمراكز الثقافية وروادها . حينما تطرق الدكتور كاظم حبيب إلى بعض ما تعانيه الثقافة العراقية والمثقفون العراقيون اليوم فقد تناغم ذلك مع ما يفكر به الكثير من المثقفين العراقيين اليوم الذين يحللون هذه الهجمة على الثقافة العراقية وروادها كتواصل مع الحملة الإيمانية التي بدأها الجرذ المقبور في آخر ايامه ليستمر بها خلفاؤه في الإيمان من بعده ، ولكن ليس من البعثيين هذه المرة ، بل من دعاة الإسلام السياسي .
لقد إنتفض السيد السفير العراقي في برلين غاضباً بعد ان قاطع الدكتور كاظم حبيب عدة مرات اثناء حديثه ، في الوقت الذي لم يقاطعه فيه احد حينما كان الكلام له ، وخرج تاركاً القاعة امام إعتراض الحاضرين على خروجه وتقيمهم لذلك على انه الهروب من مواجهة العراقيين والإستماع إلى ما يبدونه من آراء وما يطرحونه من افكار والتي قد لا تكون متلاءمة مع توجهات وسياسة حزبه او الحكومة العراقية بصورة عامة ، خاصة وإنه دعى في حديثه قبل دقائق إلى تكريس التعامل بين الآراء المختلفة . إلا انه بعد تصرفه هذا اقنع الآخرين على ان دعوته هذه لتقبل الرأي الآخر لا اساس لها من الصحة في الواقع الذي يتعامل به السيد السفير من خلال عمله .
من الميزات التي يتميز بها الدبلوماسي هي طول البال وحسن الإستماع والهدوء اثناء النقاشات وعدم التهرب او الهروب من مناقشة المواضيع المطروحة ، خاصة تلك التي لا تتفق ووجهة نظره او ما يؤمن به ، إذ ان كل رأي يتقبل الخطأ والصواب ولا يمكن التوصل إلى بعض الحقيقة ، وليس إلى الحقيقة المطلقة الغير موجودة اساساً ، إلا عبر النقاشات الهادءة وطرح الأدلة التي يريد كل من المتحاورين التأكيد على وجهة نظره فيها . اما ان ينطلق الدبلوماسي من المثل العراقي " لاعوب خاروب " اي إما ان تجري اللعبة حسب ما اريد او أعمل على تخريب اللعبة ، وهذا ما اراد تحقيقه السيد السفير العراقي في برلين حينما لم يسمح بمناقشة طروحاته وعبَر عن ذلك الإصرار بخروجه غاضباً من القاعة ، فإن مثل هذا التصرف لا يمكن ان يكون إلى مثالاً ونمودجاً واضحاً وناجحاً لدبلوماسي فاشل .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42364
Total : 101