تعجبني بعض المقالات والأخبار والتعليقات سانشرها لتصل لأكبر عدد من المتابعين . هذه المقالة "الحكاية" التي اوجزتها بما يناسب واقعنا للكاتب اللبناني طوني حداد .
(كان "حسني الزعيم” قائداً للجيش السوري قبل أن يقوم بانقلابه على الرئيس "شكري القوتلي” في 30 آذار 1949 وكان هذا الانقلاب هو الأول في تاريخ سورية وكرّت بعده سبحة ومسلسل الانقلابات المتعاقبة..
المهم عندما كان "الزعيم” قائداً للجيش قبيل انقلابه ,كان الدكتور "محسن البرازي” مستشاراً للرئيس "شكري القوتلي” وكانت تربط البرازي بالزعيم علاقة صداقة وسهرات خمر وميسر وليالي حمراء , وفي أحد مجالس الشراب الذي ضمّ الى الزعيم والبرازي مجموعة من النواب والضباط وفي حالة من الثمل خاطب حسني الزعيم الدكتور البرازي قائلاً:
"والله يامحسن اذا ضرط الزمان وصرت أنا رئيس سورية رح عينك رئيس حكومة”!
ودارت الأيام وقام الزعيم بانقلابه وأطاح بالرئيس شكري القوتلي ورئيس وزرائه آنذاك "خالد العظم” , فما كان من "محسن البرازي” الاّ أن أرسل لحسني الزعيم رسالة تهنئة طريفة جاء فيها العبارة التالية :
"سيدي الزعيم : لقد ضرط الزمان فعيّنونا” ..
فانفجر الزعيم ضاحكاً وصار يقرؤها لكل من يزوره أو يقابله , والجدير بالذكر بأن "حسني الزعيم” كان يتأمل بقبول الرئيس "فارس الخوري” لمنصب رئيس الوزراء تنظيفاً لسمعة الزعيم ولاضفاء الاحترام على عهده لما كان "فارس الخوري” يتمتع به من وطنية وصدق ونظافة كفّ وسمعة طيبة واحترام في جميع المحافل العربية والدولية , لكن "فارس بيك” رفض وقال للزعيم قولته الشهيرة :
"ياحسني لقد فتحت على سورية بانقلابك هذا أبواب جهنم”.
فماكان من "حسني الزعيم” بعد ان سمع هذه العبارة -وكان هذا في بيت فارس الخوري- الاّ أن انتفض غاضباً وقال لمستشاره وقتذاك "نذير فنصة” :
ارسل للدكتور محسن البرازي وقل له عن لساني :
"هلق ضرط الزمان عن جد.. فعينّاك”..
وهذا ماحدث فعلاً , فقد عيّن "الزعيم” الدكتور "محسن البرازي” رئيساً للحكومة التي انتهت باعدام الزعيم والبرازي بعد انقلاب "سامي الحناوي” على "حسني الزعيم” الذي حكم سورية بضعة أشهر فقط من 30 آذار حتّى 14 آب من عام 1949..
وتوتة توتة خلصت الحدوتة..
خلاصة القول بعد هذه الحكاية وهنا بيت القصيد :
كم ضرط الزمان علينا حتّى ابتلينا نحن الشعوب المقهورة بسياسيين وزعماء ورؤساء وأمراء وملوك وأصحاب دولة ومعالي وسعادة ؟!)
انتهت المقالة " الحكاية".
اذا كان الكاتب تسأل في نهاية الحكاية عن عدد المرات التي "ضرط" الزمان فيها على شعوب الشرق المقهورة ، نحن في العراق منذ تأسست الدولة العراقية الحديثة لغاية الان ، الحكام في مقصورة بمواصفات فاخرة ، واغلب الشعب معدم ومسروق وجائع ومريض ومعتدى على حرياته وكرامته . يمكننا وصف من حكمونا ، كما وصفهم الكاتب " ضراط ، بضراط" ، باستثناء فترة حكم الزعيم الوطني نظيف اليد عبد الكريم قاسم فهو الوحيد الذي حول واردات النفط الى مشاريع ينتفع بها العراقيون لغاية الان ، ولم يحصل هو وأعضاء حكومته وضباطه الكبار على اي امتيازات ، مثلما حصل في حكم صدام ومن يحكموننا الان ..
مقالات اخرى للكاتب