بعد عام على اندلاع الحرب العالمية الثانية عرض في امريكا فلم "الدكتاتور العظيم" وهو من تأليف وإخراج وتمثيل شارلي شابلن وكان الفلم يحمل هجاء ونقدا قاسيا لهتلر ، بعد استمرار الحرب العالمية الثانية لسنوات سألوا شارلي شابلن عن سبب انقطاعه عن نقد هتلر او تمثيل فلم جديد ينال منه قال: لم أعد قادرًا على اللحاق بهتلر من كثرة المهازل والكوارث التي يرتكبها.
العراقيون لم يعودوا قادرين عن اللحاق بالطبقة السياسية من كثرة المهازل والجرائم والكوارث التي حلت بالعراقيين بسببهم. نسجل عجزنا ايضا عن اللحاق بصناع الطغاة من بعض العراقيين والبعض من مثقفيهم الذين يردحون في كل يوم بهتاف مودرن لطاغية جديد.
ميزان الذهب لا يمكن ان نزن به أطنان النفايات ومسطرة قياس الوطنية لا تقيس قزامة اقزام المواقف ونعيق بوم البعض من العراقيين ليس مقاسا لوطنية ونزاهة واخلاص اي سياسي عراقي منذ تأسس العراق الحديث الى ما نحن به من كارثة.
صفق وهتف البعض من العراقيين لصدام واصطفوا على طريق المطار مصفقين هاتفين لاستقبال البعض من ضيوفه الذين قلدهم ارفع الأوسمة ، بعد اقل من عام من زيارة أولئك الضيوف لبغداد وصفهم صدام بالخيانة والغدر ، من هؤلاء فهد ملك السعودية وجابر الأحمد الصباح أمير الكويت .
كنت في السوق العربي قرب الشورجة وخرجت مسرعا لأستوضح لمن تهتفت الجموع (هلا بيك هلا) قبل ان أصل الحشود عرفت المقصود بالهتاف من خلال الهتاف اللاحق الذي صدحت به حناجر جمع غفير وهم يتدافعون ويصيحون : "فريد شوقي اهلًا بيك شعب العراق يحييك".
لقد كان جياع العراقيين في احلك ايام الحصار والجوع والمرض لكن بعضهم لم يتخلّوا عن الهتاف حتى للمثل المصري فريد شوقي ، الذي قالت حكومة صدام انه جاء ومجموعة من الفنانين المصريين لكسر الحصار عن العراق والحقيقة كانت عكس ذلك ، لأنهم حضروا لقاء مبالغ مالية كبيرة دفعت لهم من أموال العراق التي سرقها عضو مجلس الشعب المصري عماد الجلدة الذي كان سمسارا وشريكا لعدي في بعض صفقاته المشبوهة .
اذا صفق وهتف البعض للمثل المصري فريد شوقي فهل غريب على هؤلاء ان يهتفوا علي وياك علي لمن هب ودب ؟.
رحم الله صديقي الشهيد هاشم عودة ابو هشام الذي اعدمه صدام . لقد تنبأ يرحمه الله بوقت مبكر قائلا: "ان من يهتفون لصدام سيجلبون للعراق كارثة ، لأنهم سيصنعون من صدام دكتاتورا" ، وهذا ماحصل.
عندنا مجموعة من العراقيين تخصصوا بصناعة الطغاة ، هؤلاء توارثوا المهنة من أسلاف سبقوهم على النهج ذاته .
بالامس هتف بَعضُنَا لصدام"هلا بيك هلا ، وصدام اسمك عز وهيبة ، وصدام اسمك هز امريكا وو ". غنى وكتب وهتف بعض العراقيين لصدام وسيفه يقطع رقاب أحبتنا وسكينهُ مغروس بقلوب اهلنا وشفلاته تدفن مجاميع ثوارنا وأسرهم وهم احياء وسجونه مكتضة بمناضلينا واخرين مهجرين ومهاجرين بسبب ظلمه .
هل من غرابة اذا هتف البعض دون خجل بعلو اصواتهم علي وياك علي لساسة ووزراء فاسدين وفاشلين ولصوص .
يريدون من إمام الزهد والعدل والحكمة ان يكون عونا للصوص والفاسدين والحمقى .
لأعجب من صناع الطغاة ، هؤلاء يلعبون دور المحرضين لجموع من الذين نهبت خزائن دولتهم وسرقت خيراتهم ورهن نفطهم ومستقبلهم وهم يهتفون ويردحون ولا يفقهون شيئا اخر ، يريدونهم ان يستمروا بالهتاف وصناعة الطغاة في زمن الديمقراطية التي يجب يكون الشعب وحده هو السيد والرمز .
العراق والعراقيون هم السادة والرموز والساسة ارتضوا بمهنة الخدم للعراقيين فلا تصنعوا منهم ملوكا وطغاة وأباطرة .
بعد تجربة ثلاثة عشر عاما لا احد يستحق الهتاف من كل الطبقة السياسة وكل الاحزاب التي اشتركت بكل الجرائم التي يدفع فقراء العراقيين ثمنها .
هل من صوتوا على العفو الذي سيطلق سراح الإرهابيين هبطوا من السماء ام هم ذاتهم او اغلبهم من صوتوا على عزل العبيدي بالامس؟.
أين الفصل بين السلطات ؟.
أليس قوانين العفو المستمرة هي تعدي على السلطة القضائية وعلى ضحايا المفرج عنهم ؟.
العراق اول بلد في العالم بكثرة ضحاياه ومن أوائل بلدان العالم في الفساد وأول بلدان العالم بكثرة قوانين العفو عن الارهابين والمجرمين والفاسدين ، أليس في الامر مفارقة عجيبة ؟.
اي مقاس للوطنية عند البعض واي ميزان يقبل ان نضع في كفته الامام علي ع إمام الزهد والعدل والحكمة وفي الكفة الاخرى معمم او أفندي وزير او رئيس كتلة وحزب لص معروف من اغلب العراقيين .
حتى قنبر الأمين خادم الامام علي ع لا يقبل ان يكون في ميزان واحد او ان يشرك اسمه مع احد مع الفاسدين واللصوص .
بصريح العبارة أقول نعال قنبر اطهر من كل اللصوص والفاسدين من الساسة الذين يهتف البعض منا لهم .
كفاكم دجلا ورياءً لا تدنسوا اسم علي ولا تشركوه بفساد الفاسدين
"الرياء ولاء تقدمه الرذيلة للنقيصة "
مقالات اخرى للكاتب